رئيس التحرير
عصام كامل

«أردوغان في بيت الطاعة الإيراني».. الرئيس التركي يسارع للاستفادة من «صفقة النووي».. يلهث وراء مصلحته الشخصية.. توقعات باعتذار رسمي تركي لطهران بعد مهاجمتها.. وتوقيع 8 وثائق تعاون ب


توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صباح اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة الإيرانية "طهران" في زيارة رسمية، تلبية لدعوة نظيره الإيراني حسن روحاني، وسط توترات الأوضاع في المنطقة بسبب الأزمة اليمنية، حيث أعلن أردوغان مسبقا تأييده لتحركات المملكة العربية السعودية "العدو اللدود لإيران".


التحيز لمصالحه
وعلى الرغم من اللقاء المفاجئ الذي تم بين أردوغان وولي العهد السعودي محمد بن نايف، قبيل ساعات من توجهه لإيران، والذي حمل في طياته توقعات بوساطة تركية بين البلدين لطرح حل دبلوماسي سلمي للأزمة باليمن، ووقف الضربات الجوية بقيادة السعودية على مواقع الحوثيين الموالين لإيران هناك، إلا أن أردوغان ألقى تعاطفه مع السعودية على باب طائرته، قبل أن تطأ قدماه أرض طهران متحيزا لمصالحه التجارية معها.

الرئيس التركي أطلق لعناته على السياسات الإيرانية قبل أيام، واتهمها بمحاولة الهيمنة على الشرق الأوسط، وهو ما يزعج أنقرة والسعودية وباقي دول الخليج العربي، وهو ما رد عليه وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف برد مماثل ألقى فيه تلك التهم على أنقرة.

الاستفادة من الصفقة
وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن أردوغان يسارع للاستفادة من الصفقة النووية الإيرانية بين طهران وواشنطن، عبر تعميق علاقاته معها فور بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من أوربا بسبب برنامجها النووي، وهو ما سيدفعه لتهميش الخلافات الطائفية بين البلدين وتجنب الحديث بها من أجل إتمام الصفقات المنتظرة.

اعتذار أردوغان
وفي إطار تخلي الرئيس التركي عن السعودية بعد سعيه لاستعادة العلاقات معها مؤخرا وإعلانه دعم موقفها باليمن، رجحت صحيفة "توداي زمان" التركية، أن يقدم "العثمانلي" اعتذاره لإيران بناء على طلب عدد كبير من نواب البرلمان الإيراني والذين أصروا في طلب للرئيس روحاني على أن يقدم أردوغان اعتذارا رسميا عما قاله من تصريحات.

ولأن الرئيس التركي اعتاد أن يلهث وراء مصالحه الشخصية مع إيران على حساب مواقف دولته الرسمية من الأزمات المتصاعدة بالمنطقة، تجنب أردوغان، على عكس عادته، الإشارة إلى ضرورة إسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد، واكتفى بالمطالبة بالتعاون لوقف سيل الدماء بسوريا، خوفا من الاصطدام بالموقف الإيراني الداعم بقوة للرئيس الأسد.

وثائق تعاون مع إيران
ومن المتوقع أن يتم خلال الزيارة التوقيع على 8 وثائق للتعاون في مجالات الجمارك والنقل والصحة والعلاج والصناعة، بالإضافة إلى السعي لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 30 مليار دولار، الأمر الذي يتطلب أنشطة اقتصادية واسعة ومشتركة تفرض على الرئيس التركي خفض رأسه للموقف الإيراني المعادي للمملكة العربية السعودية ولأغلب دول المنطقة.
الجريدة الرسمية