رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

متعة إذلال أصحاب المعاشات!


صاحب المعاش، المواطن الذي انتهت مدة خدمته للدولة المصرية، تديرها الحكومة المصرية، هو عزيز قوم ذل. أذله أهله من وزراء الحكومة، ومن وزيرة التضامن، بمجموعة الترزية المتفننين في القطع والوصل والتفصيل، يخرجون على الناس بفتاوى على فتاوى الحكم البات النهائي.


صاحب المعاش هو مواطن أعطى عمره وشبابه وقوته وعقله حبه وجهده للموقع الوظيفى الذي شغله سنوات حياته، حتى بلغ محطة الراحة والاستمتاع بالحياة، فإذا هي الركن والإقصاء النهائي المسماة معاش!

الذي على المعاش هو اصلا غير عائش، وهو في عوز مستمر، تحسب الحكومة أنه انتهى من تكاليف تريية اولاده وتعليمهم ولم يعد بحاجة الإ لمصروفات أكله وشربه هو وزوجته !

كلا !

صاحب المعاش صاحب أمراض، وهو عزيز النفس، به كبرياء الأب، يرفض أن يحتاج لولده أو ابنته، يتلقى في صمت وامتنان بعض العطايا من ولده.. مشفوعة بمغصات في بطن زوجة الابن... لماذا؟ لأنه خرج على أقل مرتب، وكان اعتاد على مبلغ محدد يكفيه تقريبا قبل أن تتوحش الأسعار على يد تجار يمصون دماء الشعب.

توحشت الأسعار ومعاشه أصلا لا يكفى.. شخصيا فوجئت أن معاشى كان ألفا و٥٠ جنيها! سنوات مرت قبل أن يقارب الثلاثة آلاف... كم يوما تكفى؟

طبعا وزراؤنا العظام صار لهم معاش بالآلاف عند التقاعد حتى لو دخلوا الوزارة اليوم وخرجوا غدا.

من أفنى عمره في العمل العام الحكومى، في الصحافة، وفي الإعلام، وفي المصالح والوزارات، لا يجد قوت بقية الشهر. وكنا فرحنا أن أمر الرئيس بإنسانيته البالغة صرف العلاوات الخمس عن الأجر المتغير، واستعد المعاشيون بالخطط وفرحوا أنهم سيصرفونها مع معاش أغسطس، ومضى كل واحد يحسب المتجمد، وفيم ينفقه.

وزيرة التضامن الاجتماعى نكدت على كبار السن من أهل الاحتياج والعوز، أصحاب المعاشات. بعد أن حصل المناضل "البدرى فرغلى" على صيغة تنفيذية بحكم نهائي بضم العلاوات، فخرج ترزية الوزارة بتفانين وتخاريج وألقوا على فرحة الناس كومة تراب وغم.

ينبغى أن تعرف الحكومة أن مناصبة أصحاب المعاشات الملاوعة لن يعود عليها بأي منفعة، ولعل هؤلاء المكابدين العيش والمرض يدعون عليكم ليل نهار ألا يهنأ وزير منكم بمعاشه، إن كان ممن يعطلون حكم القضاء وأوامر الرئيس.

مالكم كيف تحكمون؟ وبأي معيار تذلون الناس؟

إن لم تكن بالدولة موارد فيمكن تنظيم الصرف، لكن وضع العصى في العجلة كل مرة معناه أن هذه الحكومة موقنة أنها لن تشيخ أبدا، وموقنة حتى لو شاخت فإن معاشا معتبرا بالآلاف ينتظر الصالح والفاشل منها في موقعه.

من العيب أن تعصى الحكومة الأحكام القضائية، ومن الخطيئة في إدارة أمور الشأن العام مناصبة كبار السن العداء وتجريعهم كأس المقت والإذلال وتمنى موتهم وهم بعد على قيد الحياة. كل يوم حكم قضائي، وكل يوم غادة والى تفرمله!

لا يمكن بالقطع أن تكون الوزيرة حرة إلى هذا الحد في معاداة الأحكام القضائية أو تعطيلها أو الالتفاف حولها، فهناك بالتأكيد من يطلب، ربما التأجيل، أو وقف الصرف، لكن كل هذا خطأ وخطير وخطيئة اجتماعية، بل وسياسية.

كبار السن في هذا الوطن هم شعب ثورة ٣٠ يونيو التي جاءت بالحكومة التي تتلاعب بالأحكام وتعطلها بفتاوى غريبة. لن يرضى عنكم الله، ثم.. لن يرضى بهذه الألاعيب الرئيس عبد الفتاح السيسي المؤتمن على كرامة وخبز وحياء كل مواطن، فما بالك بمن هم من أهله الكبار المعوزين. اصرفوا للناس حقوقهم ونفذوا أحكام القضاء لتكونوا قدوة في العدل... الذي هو أساس الحكم والملك.

Advertisements
الجريدة الرسمية