رئيس التحرير
عصام كامل

كاتب بريطاني: «تركيا تعيش انقلابا بطيئا يقوده أردوغان»

فيتو

قال الصحفي والكاتب البريطاني، المتخصص في الشئون التركية "أندرو فينكل"، إن تركيا تعيش انقلابا بطيئا يقوده "أردوغان" وليس الجيش، حيث كان يرى الرئيس أن العقبة الأخيرة التي تقف أمامه هي القوات المسلحة التي تتمسك بهوية تركيا العلمانية وترى أنها الحارس الوحيد لميراث "تركيا الاتاتوركية"، التي يسعي أردوغان إلى القضاء عليها.


وأشار فينكل في مقال نشرته صحيفة الجارديان الأسترالية، إلى أن العديد من المحللين السياسيين كانوا يرصدون المخاض البطيء للانقلاب الذي يقوده أردوغان نفسه وليس الجيش أو قياداته العسكرية.

وأضاف: "كان أردوغان يتحرك بشكل منهجي منظم خلال السنوات الثلاث الماضية من أجل إحكام قبضته على السلطة، ونجح في وضع يده على أجهزة الأمن والمخابرات والقضاء من خلال زرع الموالين له فيها، والتخلص من المعارضين وكل من يشك في ولائهم له تحت الشعارات البراقة التي تروج لها أجهزة الإعلام التابعة له وعلي رأسها شعار التطهير».

وأوضح "فينك" أن محاولة الانقلاب في تلك الليلة، كان واضحا منذ البداية أن نهايتها المحتومة هي الفشل، لأنه ليس من المعقول الاستيلاء على الحكم في مجتمع معقد مثل تركيا من خلال تحركات وتكتيكات "ساذجة" تعتمد على نشر بعض الدبابات في بعض الشوارع وإغلاق جسر البسفور وتحليق بعض الطائرات فوق انقرة وإسطنبول والاستيلاء على محطة تليفزيون هنا وإغلاق أخرى هناك بينما تترك رئيس البلاد حرا طليقا ليحشد أنصاره عبر سكاي بي ومحطات التليفزيون الموالية له ووسائل التواصل الاجتماعي ويدعوهم للنزول في الشارع.

وأضاف فينيك: "لم يفكر الانقلابيون في السيطرة على مجلس الوزراء والبرلمان أو حتى حصارهم ولم يفكروا حتى في اعتقال رئيس الوزراء وأعضاء حكومته أو تحديد إقامتهم، وتركوهم يتحدثون أمام كاميرات ويصدرون البيانات ويحشدون الشارع، وبدا واضحا للجميع أن منفذي الانقلاب "الهواة" يعرفون أنهم سيعودون في نهاية المطاف إلى ثكناتهم.

وتساءل "فينك"عن مغزى حدوث هذا الانقلاب في هذا التوقيت بالذات وقبل أيام قليلة فقط من اجتماع مجلس شوري الجيش التركي «المجلس الأعلي للقوات المسلحة»، المقرر له في أغسطس المقبل والذي سيتحدد فيه أسماء ورتب القادة والضباط المقرر استمرارهم وترقيتهم أو الاستغناء عن خدماتهم وإحالتهم إلى التقاعد.

وقال "فينك" إن وسائل الإعلام التركية الموالية لـ"أردوغان"، كانت تبشر طوال الأشهر الماضية بـ"ربيع التطهير"، في الجيش التركي وهو ما يعني أن القادة وكبار الضباط كانوا يدركون جيدا أنهم أمام الفرصة الأخيرة، لإيقاف تحركات "أردوغان" ومنعه من وضع يده على الجيش بالكامل، وهو ما يعني أنهم ما كانوا ليسمحوا بحدوث "انقلاب فاشل"، في هذا التوقيت يمنح أردوغان الفرصة للتخلص من الجميع في ضربة واحدة، ويفرض سيطرته على المؤسسة العسكرية كما فعل مع أجهزة الأمن والمخابرات والقضاء.

واختتم "فينك" مقاله قائلا: «إن الانقلاب الفاشل منح "أردوغان" الفرصة الكاملة لوضع يده على المؤسسة العسكرية، والتخلص من كل معارضيه بداخلها دون الانتظار لـ"ربيع التطهير في أغسطس"، وبدعم من الشارع التركي الذي كان يكن احتراما يصل إلى حد "التقديس"، للجيش التركي وضباطه وجنوده قبل مشاهد جسر البسفور».
الجريدة الرسمية