دبلوماسية الغاز
المصالح الكبرى للدول لها لغة نافذة، تتجاوز التحديات كافة وأخطرها بالطبع التحديات النفسية، وخير من عبر عن ذلك بشكل عملي كان الرئيس الراحل أنور السادات، الذي وصف رحلته التاريخية إلى إسرائيل بأنها لكسر الحاجز النفسي..
واليوم، ومع حاجز نفسي عميق وبالغ الارتفاع بين الشعب المصرى بأكمله ورئيس الوزراء الإسرائيلي مجرم الحرب المطلوب جنائيا، فإن تصديق حكومته على صفقة غاز طبيعي بقيمة 34,6 مليار دولار إلى مصر يأتي في سياق التمهيد لقبول الرئيس عبد الفتاح السيسي للقاء نتنياهو في واشنطن.. وفيها رضوخ محقق للشروط المصرية.
سبق أن التقى الرئيس السيسي في نيويورك، في سبتمبر 2018، ووقتها أشاد نتنياهو بالدور المصري في تعزيز الاستقرار الإقليمي.. وبينما فضح مصدر أمني أن صفقة الغاز التي ماطلت حكومة إسرائيل طويلا في المصادقة عليها تمت الآن بضغط كبير من الرئيس الأمريكي ترامب على نتنياهو، قبيل زيارته المرتقبة بعد أيام إلى واشنطن للنظر في إجراءات تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام والإعمار في غزة..
الضغط الأمريكي استهدف إرضاء مصر قبل الموافقة على لقاء يتطلع إليه نتنياهو مع الرئيس السيسي، وأهمية اللقاء نفعية مطلقة لأنها سوف تعزز موقف نتنياهو في الانتخابات المقبلة.. والورقة المصرية ذات تأثير في الإقليم وفي قضية الحرب والسلام..
توترت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، والتوتر ليس فقط بين القيادتين، بل بين الشعب المصرى كله وبين شخص وسياسة نتنياهو المكروه أساسا ليس فقط مع غزو غزة وتدميرها وقتل وإصابة أكثر من مائتي ألف فلسطيني، بل من أيام الرئيس مبارك رحمه الله..
صفقة الغاز تعبير عن مصلحة سياسية واقتصادية، وتوقيعها والمصادقة عليها تعني الاستجابة لشروط مصرية، تغلق الباب نهائيًا أمام مناورات حكومة المتطرفين في إسرائيل بشأن التهجير والبدء بتعمير رفح لحشر الفلسطينيين فيها قريبا من حدود مصر الملتهبة..
لم يذهب الرئيس السيسي حتى الآن إلى واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترامب في الولاية الثانية له، وكانت الكيمياء متوافقة للغاية بين الرئيسين في الولاية الأولي، وأبدي ترامب إعجابه بالرئيس السيسي، ولفت نظره حذاء الرئيس وقال إنه معجب بالشوز، وواضح أن ترامب مولع بالأحذية، وقبل يومين قطع محادثات مهمة جدا مع نائبه ووزير خارجيته لأنه لاحظ سوء حال حذاءيهما، وطلب لهما فورا أربعة أزواج من الأحذية لكل منهما ثم عاد لمناقشة قضايا دولية ضاغطة!
لم يذهب الرئيس بعد إلى واشنطن منذ إعادة انتخاب ترامب قبل أحد عشر شهرا، بل جاء ترامب إلى مصر السلام في شرم الشيخ، وهو اليوم يتطلع إلى جمع نتنياهو برئيس الدولة ذات الأثر والفعالية الأعظم سياسيا وعسكريا في الإقليم، والتي برهنت أنها قوة عاقلة صنعت السلام وتريد البناء لا الفناء..
ترامب يريد عقد قمة ثلاثية، والقاهرة، تعرف حساسية اللقاء مع رئيس حكومة قاتل، وهنالك سيناريو بديل توافق عليه مصر هو عقد قمة بالفعل قمة عربية إسلامية أمريكية، امتدادًا لقمة السلام في شرم الشيخ..
صفقة الغاز وكما صرحت مصادر مصرية مضت في سبيلها إلي التوقيع بالمصادقة رغم المماطلات والتسويف من جانب إسرائيل. وبمعزل عن أحداث غزة الدامية.. وهي في نهاية المطاف تغليب للتهدئة علي فتح أبواب الجحيم بين القاهرة وتل أبيب ونسف السلام الذي استمر عقودا، رغم برودته، بين الدولتين.
هل يسافر الرئيس؟ هل يوافق علي لقاء نتنياهو؟ هل يذهب قادة عرب ومسلمون إلى لقاء قمة شامل احتفالي يدشن بدء المرحلة الثانية التي تشمل انسحاب إسرائيل وبدء التعمير؟
نتبع ونرى..
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
