عندما ننظر في سير ومناقب الصالحين نجدها حافلة بالإنسانية بكل معانيها، إلا أن التاريخ البشري منذ أبينا آدم عليه السلام وإلى أن تقوم الساعة لم يشهد إنسان يحمل كل معاني الإنسانية واحدا كرسولنا الكريم
أوجب الله طاعة المصطفى، صلى الله عليه وسلم، في 33 آية في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: وأطيعوا الله والرسول.. ، ومنها: وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ..
الرحمة الإلهية العامة وسعت كل شيئ، والله تعالى قد جعلها مؤكدة لأهل الإيمان والتقوى حيث أنه قيدها بالتقوى والإيمان، وإقامة أركان الدين من صلاة وزكاة وصوم وحج بيته الحرام، واتباع سنة الرسول الكريم
الرحمة صفة إلهية شملت وحوت على كل مظاهر الفضل والكرم والعطاء الإلهي والإحسان والبر.. فحلمه على العباد وصبره عز وجل عليهم وعدم معاجلتهم بالعقوبة. وعفوه تعالى ومغفرته وتوبته كلها من مظاهر الرحمة الإلهية
عزيزي القارئ إنظر حولك إلى ما يدور في معظم بلاد الإسلام ترى العجب بل عجب العجاب من فسق ومجون ومراقص وسكر وصالات القمار وكأننا قد عدنا إلى عصر الجاهلية
من الحقائق المؤكدة أنه لا يقع في ملك الله تعالى إلا ما إراده الله، وأن الكون بكل ما فيه في قبضته عز وجل، وأنه لا حركة لمتحرك ولا سكنة لساكن إلا بعلمه وبقدره وتقديره سبحانه وتعالى، وهو الفعال لما يريد..
هو تعالى الأول بلا إبتداء والآخر بلا إنتهاء. ومن صفاته عز وجل القدم. وصفة القدم المنسوبة إليه تعالى تشير إلى أولويته عز وجل وهي صفة لا تعلق لها بالقدم الذي نعلمه..
وما أعظم رحمة الله تعالى بعباده وما أرأفه ولطفه وكرمه بهم. لقد أشار سبحانه وتعالى إلى رحمته قي قرآنه وخطابه إلى عباده في ثلاثة مائة وثلاثة وعشرون آية من بينها مائة وأربعة آيات بلفظ رحمة.