مساعدات أوروبا والحل الجذري للأزمة
الغرب قرر أن يمد يده لمساعدتنا على تخفيف أعباء الأزمة الاقتصادية التي نجتازها الآن.. فإن إدارة صندوق النقد الدولي قررت رفع قيمة القرض الذي تقدمه لنا، والاتحاد الأوروبي قرر أن يزيد مساعداته المالية لنا ضمن الزيادة في الدعم الأوروبي لدول في المتوسط..
وهذا سيكون من شأنه بالطبع تخفيف تأثير الديون الخارجية علينا وسد الفجوة الدولارية مع تأجيل سداد الودائع العربية المستحقة لثلاث دول خليجية، فضلا عن تخفيض الضغوط على الجنيه وحمايته من مزيد من الانخفاض أمام العملات الأجنبيةَ.
ولكن أرجو ألا ننسى أن كل هذه المساعدات الغربية سوف نحصل عليها في شكل قروض وليس منحا لا ترد، أي أنها ستزيد من ديوننا الخارجية، وسيكون علينا مستقبلا سداد هذه الديون وفوائدها. وأرجو أن يستمر تذكرنا أننا نحتاج كما قال الرئيس السيسي لحل ناجح ونهائي لأزمة النقد الأجنبي التي تتحول إلى أزمة ضاغطة كل بضعة سنوات.
الدعم المالي والمساعدات الغربية سوف تجعلنا نتخلص من حدة الأزمة هذا العام، لكنها لن تعيننا على التخلص من الأزمة تماما في السنوات المقبلة.. وحتى لا نتعرض مستقبلا لما نعاني منه الآن نحتاج أن نستمر في العلاج الجذري الشامل والكامل لتلك الأزمة بزيادة مواردنا من النقد الأجنبي وتخفيض إنفاقنا منه.
ما سيقدمه الغرب لنا من عونٍ مالي هو أشبه بمخفض الحرارة ومسكن الألم لمريض الأنفلونزا، ولكنه لا يعالج المرض.. وعلاج الفجوة الدولارية لن يتم إلا بأيدينا نحن، ويتعين علينا ألا ننسى ذلك بعد أن نحصل على دعم الغرب وقرض صندوق النقد الدولي..
بل لعل هذا الدعم الغربي يجعلنا نمضي في سبيل العلاج الضروري لأزمة النقد الأجنبي لأنه سيخفف قدرا من الضغوط علينا، وسيجعلنا أكثر ارتياحية اقتصاديا مما هو عليه حالنا الآن.. إن المساعدات الخارجية مهمة ولكن الحل الجذري لأزمة النقد الأجنبي بأيدينا نحن، ويجب ألا تنسينا تلك المساعدات الخارجية ذلك.