رئيس التحرير
عصام كامل

في أنوار الصفات

حضرة الربوبية حضرة جامعة للأسماء الحسنى والصفات العليا والله تعالى تقدست أسماؤه وتنزهت صفاته وتعالت ذاته عن المعرفة والإحاطة والإدراك إذ إنه تبارك في علاه "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ". ولله تعالى صفات جمال وصفات كمال وصفات جلال ممزوجة كلها بصفة الرحمة الإلهية فهي الصفة التي لا تفارق أي صفة من صفاته عز وجل. 

 

ومعلوم أن صفاته جل جلاله لا حصر لها كما أن أسماءه عز وجل لا حصر لها. منها ما أنزله في كتابه الكريم وقرآنه العظيم. ومنها ما خص به أنبياءه وأولياءه وعباده الصالحين. ومنها ما استأثر به في علم غيبه. يعلمها رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم والدليل على ذلك إشارة الرسول الكريم إليها ومن المنطق أنه لا إشارة لمجهول وإنما الإشارة تكون لمعلوم.. 

Advertisements

صفات الله عز وجل

وقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في دعائه بقوله "اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك. أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك". هذا وقد ذكر أهل العلم عشرون صفة لله تعالى وهي "الوجود والقدم والبقاء ومخالفته تعالى للحوادث. وقيامه تعالى بذاته. والوحدانية والقدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام وكونه تعالى قادرا ومريدا وعالما وحيا وبصيرا ومتكلما ".

 

وهذه الصفات يجب العلم والأيمان والتصديق بها. هذا وللمزيد من التعرف على صفاته عز وجل سوف أنشر عدة مقالات حتى يكون المسلم عارفا بربه تعالى.. ولنبدأ بصفة الوجود، وهي صفة تشير إلى وجود الله تعالى القديم الدائم بذاته وليس بواجد ووجوده عز وجل يختلف عن وجود من سواه. 

 

فهو تعالى كما ذكرت موجود بذاته وهو وجود أزلي حيث لا زمان ولا مكان. كان الله ولا شيء معه فهو تعالى الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء. ومن صفاته عز وجل القدم. وصفة القدم المنسوبة إليه تعالى تشير إلى أولويته عز وجل وهي صفة لا تعلق لها بالقدم الذي نعلمه والذي ما هيته الزمان فالزمان خلق لله وكما ذكرنا كان الله ولا شيء معه حيث لا زمان ولا مكان ولا كائن ما كان وقدمه يشير إلى أولويته غير المسبوقة.  

 

ومن صفات الله عز وجل مخالفته للحوداث أي للخلق بمعنى أن صفاته تعالى تخالف صفات خلقه. فله القدم ولخلقه الحدث. وله البقاء ولخلقه الفناء. وله القدرة ولخلقه العجز. وله القوة ولخلقه الضعف. وله العلم ولخلقه الجهل. وله الغنى والاستغناء ولخلقة الفقر والافتقار والعوز. وله الإحاطة والهيمنة ولخلقة الحد. 

 

وله الحياة والخلد ولخلقه الموت والفناء. ومن صفاته جل جلاله قيامه بذاته أي أنه تبارك في علاه موجود بذاته فعال بذاته. غني بذاته مستغنٍ بذاته عمن سواه وأن جميع المخلوقات قائمة به عز وجل وهو تعالى الفعال في كل شيء فلا حركة ولا سكنة في الكون إلا بعلمه وبقدرته. 

 

وهو تعالى الذي لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية ولا ينتقص من خزائن فضله مثقال ذرية مع عظيم عطائه. ومن صفاته جل جلاله الوحدانية، أي أنه تعالى واحد أحد فرد صمد. لا ند له ولا شبيه له ولا ضد له ولا شريك معه وأنه تعالى تفرد بالخلق والوجود وهو الخالق والواجد لجميع الكائنات، وهو القائم على أمر عباده وخلقه والمدبر لشئونهم. 

 

 

وهو صاحب الأمر وحده فله الملك وله الأمر سبحانه وتعالى. وهو تبارك في علاه الذي لا نظير له سبحانه وأنه جل جلاله قائم بذاته. والخلق قائمة بأسبابه وقدرته. سبحانه وتعالى لا تحيط به العقول ولا تدركه الأبصار. سميع بذاته والخلق تسمع بأدوات هو تعالى صانعها. بصير بذاته والخلق تبصر بأدوات هو خالقها. سبحانه "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" نستكمل بمشيئة الله تعالى في المقالات التالية.

الجريدة الرسمية