رئيس التحرير
عصام كامل

فيتو الكبار.. وتعاسة البشرية!

كيف لخمس دول أن تتحكم في مصائر العالم كله باستخدام ذلك الفيتو وفقاً لما تقتضيه مصالحها الخاصة مهدرة قيم العدل والمساواة والحق.. متسببة في شيوع الفقر والعنف والإرهاب والبلطجة السياسية التي تعاني منها الدول الضعيفة.


كيف تكون هذه الدول الخمس (أمريكا و بريطانيا وروسيا وفرنسا والصين ) خصماً وحكماً في الوقت ذاته.. وكيف تتخذ من قرارات مجلس الأمن ستاراً لنهب مقدرات الشعوب العربية وثرواتها الطبيعية مثلما حدث في ليبيا والعراق وسوريا.. كيف يتم استخدام مجلس الأمن أداة لإدارة صراعات هنا وتكريس نفوذ هناك وتصفية حسابات على الساحة الدولية ومنح امتيازات لدول هناك وسلب مقدرات دول هنا.. أين مجلس الأمن من سد النهضة.. ألم تخرق أثيوبيا المواثيق الدولية وقوانين الأنهار الدولية.. كيف يترك المجتمع الدولي أثيوبيا تنفرد برأيها دون مراعاة للأعراف والقوانين الدولية.. أليست حقوق الدول في مياه الأنهار العابرة للحدود مصانة بموجب المواثيق والاتفاقيات الدولية.
هل نحن مقصرون في حق هذا البلد؟!
كيف يتجاهل مجلس الأمن ما تفعله دول مارقة معروفة بالاسم تجاهر بتمويل الإرهاب ونشر الفوضى و تسعى لتقسيم دول العرب وتمزيقها على أسس عرقية ومذهبية والزج بها في حروب أهلية تضيع بسببها دول وتتشرد شعوب ويتعرض السلم الدولي للخطر.

يا سادة إذا أردنا أن يحيا العالم في أمن وسلام فليس أقل من إصلاح منظومته الأممية الحاكمة، وكما تغيرت عصبة الأمم على خلفية الحروب العالمية فقد آن الأوان لإصلاح النظام الدولي واستعادة هيبته ومصداقيته وهو ما سوف يصب في صالح نشر السلام والأمن والرخاء في العالم كله.
غياب العدالة!
فلن يتحقق السلام والأمن والرخاء للعالم إلا بإصلاح مجلس الأمن وتوسيع عضويته وكسر احتكار دول يعينها للقوة كما هو حادث الآن.. وبالمثل لن تنصلح أحوال أمتنا وشعوبنا هي الأخرى إلا باستعادة قوتها الذاتية وتنميتها معرفياً وعلمياً لوضعها على طريق المنافسة وبناء القدرات التي تجعلها في مصاف الأقوياء وتحقيق تكامل اقتصادي عربي حقيقي، وإنشاء قوة عربية مشتركة لمنع التدخل في شئوننا.. ومن دون تحقيق ذلك فلن تقوم لنا قائمة أو يصبح لنا شأن في النظام العالمي الجديد.
الجريدة الرسمية