رئيس التحرير
عصام كامل

جدل بين الأقباط حول توثيق الأحداث وكشفها للخارج.. جبرائيل: اتصالات مكثفة مع الجاليات المصرية لفضح الإخوان.. زاخر: الغرب يعرف الحقيقة ولا يعرف إلا لغة المصالح

اعتداء الاخوان على
اعتداء الاخوان على الكنائس

تباينت ردود أفعال أقباط مصر حول اقتحام جماعة الإخوان للكنائس والأديرة في مختلف المحافظات المصرية، ما بين توثيق الأحداث وكشف حقيقة الإخوان للغرب، وضرورة تكاتف المصريين حول بعضهم مسلمين وأقباطا لبناء البلد من الداخل، مؤكدين أن الغرب يعرف الحقيقة كاملة ولكن لغة السياسية تتعارض مع حقوق الإنسان بصفة عامة وحقوق الأقباط بصفة خاصة.


وبدأ عدد كبير من المصريين خاصة الأقباط ممن يجيدون اللغات الأجنبية توثيق الأحداث بالفيديوهات ونشرها على المواقع الأجنبية، تأكيدا على أن ما حدث في مصر ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا كما يروج له الإخوان.

ومن جانبه قال المحامي نجيب جبرائيل - رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان - إن المنظمة بصدد رصد انتهاك جماعة الإخوان ضد الأقباط وممتلكاتهم؛ حيث تم رصد 72 هجوما حتى الآن على الكنائس والأديرة ومحال الذهب الخاصة بأقباط الصعيد، بخلاف خطف وقتل قبطي بالمنيا اليوم والتمثيل بجثته.

وأضاف جبرائيل: "نتحرك الآن في الاتحاد بشكل موسع مع الجاليات المصرية في الخارج لعرض هذه الصورة والفيديوهات الموثقة على المسئولين الأجانب، خاصة بعد إساءة الدكتور محمد البرادعي لثورة 30 يونيو باستقالته".

واستطرد: "هناك ترحيب شديد من الجاليات المصرية المقيمة بكندا وهولندا وفرنسا للتعاون معنا في هذا الملف، وبالفعل تم الحصول على مواعيد للجاليات المصرية مع المسئولين في هذه البلاد لتوضيح الصورة وتقديم يد المساعدة، لمواجهة اللوبي الأمريكي لمقاطعة مصر".

وتابع جبرائيل: سأتقدم بمذكرة لرئيس الجمهورية للحصول على موافقته للتواصل مع البرلمان الأوربي، والاستفادة من علاقاتنا الجيدة بأعضاء من البرلمان لتوضيح الصورة وتخفيف اللهجة والعقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوربي على مصر.

وأشار جبرائيل إلى أنه لا يستبعد تصعيد الأعمال الإرهابية والتنكيل بأقباط مصر وممتلكاتهم في الأيام القادمة من جانب ميليشيات الإخوان، ربما بأجندة أمريكية تستهدف التدخل الأجنبي لحماية أقباط مصر.

وعلى الجانب الآخر رفض المفكر القبطي جمال أسعد التوجه للغرب بأي رسالة، مؤكدا أن الغرب لا يهمه إلا مصالحه الخاصة، ولا يتدخل لحماية أي دولة أو أقليات تتعارض مع مصالحه الشخصية.

وقال أسعد": الشعب المصري هو من يقرر بإرادته فهو أساس الثورة ووقودها، منوها أن الأقباط جزء من الشعب المصري وعليه أن يتحمل ضريبة انتمائه وحبه للوطن، مهما كانت خسائره من كنائس وأديرة أو أقباط مصريين.

وأضاف المفكر القبطي: أنا ضد التدخل الأجنبي واللجوء لأمريكا والغرب، حتى لو من باب توضيح الصورة الحقيقية لجماعة الإخوان، فالإعلام الأجنبي يعرف الحقيقة كاملة ويعرف ما يتم داخل مصر من حرق كنائس ومنشآت عامة، ولكنها تخدم مصالحه، ومن ثم لن يتدخل لحماية أقباط مصر أو الشعب المصري كله.

وتساءل أسعد، أين الغرب وأمريكا من أقباط العراق وفلسطين، ولماذا لم يحميا أقباط المهجر عندما طلبوا منهما الحماية؟! مشيرا إلى أن ما يحدث لأقباط مصر لا يعني الغرب وأمريكا في شيء، ومن ثم لن تفيد أي رسائل إعلامية للغرب، فالقضية المصرية قضية داخلية يجب التعامل معها بشكل مباشر من الشعب المصري بذراعيه الأقباط والمسلمين.

وأكد المفكر القبطي كمال زاخر أن المصالح الأمريكية تسير عكس مصالح مصر، ومن ثم لن تهتم أمريكا والغرب بما يحدث في مصر للأقباط أو المسلمين، رافضا تحرك الأقباط بأي شكل من الأشكال لتوضيح حقيقة ما يحدث في مصر.

وقال زاخر: أمامنا فرصة تاريخية لإعادة بناء مصر والنهوض بها، منوها إلى أن الأقباط جزء من الشعب المصري قدرهم أن يتحملوا العبء الأكبر من الأزمات فقط لكونهم مصريين.

وأضاف، نحن غير معنيين بتوضيح الصورة للخارج، فالغرب لديه مصالحه التي يبني رؤيته على أساسها فما حك ظهرك مثل ظفرك، مؤكدا أن الغرب وأمريكا يعرفان حقيقة الصورة كاملة ولكن لغة السياسة لا تعرف إلا مصالحها.

وتابع زاخر: "لغة السياسة تجعل من الإخوان الضمانة الوحيدة لبقاء عنصرية إسرائيل وأمنها في المنطقة، كما يضمن الإخوان النفط المصري للغرب حتى تكتمل منظومة النفط العربي، هذا بخلاف عودة الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا ومحاولاتهما للحفاظ عي مكتسباتهما في الشرق الأوسط".

وأنهى زاخر حديثه مؤكدا أن أمريكا والغرب لا يعنيهما الإسلام أو أقباط الشرق الأوسط، موضحا أن سبب إلغاء أمريكا مناورتها مع الجيش المصري حتى لا تدعم جيشا يقف عقبة في طريق مصالحها.
الجريدة الرسمية