لماذا سكتم عليه؟!
فجأة وبعد نحو عام ونصف العام اكتشف أصحاب البرامج الرياضية وضيوفهم من اللاعبين السابقين أن المدير الفنى لمنتخبنا في كرة القدم يستنزف مواردنا من النقد الأجنبي، ويعد الأعلى راتبا بين مدربى منتخبات القارة الأفريقية بفارق كبير، وأن عقده المبرم جائر لنا ويمنحه مزايا وفوائد ضخمة، ولا يتيح لنا محاسبته على الإخفاق في عمله، وهو ما حدث في الخروج المهين لمنتخبنا في البطولة الأفريقية.. فهل يمكننا أن نصدق هؤلاء أو أن نثق في كلامهم؟!
لقد ظلوا طوال هذا الوقت يلتزمون الصمت بل ويصفقون للرجل ويشيدون به، بدعوى دعم منتخبنا في البطولة، أثناء الاستعداد لها، ثم أثناء خوض مبارياتها التى عجزنا عن أن نحقق فوزا واحدا فيها.. وهكذا كانوا يقومون بحثنا على ابتلاع الرجل والقبول به.. ولم يفتح أحد منهم فمه منتقدا الإفراط في منحه راتبا كبيرا يساوى عشرة أمثال راتب الأغلب الأعم من مدربى المنتخبات الأفريقية التى أحرجت منتخبنا ولم يتمكن من الفوز عليها.
بل لقد سمعنا منهم ترحيبا بالرجل وإشادة بمن نجح في التعاقد معه، وهو الذى لم يدرب منتخبا طوال عمره لأى بلد، ولم يخض منافسات كروية أفريقية أبدا، ولماذا لا وهو زميل سابق لهم في الملاعب وزميل حالى لهم في الإعلام الرياضي.
إنهم لم يفتحوا أفواههم إلا بعد أن خرجنا بشكل مهين من البطولة.. ربما ليمتصها غضب عموم المصريين بسبب هذا الإخفاق الكروى.. وربما لأن معالى الوزير يريد ذلك، بل ويريد إقالة الرجل ليقول إنه فعل شيئا وحاسب من تسبب في هذا الإخفاق.. وربما لسبب لا نعرفه..
ولكن الذى نعرفه أن هؤلاء سكتوا دهرا على الأخطاء التى ينتقدونها الآن، ولذلك لا يصح الوثوق بهم فيما بعد.. والمثير أن ما فعله محللوننا الرياضيون يفعله محللوننا في مجالات أخرى.. يسكتون على المسئول الذى أخطأ وقتا طويلا حتى يحين موعد تغييره فنجدهم يتحدثون وينتقدون!