رئيس التحرير
عصام كامل

٩ سنوات على غياب البابا شنودة!

القدر الذي اختار للكنيسة البابا تواضروس خفف كثيرا من غياب البابا التاريخي -إذا جاز التعبير-  للكنيسة المصرية.. وأوجه التشابه بين الإثنين كبيرة جدا ليس في الحكمة الكبيرة التي يتمتع بها كلاهما فقط وإنما في الأحداث والتحديات التي واجهاها.. البابا شنودة شاهد بنفسه كيف يتسلل التطرف إلى مصر ومعه الطائفية وبعض صور التمييز في أماكن عديدة خصوصا في جامعات الصعيد وتربص هؤلاء المتطرفين بالأشقاء المسيحيين .. وكيف -طبعا- تسللت الطائفية مع التطرف!


وكان علي البابا شنودة أن ينجو بسفينته بقدر الإمكان وبأقل درجة من الخسائر.. لكن انتهى المطاف إلى ما نعرفه ويعرفه العالم من عزل البابا وتحديد إقامته في أحداث العام ١٩٨١ الشهيرة وفيها اعتقلت كل قيادات العمل السياسي في مصر !

بابا العرب
البابا تواضروس عاصر ما هو أصعب! حيث وصول المتطرفين أنفسهم إلي السلطة! وكيف استخدم العنف ضدهم كورقة للضغط خصوصا بعد استرداد مصر ٢٠١٣ لكن تتجلى الحكمة في المقولة التي تلخص الأمر كله والتي صكها وأطلقها البابا تواضروس وقال "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن" ليقف البابا وكل أهلنا المسيحيين مع وطنهم ومع أشقائهم المسلمين في مواجهة إرهاب غاشم وأفكار مجرمة استهدفت كنائس الوطن كله!

٩ سنوات علي غياب "بابا العرب" كما أطلق على البابا شنودة وربما كان اللقب المحبب له.. وقد انحاز أيضا لإخوته ومنع زيارة القدس طالما ظلت تحت الإحتلال قائلا "لن ندخلها إلا مع أشقائنا المسلمين" ليقتل فتنة في المهد تربصت بتطبيع أحادي مع العدو.
٩ سنوات علي فقدان الحكيم.. خفف منها تولي أمر الكنيسة من حكيم آخر!
الجريدة الرسمية