لعل ما ننشده هنا هو أن نغير عاداتنا وسلوكياتنا الذميمة، وأن نصحح مفاهيم كثيرة مغلوطة تمكنت من العقول والنفوس، ولتكن البداية بعمل درامي كبير مدروس بعناية يتصدى للإهمال والفساد..
الفرد الذي يهمل في أداء عمله تهاوناً أو تكاسلاً يلحق بمجتمعه كثيراً من الخسائر البشرية والمادية.. ومن يفعل ذلك يكن عاصياً لله ولرسوله، ومفسداً في الأرض..
وليس هناك فارق بين مهمل وآخر إلا في حجم ما يترتب على الإهمال من ضرر لكن النتيجة واحدة: خراب ودمار وضياع حقوق وإزهاق أرواح وإهدار موارد وفرص التقدم والتطور..
أصدر الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة الكتاب الدوري 5 لسنة 2013، بشأن حظر الهيئات والجهات الحكومية التقدم بطلبات من أجل الحصول على بدلات لحضور اللجان والجلسات، بعد ثبوت تسببها في زيادة عجز الموازنة..
دائما ما نسمع مصطلح محراب العلم والحرم الجامعي الذي يعني أنه مكان مقدس, لذا فإن أى محاولة للاقتراب من المؤسسة الأكاديمية لنقدها سوف تجد من يخرج ليشهر عليك سيفه ويحاربك ويحاول النيل منك..
كان الجميع يعلم بإنه مُدان وفاسد لكن الجرائم لم تثبت عليه أبدًا، وعندما تشاهد ثباته عند إلقاء البيان قد تُعجب بشجاعته، وقدرته على مواجهة الأزمات باستخدام أساليبه الخاصة وفريق المحاميين التابعين له..
يتوعد جمال مبارك ويعلنها صراحة: أنه وجه محاميه باتخاذ الاجراءات القانونية ضد حملات التشهير التي تستهدف الأسرة! ودون أن يقول لنا ماذا عن الأسئلة الموضوعية غير التشهيرية لشعبنا..
من الإشارات الواضحة للقضاء على الفساد في قانون الخدمة المدنية الجديد، نصوص الجزاءات والعقوبات للموظفين بكل مستوياتهم حال ارتكابهم أي مخالفات فى العمل.
وأسمح لي عزيزي القارئ أولا أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في إخراج هذا العمل الوطني الصادق الذي كشف مكر إخوان الشياطين..
لا يصح وهي خير أمة أخرجت للناس أن تعج بما نراه في واقعها من خيانة للعهود وضياع للحقوق وازدياد في العقوق وهتك للحرمات وانتشار للفساد وخراب الذمم وانحراف عن منهج الله تعالى..
مصر بلد ملئ بالخيرات ويتمتع شعبها بالشهامة والمروءة في المواقف الصعبة حتى إن كانت هناك ملاحظات على أخلاقيات البعض..
هل يعقل مثلاً أن يخرج أهالي قرية في الدقهلية في تظاهرة جماهيرية ويعتدون على مدرسة شابة لأنها منعت أولادهم التلاميذ من الغش..
نحن على يقين أن الجيل الفاسد لن يورث إلا جيل فاسد أخر ولذا لابد أن نبدأ العمل مبكراً وجدياً في الحد من هذا الفساد ومواجهته خصوصاً أننا نعلم أسبابه ونتائجه الخطيرة على أي مجتمع..
نسي في تصريحاته أن هناك مجلس أخر سيحل محل المجلس الأعلى للقضاء، مشددا على أنه لا يمكن تطهير الدولة بدون تطهير القضاء.
إن الأخلاق لا تتجزأ.. ولا يستقيم أبدا أن نمارس الفضيلة لبعض الوقت فقط ونمارس الفساد في أوقات أخرى.. ولا يصح أن نقبل بأمور ونأتى بأفعال تتعارض مع ما ندعو إليه أو نهاجم الآخرين على القيام بها..