رئيس التحرير
عصام كامل

الدولة الأبوية.. مصر نموذجا!

كما يشعر الإنسان الفرد باليتم والخوف عند وفاة الأب، يشعر المواطن الفرد أنه يتيم الدولة حين تغيب الحكومة عنه بالوفاة.. أو بالإرهاب يشغلها أو بالتقاعس . لسنوات طويلة استقرت لدى المصريين ثقافة أن المصرى رخيص خارج بلاده، لأنه رخيص داخلها، ليس له سعر، لأن حكومته لا تحميه من الضرب ومن الإهانة ومن التعسف ومن عقود العبودية، ومن ابتزازه، ومن عدم صرف مستحقاته المالية.

 

لسنوات كان إخوة من العرب يتعاملون مع المصرى في بلادهم على أنه معروض للضرب أو الطرد. فى السنوات الأربع الأخيرة، تغير الوضع من الإهانة إلى الكرامة، أصبحت الدولة المصرية راعية وحامية لأولادها خارج الحدود.

 

لن ننسى أبدا العمليات الثأرية التى قامت بها قواتنا الجوية وقوات الصاعقة للرد على الدواعش الإرهابيين الذين ذبحوا إخوتنا المسيحيين.

استيقظ المصريون علي بيان الثأر والانتقام، وتكرر ذلك مرة أخرى في الواحات وفي ليبيا.. وتكرر عند إهانة مواطن مصرى فى دولة شقيقة اعتذرت وعاقبت مواطنها بعد تدخل مصرى حاسم رافض .

 

وراء ذلك التوجه يقف الرئيس عبد الفتاح السيسي. لابد من الاعتراف بهذه الحقيقة. وهذا حقه ونحييه عليه. هو أيضا من أمر باعادة من يرغب من المصريين المعرضين لاحتمالات الإصابة بفيروس كورونا ، ممن يعيشون في مقاطعة ووهان. أرسل طائرة مدنية مزودة بأطقم طبية عادت بـ ٣٠٠ مصرى فيهم أطفال رضع... مجانا.

 

الدولة أيضا أتمت بنجاح عملية استعادة ٣٢صيادا مصريا من أهالينا الدمايطة، وفى كفر الشيخ، تم احتجازهم لدى الحوثيين في اليمن. لبثوا هنالك شهرين بعد خولهم مناطق محظورة للصيد في البحر الأحمر، وتخيل القلق والرعب الذى عاشوا فيه تحت القصف وظروف الاحتجاز فى قبضة ميليشيات مارقة.. وتخيل أيضا الأيام والليالي السوداء الطويلة لأهاليهم في دمياط... يمضغهم الخوف والتوتر، والانتظار . وتخيل أيضا أن الحكومة المسئولة أمام شعب يحاسب، ورئيس يتابع، كانت تواصل حربا سياسية ودبلوماسية ناعمة وقورة من أجل إعادة جميع الصيادين المحتجزين باليمن سالمين.

 

اقرأ أيضا: متعة إذلال أصحاب المعاشات!

 

الدولة الأبوية هى بحق نموذج الدولة المصرية حاليا. فالأب الحقيقي الصحيح الرجولة هو من ينهض بمسئولياته تجاه عائلته، تحركه النخوة والشهامة. فى ذلك ، قدمت الدولة المصرية البرهان الدامغ بعد الآخر على أنها أب حقيقي صحيح الرجولة كامل النخوة والشهامة .

 

عندما تحترم الحكومة رعاياها، لن يتقاذف الآخرون هؤلاء الرعايا ككرة قدم . وحين احترم رئيس مصر المواطن.. غيرت الحكومة ثقافة البيع الرخيص لكرامة مواطنيها وجعلته فوق رأسها مواطنا محترما له حقوق مصونة بالباسبور وبالرافال و٩٩٩ ، و ٧٧٧.

 

اقرأ أيضا: شيء من الكرامة.. اخيرا

 

كنا ننظر إلى أمريكا بإعجاب المتحسر.. لأنها يمكن أن ترسل أسطولا كاملا لتضغط على دولة لتحرير مواطن يحمل الجنسية الأمريكية... أو أمريكي أصلي. كلنا نذكر قرار ترامب بإذلال أردوغان الذي حبس قسا أمريكيا، فأرغمه على إطلاق سراحه.. بضرب الليرة التركية !

 

مصر السيسي .. دولة أبوية كاملة النخوة الوطنية. تلك مشاعرى كمواطن مصرى فخور بأن بلدى تستطيع أن تحميني عند الاعتداء على كرامتى أو عرضى أو حياتى.

 

الجريدة الرسمية