رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ناقوس الخطر

هل أشرفت الدنيا على الرحيل واقتربت الساعة وخاصة بعد ظهور كل علاماتها الصغرى وبعض من العلامات الكبرى؟ أم هل فقدت البشرية رشدها بعدما عمى حب الدنيا وعمت الأطماع والأحقاد النفوس وأصبحت الصراعات سمة العصر.. دماء بريئة تسفك كل لحظة ظلما وعدوانا وصراعات على مستوى العالم وهدم وقتل وتدمير وخراب  وفساد في الأرض وإفساد للحياة.. هذا ولم يقصر الصراع على الدول بل امتد إلى أبناء البيت الواحد والأسرة والعائلة الواحدة والمجتمع الواحد.. وما كان ذلك إلا لابتعاد البشرية عن مناهج الله تعالى ورسالاته السماوية التي تدعو إلى الحب والسلام وعمارة الأرض ونشر العدل والرحمة بين ربوعها.. نسوا الله تعالى فأنساهم أنفسهم..

 

يا سادة: نحن في زمن غابت فيه القيم الإنسانية النبيلة والأخلاق وضل فيه الكثير والكثير من الناس. في زمن تغرب فيه الإسلام وعاد غريبا كما بدأ غريبا بعدما ألقي المسلمون كتاب الله تعالى من وراء ظهورهم وهجروا سنة وهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله بعدما تغلبت أهواء الأنفس وتحكمت الأطماع  والشهوات في النفوس. لقد أصبحنا في زمن انتشرت فيه عدة ظواهر خطيرة تكاد أن تفتك بالمجتمع وتقوده إلى الهاوية والضياع. 

ظواهر سلبية

 

ظواهر عديدة تدق ناقوس الخطر وتهدد أمن وسلامة البلاد والعباد.. منها البطالة وكثرة أعداد الشباب العاطل وخاصة خريجي المعاهد والجامعات مما جعل الكثير منهم يشعر بالضياع واليائس وفقدان الأمل  في غد أفضل مما قادهم الكثير منهم إلى الانحراف وإدمان المخدرات والبلطجة والقتل والسرقة والإنتحار.. ومنها ظاهرة كثرة أعداد أطفال الشوارع وإنتشارهم في كل مكان وهم لا شك قنابل موقوتة تهدد أمن وسلامة المجتمع. 

 

ومنها ظاهرة التحرش بالفتيات والنساء والإعتداء عليهن.. وظاهرة العنوسة وتأخر سن الزواج.. وظاهرة عقوق الوالدين والإعتداء عليهم..وظاهرة العري والخلاعة وذهاب الحياء لدى الكثير من الفتيات والنساء. وغياب النخوة والرجولة لدى الكثير من الرجال. وتقليد الشباب الأعمي لصيحات الغرب تلك الصيحات الضالة المضلة. وانتشار الفساد في كل القطاعات والرشوة والمحسوبية.. والمعاناة من سوء أحوال المعيشة لارتفاع الأسعار واستغلال  التجار وغلاء المعيشة لعدم وجود الرقابة والمحاسبة.. 

 

ومنها ظاهرة ارتفاع نسب الطلاق والانقسام والتفكك الأسري.. ومن الظواهر الخطيرة أيضا ظاهرة زنى المحارم وهذه ظاهرة تقشعر منها الأبدان. وظهور العلمانيين ومدعي التنوير بفكرهم المغرض الهدام على وسائل الإعلام  بكثرة لتشكيك العوام في دينهم وعقائدهم وثوابت الدين وتشويه الصورة الحقيقية للإسلام والإساءة إلى الصحابة والأئمة والعلماء رضي الله عنهم وإلى أزهرنا الشريف وشيخه الجليل.. 

 

وهناك ظواهر أخرى كثيرة تهدد أمن المجتمع وسلامته. ضف إلى هذا ذهاب الحياء وانتشار العري والمجون والخلاعة والشذود والبلطجة والهيافة والتقليد الأعمى للغرب وانحدار الأخلاق في السلوك والمعاملات. فيا ترى ماهي الأسباب التي أدت بنا إلى هذا الحال السيئ المزري والمفجع ومن المسؤول؟ هل تقع المسؤولية على البيت والأسرة؟ أم على وزارة التربية والتعليم؟ أم على رجال الدين والوعظ والإرشاد؟ 

 

أم لغياب دور الإعلام المحترم الذي تقاعس عن الدور المنوط به منذ عشرات السنوات فبدلا من أن يقوم بغرس القيم والأخلاق والمبادئ القويمة في النفوس وتثقيف المجتمع وتنويره ومخاطبة العقول والقلوب والنهوض بالمجتمع  أصبح للأسف يحث على العنف والبلطجة والقطيعة بين ذوى الأرحام وبث الكراهية في نفوس أبناء الأسرة الواحدة  والعري والخلاعة من خلال ما يقدمه من أفلام ومسلسلات وما يقدم على السوشيال ميديا.. وأعتقد أنها مغرضة لهدم الأسر والمجتمع والقضاء على قيم وأخلاق المجتمع وتغريبه. 

 

 

ومعلوم أن وراء ذلك سطوة وهيمنة الإعلام الصهيوني المسيطر على الإعلام العالمي والمشتري للإعلاميين مرضى النفوس الذين لا دين لهم ولا مبدأ ولا إنتماء لهم سوى الدولارات.. وأصبح الإعلام يخاطب الغرائز والشهوات في النفوس مما تسبب في إنهيار الأخلاق وضياع القيم الإنسانية النبيلة وتسبب في ظهور ظاهرة الشذوذ والإنحلال الأخلاقي.. من المسؤول.. أم هل تقصير أساتذة الجامعات وخاصة أساتذة علم النفس والاجتماع والمثقفين في آداء دورهم نحو مجتمعهم  والبحث في مشاكله وقضاياه والبحث عن حلول لها؟ أم هي مسؤولية الدولة بأجهزتها المختلفة؟ 

أعتقد أن الكل مسؤول عما وصلنا إليه وما آل إليه حالنا.. يا سادة نحن في أزمة حقيقية وخطر حقيقي فمتى نتحرك ونواجه تلك المشكلات ونحسم أمرها قبل فوات الأوان؟ 

Advertisements
الجريدة الرسمية