أساطير غزة المنسية
في غزة حيث تتقاطع رائحة الدخان مع صرخات الفقد، وحيث يصبح الضوء رفاهية، والحياة محاولة يومية للنجاة، من رحم هذا الألم تولد الحكايات التي تبدو أقرب إلى الأساطير منها إلى الواقع، تنبض نساء لا يشبهن سوى أنفسهن، يحملن على أكتافهن ثقل حرب لا تنتهي، ويصنعن من بين الركام فسحات أمل، ويبتكرن للحياة مسارات جديدة وقد تحولت المستشفيات إلى ساحةٍ لا تقل ضراوة عن جبهات القتال، بل ربما تفوقها قسوةً ووحشيةً.
هناك في أروقةٍ ضيقة يملؤها صراخ الجرحى وأنين الأطفال، وقفت الطواقم الطبية كجيشٍ آخر، لا يحمل البنادق ولا يركب الدبابات، بل يحمل الضمادات والمشارط، ويمتشق الإرادة بدل السلاح، هؤلاء الأطباء والممرضون والفنيون والمسعفون كانوا حُرّاس الحياة في زمنٍ يتفوق فيه الموت على كل شيء.
وعندما توصلت حماس وإسرائيل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وفقًا لخطة الرئيس الأمريكي، فشلت الحركة في الاتصال بالمقاتلين الحمساويين الموجودين في أنفاق مدينة رفح لإبلاغهم بانتهاء الحرب، وظلّوا عالقين في السراديب الهجومية حتى حدثت مناوشات قتالية بينهم وبين الصهاينة.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، انسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق محددة بحسب خرائط ترامب، لكن المقاتلين موجودون في أنفاق داخل نطاق الخط الأصفر ويخرجون في بعض الأحيان للالتحام مع العدو، فتبرّر حماس الأمر بأنهم لا يعلمون بالتوصل إلى اتفاق إنهاء الحرب، مما تسبب في أزمة قد تؤدي إلى انهياره.
وبسرعة تدخل الوسطاء لمعالجة ملف أهل النفق العالقين في رفح، وبما أن خطة ترامب للسلام والازدهار في غزة هي المرجعية الوحيدة للاتفاق، وبموجب البند السادس منه، فإنه سيُجري العفو عن عناصر حماس الذين يلتزمون التعايش السلمي ونزع سلاحهم، وسيُوفر ممرٌّ آمن للراغبين في مغادرة غزة إلى الدول المستقبلة.
ورُفضت كل الجهود عبر الوسطاء في مصر وقطر وتركيا والإدارة الأمريكية، الساعية لحل الأزمة بنقلهم إلى مناطق خاضعة لإدارة حماس، أو ترحيلهم إلى خارج قطاع غزة.
وبحسب التسوية التي تحاول أمريكا التوصل إليها، فإنها تخطط لنفي مقاتلي حركة حماس العالقين في نفق في رفح إلى تركيا، وبعد ذلك سيجري توزيعهم على دول عدة، إذ تعمل إدارة واشنطن بحكم علاقتها القوية مع أنقرة على ذلك.
وبينما يحاول الوسطاء إيجاد حل لإخراج عناصر حركة حماس العالقين داخل نفق في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، بدأت إسرائيل بإطلاق النار عليهم، وكذلك تجاهلت جميع مقترحات الحلول وأخذت تضخ الخرسانة في السراديب وتُدخل المواد المتفجرة أسفل الأرض لإقصائهم.
جيش الاحتلال يصرّ على استسلام من تبقى من المقاتلين لكي يحصل على صورة نصر ومشهد كبير يعوّض بها حالة الضعف والجبن أمام مقاتل صمد في باطن الأرض أكثر من عامين، وما تقوم به إسرائيل ليس قتلًا في سياق معركة، بل هو اغتيال صريح، لأن هؤلاء المقاتلين يجب أن يكونوا مُحصنين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
ولتبرير إسرائيل ما تفعله تعتمد قانونًا يسمح لها بتوصيف المقاتلين في الأنفاق ضمن ما تسميه المقاتلين غير الشرعيين، وهو تصنيف لا أساس له في القانون الدولي، لاستبدال صورة المقاتل الصامد - كصورة يحيى السنوار وهو يقاتل بآخر ما لديه من رمق - بصورة مقاتل آخر يخرج بثيابه الداخلية رافعًا الراية البيضاء، في محاولة لتحقيق نصر إعلامي بعد الفشل في تحقيق الأهداف المعلنة من الحرب.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
