الرقائق الإلكترونية تحول التكنولوجيا إلى سلاح جيوسياسي.. تايوان في قلب الصراع.. أوروبا عاجزة عن مواجهة بكين وواشنطن.. ومحدودية الاستقلال الصناعي يكشف هشاشة القارة العجوز
أظهرت الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية في آسيا، هشاشة الاعتماد الأوروبي على الخارج في مجال تصنيع الرقائق الإلكترونية، والتي تعد عصب التكنولوجيا الحديثة.
ومع هيمنة دول مثل الولايات المتحدة والصين وتايوان على هذه الصناعة الاستراتيجية، تجد أوروبا نفسها أمام تحديات تكنولوجية وأمنية حقيقية في عالم يتجه بسرعة نحو الرقمنة والذكاء الصناعي.
وازداد الأمر خطورة في ظل تصاعد مخاوف اندلاع صراع مسلح بين اليابان والصين، ما يؤثر سلبا على تايوان والتي تمثل نحو 92% من الإنتاج العالمي لصناعة أشباه الموصلات بدقة أقل من 10 نانومترات، مما يجعلها المزود الرئيسي للغالبية العظمى من الرقائق التي تشغل أكثر الأجهزة تقدما في العالم، بدءا من هواتف "آيفون" وحتى الطائرات المقاتلة "إف-35".
الرقائق الإلكترونية مركز تخزين البيانات
وتدخل الرقائق الإلكترونية (والتي تعرف أيضا بأشباه الموصلات) في كل مناحي الصناعة الحديثة، باعتبارها المحرك الأساسي للعالم الرقمي؛ حيث تستخدم في صناعات الحوسبة والذكاء الصناعي، وأنظمة التحكم والأمان في السيارات، والهواتف الذكية وشبكات الاتصالات، والطيران والفضاء، والطاقة المتجددة، ما دفع الخبراء لوصفها بـ"عقول الأجهزة" التي تحوي وحدات تخزين البيانات.
التوترات الآسيوية تزيد الضغوط على القارة العجوز
بحسب تقرير نشره موقع "لوموند" باللغة الإنجليزية، فإن "التوترات المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة، إلى جانب ظهور الذكاء الصناعي، أدت إلى تضخيم الدور الحاسم الذي تؤديه رقائق السيليكون المحفورة بدقة؛ فيما أصبحت المعالجات الدقيقة عنصرا استراتيجيا في الجغرافيا السياسية العالمية".
ويقول التقرير: "تحمل الجغرافيا السياسية للمعالجات الدقيقة دروسا قاسية للأوروبيين، حتى لو كانت في منطقة المحيط الهادئ؛ وعلى الرغم من براعة أوروبا في استخدام آلات الطباعة الحجرية الضوئية، والتي تعتبر ضرورية لإنتاج الرقائق الأكثر تقدما المستخدمة في تكنولوجيا الذكاء الصناعي، تظل القارة العجوز مهمشة في الإنتاج الضخم للمعالجات الدقيقة من الجيل التالي".
قانون الرقائق الأوروبي ليس كافيا
تضيف "لوموند": يمثل هذا ضعفا خطيرا بالنسبة للسيادة الأوروبية، حيث لا يمكن لأي قوة اقتصادية مستقبلية الاعتماد على مكونات يمكن للآخرين إبطائها أو تقييدها أو اشتراطها على التحالفات المتغيرة والتوترات الدولية.
وبحسب التقرير، فإن "هذا التأخر المتراكم لا يمكن تعويضه من خلال إعانات الدعم، كما كانت الحال في كثير من الأحيان في السنوات الأخيرة".
وعلى الرغم من أن قانون الرقائق الأوروبي، الذي اعتمده البرلمان الأوروبي في عام 2023، كان خطوة في الاتجاه الصحيح لتأمين جزء من إمدادات القارة من المعالجات الدقيقة، إلا أنه لم يكن كافيا مقارنة بالولايات المتحدة والصين، وتايوان.
مخاوف من حرب محتملة على تايوان
تمثل الحرب المحتملة على تايوان أحد أهم المخاطر التي يجب على الأوروبيين الالتفات إليها؛ حيث يجري تصنيع بها معظم أكثر أشباه الموصلات تطورا في العالم، إضافة إلى إنتاجها عدد كبير من الرقائق الأقل تطورا.
وتقول "لوموند": لطالما زعمت الصين حقها في الجزيرة، التي تقع على بعد 160 كيلومترا قبالة سواحلها، بصفتها إقليما تابعا لها، وهددت بغزوها لمنع استقلالها رسميا، فيما تعد الولايات المتحدة داعما رئيسيا لحكومة تايوان.
وتقول كبيرة الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك "ناتيكسيس" أليسيا جارسيا هيريرو: إن "ثلث صادرات تايوان من الرقائق الإلكترونية يذهب إلى الولايات المتحدة، مقارنة بنسبة 15% فقط في عام 2021"، ما يجعل تايوان بحماية أمريكية في أي صراع مستقبلي.
"تي إس إم سي" التايوانية أكبر مصنع مستقل لأشباه الموصلات في العالم
تقول "لوموند": قد تحرم أي حرب مستقبلية ضد تايوان شركة صنع الرقائق التايوانية العملاقة "تي إس إم سي" من عملائها العالميين، كما تؤثر سلبا على حجم طلبيات الضخمة التي تتلقاها الشركة.
وتعد شركة "تي إس إم سي" أكبر مصنع مستقل لرقائق أشباه الموصلات في العالم، وتسيطر على حصة سوقية ضخمة (أكثر من 60%) وتخدم عملاء كبار مثل "أبل" و"إنفيديا"، وتعد عصب صناعة التكنولوجيا الحديثة وتستفيد بقوة من الطلب المتزايد في مجالات الذكاء الصناعي والسيارات الكهربائية.
وفي سبتمبر الماضي، سجلت تايوان رقما قياسيا في صادراتها مدفوعة بالطلب المتزايد على الرقائق، بحسب وكالة "فرانس برس"؛ حيث ارتفعت الصادرات بنسبة 30.5% مقارنة بالعام 2024، لتبلغ 70.2 مليار دولار، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 67.9 مليار دولار، والمسجل في ديسمبر 2021.
صراع أمريكي صيني على الرقائق الإلكترونية
يشار إلى أن الرقائق الإلكترونية يمكن تصنيفها ضمن السلع النادرة نسبيا لعدة أسباب، أهمها أن تصنيعها يحتاج إلى تقنيات ومعدات باهظة الثمن، إضافة إلى احتوائها على عدد من المواد النادرة مثل التنجستن والتانتالوم والكوبالت والجاليوم، والتي يجري استخراجها من مناجم خاصة في دول دون غيرها، ما يزيد من تكلفة الإنتاج.
وأدت حرب الرقائق بين الصين والولايات المتحدة إلى اتجاه بكين لإنفاق 143 مليار دولار لتعزيز التصنيع، وفق تقارير إعلامية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا




