رئيس التحرير
عصام كامل

خطر إعلانات رمضان!

فى اليوم الأخير من شهر رمضان يمكننا أن نتحدث عن الهجمة الإعلانية التى تعرضنا لها جميعا على مدى ثلاثين يوما كاملة.. ولن أتحدث اليوم عن الشكوى المتكررة لمسئولي دراما رمضان وكيف أفسدت الإعلانات متابعتنا لهذه الدراما، فهى شكوى متكررة وتتزايد سنة بعد آخرى ولا حل لها فى ضوء رغبة اطراف عديدة فى استثمار الشهر الفضيل فى كسب ما تقدر عليه من موارد مالية.. وانما سوف أتحدث اليوم عن مضمون هذه الإعلانات التى فرضت علينا على مدى ثلاثين يوما وستلاحقنا بعد إنتهاء الشهر الفضيل.


فان هذه الإعلانات تروج لقيم وتحض على سلوك معيب وتسىء إلى الذوق العام.. مثلا إعلانات الملابس الداخلية تتسم بأنها غير مهذبة ، بما فى ذلك إعلانات تصديرها الى المملكة.. وإعلانات التبرع بالملابس القديمة للفقراء عبر إحدى الجمعيات الأهلية وسيىء بشكل جارح للفقراء والمحتاجين الذين ستقدم لهم هذه الملابس.. وإعلانات جمع التبرعات لبعض المستشفيات تورطت فى إساءة استغلال الاطفال المرضى بالسرطان، وهذا أمر لا يصح ولا يجوز..

أما إعلانات حض المواطنين على التعامل مع البنوك وفتح حسابات لهم فيها تظهر المصريين وكأنهم مجموعة من اللصوص الذين يتسابقون على خطف نقود رجل فى الشارع بدلا من مساعدته على جمعها بعد أن انسكبت من حقيبته، وذلك رغم ان مجتمعنا حافل بنماذج طيبة لمواطنين يتسابقون فى مساعدة الغير ورد الحقوق لاصحابها.. اما إعلانات الجبنة رقم واحد  فقد بلغت الذروة فى السخافة وترويج القيم الفاسدة التى تحض على الاستيلاء على حقوق الغير، ماداموا يحتفظون بالجبهة نمبر وان ! 

وهكذا إذا كنّا نشكو من سوء بعض الاعمال الدرامية التى فرضت علينا فى الشهر الفضيل فان ما نشكو منه في اعلانات رمضان أكبر وأكثر، خاصة وأن هذه الاعلانات تجذب الاطفال الصغار وتؤثر فيهم أكثر من الاعمال الدرامية. فهل سيتنبه أحد لخطورة هذه الاعلانات علينا أم إننا سوف ننسى ذلك بإنتهاء الشهر الفضيل، رغم أن خطر هذه الاعلانات مستمر فى ملاحقتها بعد رمضان؟!     
الجريدة الرسمية