عباقرة ولكن مجهولون، "حمزة الزيات" شيخ قراء القرآن الكريم
على مر التاريخ الإسلامي لمعت أسماء عباقرة في مختلف المجالات مثل: ابن الخطاب، والصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز، والبخاري، والشافعي، وابن حنبل، ابن سينا.. ابن رشد.. الكندي.. الفارابي.. الخوارزمي.. الطبري.. أبو حامد الغزالي.. البوصيري.. حتى محمد عبده.. المراغي.. المنفلوطي.. رفاعة الطهطاوي.. طه حسين.. العقاد.. أحمد شوقي.. عبد الحليم محمود.. محمد رفعت.. النقشبندي.. الحصري.. عبد الباسط.. وغيرهم، في العصر الحديث.
لكن هناك أسماء مهمة كان لها بصماتها القوية على العلم والحضارة، ولا يكاد يعرفها أحد.
في هذه الحلقات نتناول سير بعض هؤلاء العباقرة المجهولين.
حمزة الزيات، شيخ قراء القرآن الكريم
حمزة بن حبيب الزيات، أحد قراء القرآن الكريم السبعة، ولد عام 80 هـ.. كان إمامًا في الكوفة وذا ورع شديد، ولُقب أيضًا بالزاهد لقوة نسكه.
اسمه وأصله
هو أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل التيمي الزيات. مولى بني تيم الله من ربيعَة، القارئ الْكُوفِي.
كنيته أَبُو عمَارَة كَانَ من عُلَمَاء أهل زمانة بالقراءات، وَكَانَ من خِيَار عباد الله عبَادَة وفضلا وورعا ونسكا.
ولد في الكوفة، وكان فارسيًا في الأصل، وأصبح مولى لعكرمة بن ربعي.
مكانته العلمية
ويعتبر من أئمة المسلمين والزهاد، ويُعد حافظًا للقرآن الكريم.
اشتُهر بلقب "الزيات" لأنه كان يجلب الزيوت من الكوفة إلى حلوان ويحضر معه الجبن والجوز إلى الكوفة.
هو شيخ القراء، الإمام القدوة، الثقة الحجة، عالم القراءات والفرائض، والحديث، العابد الخاشع، الورع، مقرئ الكوفة.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من علماء القراءات.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
قال «سهل بن محمد التميمي»: قال لنا «سليم» سمعت «حمزة» يقول: «ولدت سنة ثمانين، وأحكمت القراءة ولي خمس عشرة سنة» اهـ.
وقال «الذهبي»: ولد «حمزة» سنة ثمانين، وأدرك الصحابة بالسنّ، فلعله رأى بعضهم، وقرأ «القرآن» عرضا على «الأعمش»، وحمران بن أعين، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبي إسحاق، وقرأ أيضا على «طلحة بن مصرف، وجعفر الصادق، وتصدر للإقراء، وقرأ عليه عدد كثير».
وقال «سليم» عن «حمزة»: قرأت القرآن أربع مرات على «ابن أبي ليلى».
ومن يقرأ تاريخ «حمزة» يجده كان مدرسة وحده في تعليم القرآن، ولذا فقد أخذ القراءة عنه عدد كثير منهم: خلف بن هشام البزّار، وخلاد بن خالد الصيرفي، وسفيان الثوري، وعلي بن حمزة الكسائي.
قال «الذهبي»: وقد حدث «حمزة» عن «طلحة بن مصرف، وحبيب بن أبي ثابت، وعمرو بن مرّة، وعديّ بن ثابت» وآخرين.
كما حدث عنه «الثوري»، وشريك، وأبي الأحوص، وشعيب بن حرب، ويحيى بن آدم، وقبيصة بن عقبة» وكثيرون سواهم.
وقال «محمد بن الحسن النقاش»: كان «حمزة» يجلب الزيت من العراق إلى «حلوان»، ويجلب من «حلوان»: الجوز، والجبن، إلى الكوفة.
وقال «الذهبي»: كان «حمزة» إماما، حجة، قيّما بكتاب الله تعالى، حافظا للحديث، بصيرا بالفرائض، والعربية، عابدا، خاشعا، قانتا لله تعالى.
وقال «شعيب بن حرب»: أمّ «حمزة» الناس سنة مائة، ودرس «سفيان الثوري» القرآن على «حمزة».
وقال «حمزة» عن نفسه: نظرت في المصحف حتى خشيت أن يذهب بصري، ثم قال: وكان مصحفه على هجاء مصحف «عبد الله بن الزبير».
وكان «حمزة»، رحمه الله تعالى، حجة في قراءة القرآن، فعن «شعيب بن حرب» قال: سمعت «حمزة» يقول: «ما قرأت حرفا إلا بأثر».
وقال «إبراهيم الأزرق»: كان «حمزة» يقرأ في الصلاة كما يقرأ لا يدع شيئا من قراءته، فذكر المد والهمز والإدغام.
وقال «يحيى بن معين»: كان «حمزة»، رحمه الله، ثقة.
وقال «عبد الله بن موسى»: ما رأيت أحدا أقرأ من «حمزة».
كما قال «سفيان الثوري»: غلب «حمزة» الناس على القرآن والفرائض.
وقيل: كان «الأعمش» إذا رأى «حمزة» قد أقبل قال: هذا حبر القرآن.
وقال «أبو حنيفة» لحمزة: شيئان غلبتنا عليهما، لسنا ننازعك فيهما، القرآن، والفرائض.
زهده
ومن يقرأ تاريخ «حمزة» يحكم بأنه كان زاهدا، وكثير العبادة، وهناك أكثر من دليل على ذلك.
قال «عبيد الله بن موسى»: كان «حمزة» يقرئ القرآن حتى يتفرق الناس، ثم ينهض فيصلي أربع ركعات، ثم يصلي ما بين الظهر والعصر، وما بين المغرب والعشاء، وحدثني بعض جيرانه أنه لا ينام الليل، وأنهم يسمعون قراءته يرتل القرآن».
وقال «إسحاق بن الجراح» قال «خلف بن تميم»: مات «أبي» وعليه «دين» فأتيت «حمزة» ليكلم صاحب الدين، فقال: ويحك إنه يقرأ عليّ، وأنا أكره أن أشرب من بيت من يقرأ عليّ الماء».
وذكر «جرير بن عبد الحميد» قال: مرّ بي «حمزة» فطلب ماء فأتيته به، فلم يشرب لكوني أحضر القراءة عنده».
وقال «حسين الجعفي»: «ربما عطش «حمزة» فلا يستقي كراهية أن يصادف من يقرأ عليه» (مخافة أن يكون ذلك أجرا على الإقراء).
يروى عنه قراءته اثنان من الرواة هما خلف بن هشام وخلاد بن خالد الصيرفي.
روايته للحديث الشريف
روى عن: أبي إسحاق الشيباني، والأعمش، وغيرهما.
روى عَن الحكم بن عتيبة فِي الصَّلَاة.. وروى عَنهُ أَبُو أَحْمد الزبيرِي.
وعنه روى: أبي الحسن الكسائي، وابن المبارك، وغيرهما، كان عديم النظير في وقته علما وعملا، قيّمًا بكتاب الله، رأسًا في الورع.
قال الثوري عنه: ما قرأ حمزة حرفًا من كتاب الله إلا بأثر.
وفاته
توفي حمزة في حلوان بمصر عام 156 هـ، وقيل عام 151 هـ، بعد حياة كلها عمل وجهاد في تعليم القرآن، رحم الله «حمزة» رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
وقبره فيها مشهور ومزور.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا


