رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

من مظاهر الرحمة الإلهية بالعباد

الرحمة الإلهية صفة من صفات الله تعالى وهي لا تفارق صفات الله عز وجل. فكل الصفات المنسوبة إليه تعالى والأسماء الحسنى ممزوجة بالرحمة الإلهية. فهو تعالى الرحمن الرحيم حتى في جبروته وقهره. وقد أشار سبحانه وتعالى إلى رحمته باسمين من أسمائه وهما الرحمن، والرحيم. وجعل إسم  الرحمن. إسم يحمل كل معاني الرحمة الإلهية لجميع الخلائق. فهو اسم عام. وجعل سبحانه اسم  الرحيم. اسم يحمل رحمة خاصة بعباده تعالى المؤمنين..

 

وما أعظم رحمة الله تعالى بعباده وما أرأفه ولطفه وكرمه بهم. لقد أشار سبحانه وتعالى إلى رحمته قي قرآنه وخطابه إلى عباده في ثلاثة مائة وثلاثة وعشرون آية من بينها مائة وأربعة آيات بلفظ رحمة. وثمان مرات بصيغة الفعل الماضي. وخمسة عشر مرة بصيغة الفعل المضارع.  وخمس مرات بصيغة الأمر. وسبع وخمسون مرة بصيغة رحمن. ومائة وخمسة عشر مرة بصبغة رحيم. وأربعة مرة بصيغة التفضيل أرحم. وإثنتى عشر مرة بصيغة أرحام. ومرة بصيغة ورحمة. ومرة بصيغة رحماء. ومرة بصيغة رحما بضم الراء.. 

 

ومن هذه الآيات قوله تعالى: “إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ”.. وقوله عز وجل:"كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ". وقوله سبحانه وتعالى: "وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ"، وقوله جل جلاله: “فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ”، وقوله جل ثناءه: “فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”. 

 

وقوله تبارك في علاه: “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ”. وقوله تعالى: “بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌا”. وقوله عز وجل: "وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا" هذا وغير ذلك الكثير من الآيات القرآنية.. ولقد كان من عظيم رحمته سبحانه أنه لم يقنط أحدا من عباده من رحمته مهما بلغت ذنوبه ومعاصية ومهما عظم جرمه. 

مظاهر الرحمة الإلهية

هذا ومن الأحاديث القدسية الجامعة التي تشير إلى مدى رحمة الله تعالى بعباده ومدى إشفاقه عليهم وحلمه عليهم وكيف يقابل شرهم بإحسانه وجحودهم بعظيم فضله، ومدى فرحه سبحانه بعودة العاصي والشارد منهم إليه سبحانه، وكيف يداويهم ويطببهم حتى يطهرهم من الذنوب والمعائب. 

 

كل ذلك جاء في الحديث القدسي الجامع الذي يقول فيه رب العزة عز وجل إني والجن والإنس في نبأ عظيم. أخلق ويعبد غيري. وأرزق ويشكر سواي. خيري إلى العباد نازل وشرهم إلي صاعد. أتحبب إليهم بنعمتي وأنا الغني عنهم. ويتباغضون إلي بالمعاصي وهم الفقراء إلي. من أقبل إلي منهم تلقيته من بعيد. ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب. أهل ذكري أهل مجالستي. أهل شكري أهل زيادتي. وأهل طاعتي أهل محبتي. وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي. إن تابوا إلي فأنا حبيبهم فإني أحب التوابين والمتطهرين. وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب والبلايا لأطهرهم من الذنوب والمعائب. الحسنة بعشر أمثالها أو أزيد. والسيئة بواحدة أو أعفو. فإن إستغفروني غفرتها لهم. رحمتي سبقت غضبي. وحلمي سبق مؤاخذتي. وعفوي سبق عقابي. وأنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها. 

 

هذا ومن مظاهر الرحمة الإلهية بالعباد أنه حينما خلقهم لم يهملهم ولم يتركهم يبحثون عن سر وحكمة وجودهم في هذه الحياة وماذا وراء خلقهم ووجودهم؟ فأرسل إليهم أنبياء ورسلا برسالات سماوية داهم فيها عليه وبين لهم الحكمة والمراد من خلقهم وتعريفهم بربهم وخالقهم والصراط المستقيم والسبيل الموصل إلي المعرفة به عز وجل وتحثهم على طاعة الله تعالي وذكره حتى تستقيم حركتهم في الحياة وتسعد الحياة بهم ويسعدوا بها في دنياهم وأخراهم. 

 

 

هذا ولا يفوتنا أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله هو نعمة الله تعالى العظمي وفضله الكبير على العباد والخلق وخاصة أنه عين الرحمة الإلهية لجميع الخلق لقوله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”. عزيزي القارئ ألا يدفعنا كل ماعلمناه وعرفناه عن مدى رحمة ربنا عز وجل بنا تلك الرحمة التي لا حد لها ولا منتهى ألا يدفعنا ذلك إلى المسارعة في الرجوع إليه وطاعته والأدب معه سبحانه والحياء منه والمسارعة إلى التوبة والإنابة إليه.. عودوا إلى الله يرحمكم الله..

Advertisements
الجريدة الرسمية