رئيس التحرير
عصام كامل

لوم الآخرين!

يحكى بأن رجلًا كان خائفًا على زوجته لأنها أصبحت لا تسمع جيدًا في الفترة الأخيرة، وكانت حالتها تتفاقم يومًا بعد يوم، وهو ما يهددها بفقدان سمعها يومًا ما، فقرر أن يعرضها على طبيب أخصائي للأذن..

قابل طبيب الأسرة وشرح له المشكلة، فأخبره الطبيب بأن هناك طريقة تقليدية لفحص درجة السمع عند الزوجة وهي أن يقف على بعد 40 قدمًا منها ويتحدث معها بنبرة صوت طبيعية.. فإذا لم تستجب اقترب حتى مسافة 30 قدمًا، فإذا لم تستجب اقترب حتى مسافة 20 قدمًا، فإذا لم تستجب اقترب حتى مسافة 10 أقدام، وهكذا حتى تسمعك.

وفي المساء دخل البيت ووجد الزوجة منهمكة في إعداد طعام العشاء في المطبخ، فقال: الآن فرصة سأعمل على تطبيق وصية الدكتور.
فذهب إلى صالة الطعام وهي تبتعد 40 قدمًا تقريبًا، ثم أخذ يتحدث بنبرة عادية وسألها:"يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام".. فلم تجبه!

ثم اقترب حتى 30 قدمًا من المطبخ وكرر نفس السؤال: "يا حبيبتي.. ماذا أعددت لنا من الطعام" فلم تجبه!

ثم اقترب حتى 20 قدمًا وكرر نفس السؤال، فلم تجبه.. ثم اقترب حتى 10 أقدام وكرر نفس السؤال، فلم تجبه، ثم دخل المطبخ ووقف خلفها مباشرة وكرر نفس السؤال، فقالت له: "يا حبيبي للمرة الخامسة أُجيبك.. دجاج بالفرن".

الإسقاط النفسي
وهكذا بعض الناس في الدنيا أحبتى، في كل مرة يخطئون فيها خطئًا جسيمًا متكررًا لا يرون أبدًا أنهم مخطئون، بل يلقون باللوم على الآخرين، ويرتدون ثياب الضحية على الرغم من مسؤليتهم التامة عن جميع النتائج التي ترتبت على خطئهم، وهو ما يسمى في علم النفس بالإسقاط النفسى (Projection) وهو حيلة دفاعية من الحيل النفسية اللاشعورية، وعملية هجوم يحمي الفرد بها نفسه بإلصاق عيوبه ونقائصه وطباعه المستهجنة بالآخرين، كما أنها عملية لوم للآخرين على ما فشل هو فيه بسبب ما يضعونه أمامه من عقبات وما يوقعونه فيه من زلات أو أخطاء (من وجهة نظره)، ويقول علماء النفس أنها آلية نفسية شائعة يعزو الشخص بواسطتها أو عن طريقها للآخرين أحاسيس وعواطف ومشاعر يكون قد كبتها بداخله.

فاحذر يا صديقى أن تكون من هؤلاء، وأعمل دائمًا على معالجة عيوبك أولًا بأول، وتحمل بشجاعة مسئولية النتائج المترتبة على أخطائك دون أن تحاول الهرب منها بارتداء ثوب الضحية كما يفعل بعض الناس.
يقول جان بول سارتر:
"تحمل المسئولية الكاملة في كل نواحي حياتك، وتوقف عن لوم الآخرين واختلاق الأعذار".
الجريدة الرسمية