رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية جامع الشيخ عبد الغني النابلسي في دمشق وأبرز مؤلفاته

جامع الشيخ عبد الغني
جامع الشيخ عبد الغني النابلسي بدمشق وأبرز مؤلفاته، فيتو
18 حجم الخط

جامع الشيخ عبد الغني النابلسي من مشيدات العهد العثماني في حي الصالحية (الشيخ محيي الدين) في العاصمة السورية دمشق، وينسب إلى العالم المحدث عبد الغني النابلسي المولود في دمشق، الذي توفي وترك هذا المكان دارًا للسكن ولم يكن فيه مسجد، بل أُحدث بعد وفاته أنشأه حفيده الشيخ مصطفى النابلسي، وغلب على هذا المسجد اسم جامع الشيخ عبد الغني النابلسي واشتهر بذلك.

 وكانت شهرة الشيخ عبد الغني قد حفّزت كثيرًا من الولاة والسلاطين على العناية بتخليد ذكراه بتجديد المكان في أدوار مختلفة.

 

وصف جامع الشيخ النابلسي

للجامع بناء واسع مجدد بالمداميك الحجري البلقاء، يغطيه سطح مقام بالقرميد، وعند الطرف الجنوبي الغربي للجامع ضريح الشيخ عبد الغني وفوق مدفنه قبة صغير ملساء، وعلى جدران الليوان المجاور لقبة الضريح كتابات باللغة التركية.

أما طراز البناء فهو من العصر العثماني، والطراز الغالب على البناء والزخرفة الطراز الدمشقي. 

يضم البناء مسجدًا وتربة ودارًا للسكن، أما مئذنة الجامع فتقع في أقصى الجناح الشرقي للبناء مبنية بالحجارة المنحوتة. أما القاعة الكبرى فيعلو بابَها لوح من القاشاني فيه كتابة وتاريخ تجديد القاعة، ومدفن الشيخ عبد الغني يقع في شرقي الصحن، وبجانبه مدفن الشيخ مصطفى حفيده وهو باني المسجد. 

والجامع  له باب حجري حديث ينزل منه بعشر درجات إلى الصحن المفروش بالحجارة وفي الجنوب بركة مربّعة أمامها قاعدة الدروس المستطيلة التي يزيّن القاشاني جدرانها ولها أربع شبابيك قبليّة تطلّ على دمشق وإلى يمين القاعة إيوان وإلى يمينه القبليّة التي كانت مصلّى فيه مكتبة دفن فيها الشيخ بعد موته ودفن إلى جواره بعده حفيده.

 وسّع المسجد في عهد السلطان عبد الحميد الثاني ونقل المنبر الخشبيّ المطعّم إلى الزيادة وجعل له محراب حجري عادي. كما تم تجديد الجامع مؤخرا تجديدًا شاملًا، وبني سقفه بالقرميد ووسّع مصلّاه وجعلت فيه مدرسة للقرآن وزادت مساحته عدّة مرّات عمّا كان...وبقي من البناء القديم قطعة من السقف والمنبر والمئذنة (؟!)

 ويدرّس اليوم في المسجد الشيخ راتب النابلسي حفيد الشيخ عبد الغني"، أما المصلَّى فهو عبارة عن قاعتين يفصل بينهما قوس، وفيه المحراب والمنبر.

الشيخ عبد الغني النابلسي

العارف بالله الشيخ عبد الغني النابلسي ينسب الشيخ إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وأصل أسرته من حماة، واسمه: عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل الكِتاني الحموي الأصل المقدسي الشهير بابن النابلسي.
 أسرته عُرفت بالعلم والقضاء والخطابه، بدءًا من موفق الدين ابن جماعة إلى عبد الغني النابلسي وهذه من أسباب نبوغه المبكر.

 ولد في دمشق وكان يتفوق على إخوته بالنبوغ والذكاء المبكر، مما مهد لاهتمام والده به، حيث كان والده أول من قرأ على يديه القرآن الكريم في سن الخامسة، وفي سن العاشرة حفظ مقدمات العلوم، وحصل على أول إجازة في الحديث، وفي الثانية عشر في عمره توفي والده، وكتب أول أشعاره في رثاء والده معلمه الأول، ثم تابع تحصيله العلمي تحت إشراف والدته، وفي العشرين من عمره مارس التدريس في الجامع الأموي في دمشق بالقرب من منزله الواقع في العنبريين.

 كان عصرُ شيخنا عصر المستبدين، فانصرف العلماء في مصر والشام والعراق والحجاز واليمن وإيران والهند إلى التدريس، والإفادة، والباحثون والمفكرون إلى التأليف والتحقيق، والمشايخ والصوفية الربانيون اتجهوا إلى إصلاح النفوس وتزكية القلوب.

هذا وقد غلب على أهل العلم في هذا العصر ذوق الشعر والأدب، ليكون وسيلة راقية للوصول بها إلى قلوب الحائرين والتائهين والشيخ عبد الغني كان، شاعرًا، أديبًا، عالمًا ربانيًا، فقيه، مفسر.

5- وظائفه:

 رغم تنوع وغزارة علوم الشيخ عبد الغني، لكنه لم يشغل إلا منصبين: وظيفة القضاء في محكمة الميدان، ولم يلبث أن تركها، ثم انتخبه أهل دمشق مفتيًا لهم، وجاء المرسوم السلطاني من إستنبول بذلك. ولكنه لم يلبث أن ترك الوظيفة، ليتفرغ للخلوة التي ستمهد له الطريق للوصول

اعتزل في بيته سبع سنوات لا يخرج إلا لضرورة، إلا أنه لم ينقطع عن التأليف واستقبال طلابه للتدريس وذكر الله في السر والعلن، خرج وعليه هيبة ووقار العارفين بالله، ومنذ ذلك اليوم ذاع صيته في العالم الإسلامي، وبدأ الفتوح الرباني للتأليف، وقد برع أكثر ما برع في الدفاع عن الصوفيين، وجمع شعره الصوفي في ديوان "الإلهيات". وأخذ يتردد على ضرائح الأولياء، وقبور الصالحين، يزورهم ويقرأ في سيرتهم، ويدافع عنهم عند المنكرين، ويمدحهم نثرًا وشعرًا.

وتلقى الطريقة النقشبندية عن الشيخ أحمد البلخي الذي زار دمشق. وتلقى الطريقة القادرية عن الشيخ عبد الرزاق الكيلاني.

كان الشيخ عبد الغني النابلسي هو أول من دأب على تفقيه أهل الصالحية بعلوم المذهب الحنفي والشافعي، بعد أن كان المذهب الحنبلي هو السائد لديهم بالصالحية منذ إنشاء جامع الحنابلة والمدرسة العمرية الحنبلية بصالحية الشام. وذلك بعد أن انتقل من بيته بجوار الأموي إلى بيته في الصالحية.

 وفي الصالحية لم يتوقف عن إلقاء الدروس في تسهيل التفسير القرآن للبيضاوي، وفي تدريس الفتوحات الملكية لابن العربي، وظل الشيخ يستقبل طلبة العلم في إيوان داره عدد كبير من طلبة العلم للمذهب الحنفي، وظلت كذلك في عهد ابنه الشيخ إسماعيل وحفيده مصطفى رحمهم الله.

مؤلفاته وكتبه:

بلغت مؤلفاته زهاء ثلاث مئة مؤلف، ما بين كتب ورسائل ودواوين ذكرها خلال رحلته الكبرى، ومنها: "الوجود الحق" و"جواهر النصوص في شرح كلمات الفصوص" و"غاية المطلوب، في محبة المحبوب" و"هدية الفقير، وتحية الوزير" و"السانحات النابلسية، والسارحات الأنسية" و"بداية المريد، ونهاية السعيد"، وكتاب "بذل الإحسان، في تحقيق معنى الإنسان" وغير ذلك من الكتب والرسائل...


رحلاته:

كان الشيخ النابلسي من المغرمين بالرحلات، فقد كان هدفه زيارة الأولياء الصالحين أحياءً وأموات، والتباحث مع علماء هذه الأمصار، والهدف الأخير هو الاستمتاع بالتنزه، حيث قصد مصر والحجاز وبيت المقدس بعدما خرج من داره بجانب الجامع الأموي وتجول في دمشق مودعًا وزائرًا قبور الصالحين والأولياء والصحابة.

وفاته: 

في عام 1119ه انتقل من بيته في دمشق قرب الجامع الأموي ليسكن في الصالحية حيث توفي بعد مرض ألمَّ به.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية