رئيس التحرير
عصام كامل

تفكير جديد مع تفشى الفيروس

فى يوم ٢٧ يناير الماضى وبعد ظهور فيروس كورونا المستجد فى كوريا الجنوبية استدعت الحكومة كل مصنعى  أدوات الاختبار الطبى وطلبت منهم تطوير جهاز وبرنامج لاكتشاف الفيروس فى أسرع وقت.

 

وبعد أسبوع واحد ، أى فى ٤ فبراير ، اتفقت الجهات الحكومية المختصة على اختيار المشروع الفائز من بين المشروعات التى قدمت لها .. وكان صاحب المشروع طالب دكتوراه يعمل رئيسا تنفيذيا لإحدى الشركات بدا هو وفريقه على الفور فى تنفيذ المشروع .. وفى غضون ثلاثة أسابيع أخرى ، كان لدى كورويا الجنوبية جهاز جديد أتاح إجراء الفحوصات والاختبارات الطبية خارج المستشفيات .

 

أين المستشار الصحى للرئيس؟

 

فى الشوارع والسيارات وبمعدلات كبيرة أتاحت للنظام الطبى إجراء عشرة آلاف فحص. واختبار فى اليوم الواحد ولا يحتاج المريض الانتظار ليومين لمعرفة نتائج التحليل  .. فهو استبدل عملية التحليل اليدوى  وأخذ المسحات التى تقوم بها الفرق الطبية بتحليل آلى ..وقد نال هذا الجهاز براءة الاختراع المعتمدة حكوميا فى أقل من الأسبوع .. ولذلك دعت منظمة الصحة العالمية دول العالم لمحاكاة تجربة كورويا الجنوبية فى مكافحة الفيروس.

 

وإذا كان ليس سهلا محاكاة التجربة الكورية بكل تفاصيلها لأنها  اعتمدت أساسا على العلم والتكنولوجيا فلماذا لا نسعى فيما هو متاح لدينا فى زيادة قدرتنا أكثر على مواجهة الفيروس ، خاصة فى هذا الوقت الذى نتجه فيه إلى ذروة انتشاره ، طبقا لتقديرات السلطات الصحية فى البلاد ؟

 

اقرأ أيضا: استجواب فيروس كورونا

 

لماذا لا نفكر فىما يساعدنا فى إجراء اختبارات ومسحات أكثر لملاحقة هذا الفيروس  ويساعدنا على توفير مزيد من أماكن الحجز فى المستشفيات ؟.. لماذا لا نسمح لمراكز التحليل الخاصة بعد ربطها بالمعامل المركزية  لوزارة الصحة أن تجرى المسحات ونراقبها ، لإنهاء شكوى تأخر  إجراء المسحات؟..

 

ولماذا لا نسمح للمستشفيات الخاصة بأن تستقبل حالات عزل متوسطة ونراقبها أيضا حسب رغبة بعض المرضى؟.. ولماذا لا نستعين الآن بإمكانيات القوات المسلحة طبيا ؟ .. إن ذروة انتشار الفيروس تحتاج منا حشدا لكل القدرات المتاحة الآن .. هذا وقت يحتاج منا تفكيرا مختلفا وجديدا .

 

الجريدة الرسمية