رئيس التحرير
عصام كامل

حكايات مع أقدم خياط بالإسكندرية: المهنة انقرضت.. (صور)

فيتو

خياطة الملابس واحدة من المهن ذات الصيت الطيب في كافة المجتمعات، فهذه المهنة برغم بساطتها تحتاج إلى مهارات عالية وصبر ودقة، وتلعب الخبرة فيها دورا كبيرا في جذب الزبائن، إلا أن مع تغير الأوضاع من مرحلة إلى أخرى، أدت إلى انقراض مهنة الخياط بعد اللجوء إلى شراء الملابس والمشغولات الجاهزة.


"على الله منتظرين رزقنا علشان نوفر احتياجاتنا "بهذه الكلمات بدأ "عم صلاح محمد "٦٠ عاما حديثه إلى "فيتو" حول تعلمه مهنة الخياطة وتفصيل الملابس للزبائن، ركن "صلاح" إلى أحد المقاعد بجانب المكينة الخاصة بأعمال الخياطة، يحيطه الملابس والخيوط، والكثير من الذكريات، وجميل الحديث.

أوضح عم "صلاح" أنه يعمل بهذه المهنة منذ ٥٠ عاما، وتابع حديث الذكريات قائلًا "تركت التعليم من المرحلة الابتدائية، لأذهب إلى المهنة التي ورثها والدي عن جدي لتصل إلى يدي في الأخير، عملت في هذه المنطقة «المطار الشعبية»"، وتابع كلامه عن البدايات في لمعة عين مغبرة بالزمن والسنين "تعلم الصنعة في بدايتها كانت صعبة للغاية، بسبب مطالبات الزبائن الكثيرة في التفصيل للملابس، واختيارهم للألوان المختلفة، إلا أن مع مرور الوقت والزمن عليه في المهنة، تعلمت أكثر من خلال اكتساب خبرات متعددة".

أضاف صلاح، أن الوضع الآن يختلف كثيرا عما كان قديما، لأن كان هناك زبائن كثيرة في المنطقة، يحرصون على تفصيل ملابسهم، وكان هناك الأسعار محدودة للزبائن، أما الآن اختلف الوضع تماما، من خلال تواجد محاولات لبيع الملابس الجاهزة، وهذا كان له تأثير كبير علينا، في العمل بمهنة الخياطة، بالإضافة أيضا إلى عدم تعلم الشباب خلال هذا الجيل، الصنعة وممارسة المهنة، واللجوء للعمل بالمحلات التي تبيع الملابس الجاهزة.

وأشار صلاح، إلى أن هناك أسباب عديدة أدت إلى انقراض المهنة، التي منها ارتفاع أسعار الخامات والبضائع التي تستخدم للخياطة، التي منها الخيوط والقماش وتصليح المكينة، التي أدى إلى اختفاء الزبائن تماما، بسبب هذه الأسعار وشراء الجاهزية، من أجل التوفير احتياجاتنا.

وطالب صلاح، الرئيس السيسي بالنظر إلى محدودي الدخل، من البسطاء والعمل على توفير احتياجاتهم من خفض الأسعار، التي تشكل عباءً كبيرًا على حياتهم في الإنفاق ومساعدة أسرتهم.
الجريدة الرسمية