رئيس التحرير
عصام كامل

«أمراض الدم».. 25 ألف طفل مصابون بأنيميا البحر المتوسط يحتاجون إلى نصف مليون كيس سنويا.. محمد أبو الأسرار: يجب إنشاء عدد من المراكز المتخصصة في علاج أنيميا الأطفال


أمراض الدم أكثر الأمراض التي يتعرض لها الأطفال منذ الولادة وتؤثر مستقبلا عليهم ولها مضاعفات خطيرة إذا لم يتم اكتشافها مبكرًا، فضلا عن أن هؤلاء الأطفال يعيشون على نقل الدم لهم باستمرار ومع ذلك لا يوجد مراكز علاجية كافية أكثرها في القاهرة.

الدكتور محسن الألفي، أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لأمراض دم الأطفال، كشف لــ”فيتو” عن أن أمراض الدم من أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال، مشيرا إلى أن أكبر مشكلة هي أنيميا نقص الحديد التي تواجه الطفل المصرى وتؤثر في حياته.

وأوضح “الألفى” أن الأبحاث أكدت وجود من 35 إلى 40% من الأطفال في مصر مصابون بمرض أنيميا نقص الحديد، مشيرا إلى أن هذا المرض يؤثر سلبًا في نمو وذكاء الأطفال، حيث يصيب المرض جميع المستويات إلا أنه يكثر في الفئات الأكثر فقرًا وفى أول 6 أشهر من عمر الطفل تلك الفترة الحرجة من عمر الطفل يكتمل فيها نمو المخ ويسبب نقص الحديد يحدث تأخر الكلام وقلة التركيز وقلة الذاكرة.

وأكد أن نقص الحديد لدى الأطفال مشكلة قومية وتكاليف إجراء التحليل والعلاج غير مرتفعة، إلا أن غياب الوعي سبب التشخيص المتأخر، كما كشف الألفى عن مرض آخر من أنواع أمراض الدم يسمى “أنيميا الفول” الذي يصيب 5% من الأطفال الذكور و1% من الإناث، بينما مرض “أنيميا البحر المتوسط” يصيب 25 ألف طفل تم توزيعهم على مراكز علاج أمراض الدم في الجامعات المصرية ولها تحليل يجب إجراؤه قبل الزواج إجباريًا إلا أنه أيضًا غير مفعل، لذلك ستظل الأزمة مستمرة خاصة أن مصر تشهد سنويًا ولادة 1500 طفل مصاب بمرض “أنيميا البحر المتوسط” نتيجة عدم الالتزام بالتحليل الإجبارى.

وأوضح أن جميع الأطفال المصابين بأمراض الدم يحتاجون إلى نقل دم لا سيما مرضى أنيميا البحر المتوسط البالغ عددهم 25 ألف طفل، حيث يحتاجون إلى نصف مليون كيس دم، أي نصف عدد الأكياس التي تجمعها مصر سنويًا من 900 ألف كيس دم.

ونوه “الألفى” إلى أورام الدم لدى الأطفال تشمل اللوكيميا وأورام الغدد اللمفاوية، حيث يوجد ما يقرب من 2000 حالة أورام دم جديدة سنويًا موزعة على مستشفى 57357 والمعهد القومي للأورام ووحدة علاج أورام الدم في جامعة عين شمس، مؤكدًا أن نسب الوفاة حتمية لهؤلاء الأطفال في حالة عدم الكشف المبكر والعلاج وترتفع إلى 90%، مرجعًا سبب الإصابة بأورام الدم إلى عوامل وراثية لدى الأطفال.

الدكتور محمد أبو الأسرار، أستاذ أمراض الدم بجامعة عين شمس، أكد لــ”فيتو” أن أكبر 3 مراكز لعلاج أمراض الدم هي: مستشفى 57357 ومستشفى قصر العينى وجامعة عين شمس في القاهرة ثم جامعات الإسكندرية وطنطا والمنصورة والزقازيق، موضحًا أنه على مستوى الجمهورية لا يوجد إحصاء دقيق بنسب إصابات أمراض الدم عامة وكل مركز حسب المترددين عليه، مشيرًا إلى أن أكثر أنواع الإصابات هي “أنيميا البحر المتوسط والهموفليا وأمراض التمثيل الغذائي”.

ووصف عيادات جامعة عين شمس على سبيل المثال بالمولد بسبب كثرة الأطفال المرضى فيها والزحام الشديد والمكان يضيق بهم، لذلك نحن بحاجة إلى مضاعفة أعداد تلك المراكز العلاجية لتستوعب الأطفال.

كما أشار إلى أن معظم هؤلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى نقل الدم يصاب بفيروسات الكبد سى وبى نتيجة نقل الدم المستمر بالإضافة إلى نقص الأدوية الخاصة بمرضى الهيموفيليا منها حقن الفاكتور يوجد عجز شديد بها فضلا عن ارتفاع سعرها.

وأضاف أبو الأسرار أن نسبة من هؤلاء الأطفال تتدهور حالتها وتحتاج إلى عمليات زرع النخاع وتواجه صعوبة نظرًا لارتفاع تكلفتها إلى 200 ألف جنيه، فضلا عن قلة عدد المراكز التي تجريها منها الدمرداش وقصر العينى ومعهد ناصر، بالإضافة إلى عدم وجود من ينقل له النخاع العظمى من الأقارب.
الجريدة الرسمية