رئيس التحرير
عصام كامل

جامع درويش باشا أو جامع الدرويشية وقصة بنائه

جامع درويش باشا أو
جامع درويش باشا أو جامع الدرويشية وقصة بنائه
18 حجم الخط

 جامع الدرويشية واحد من المباني العثمانية الموجودة في قلب دمشق، قرب منطقة باب الجابية حيث يقع أكبر تجمع للمساجد والمباني العثمانية. وهو يقع شمالي المدرسة السيبائية، ويكاد يجاورها اليوم بعد أن طغى العمران الحديث على المنطقة، ويتوسط الجامع في منطقة تجارية نشيطة مقابل سوق الحريقة والحميدية وقلعة دمشق.

جامع درويش باشا أو جامع الدرويشية وقصة بنائه
جامع درويش باشا أو جامع الدرويشية وقصة بنائه

قصة بناء جامع الدرويشية

 شُيّد المسجد عام ۹۸۲ هـ / ۱٥۷٤ م، كما هو مثبت في الكتابة التاريخية المنقوشة فوق الباب، وهي عبارة عن أبيات شعر، وقد ورد التاريخ في البيت الأخير مرتّبا على الأحرف الأبجدية.

أنشأه درويش باشا بن رستم باشا أحد ولاة دمشق في العهد العثماني، الذي تصدّر ولاية دمشق، وتقول المرويات: إنه سار بأهالي دمشق سيرة حسنة؛ وتعقب المجرمين ونشر الأمن في ربوع البلاد التي عرفت آنذاك أعدادًا كبيرًا من «العواينية» (أصحاب الشرور باللهجة الدمشقية حتّى اليوم) والجيوش المحلية مثل الانكشارية، ثم نُقل إلى استنبول وتُوفّي بها ولكن تم نقل رفاته إلى دمشق ودفنت في تربته التي أنشأها بجانب هذا الجامع.

ورُوعي في بناء الجامع أسلوب العمارة الرسمية للدولة العثمانية، وكان من أهم خصائصها الاعتناء بالمظهر الخارجي، والشكل العام للبناء، فكان هذا الجامع مستوفيًا لتلك الشروط والقواعد والأسس، وغدا نموذجًا لهذا الأسلوب في دمشق. 

وعلى الرغم من تصميمه العثماني، فإنّه لا يخلو من التأثيرات المحلية التي تجعل له صبغة سورية، فصحن الجامع مستطيل الشكل، تتوسطه بركة حجرية مضلعة، والرواق يقع في جنوب الصحن تتقدمه خمسة عقود محمولة على أعمدة مستديرة ذات تيجان وقواعد مختلفة، ويعلو الرواق خمس قباب صغيرة، وفي الجدار الجنوبي من الرواق محراب مزين بألواح القاشاني. 

أما الحرم فهو عبارة عن قاعة كبيرة مستطيلة الشكل، تغطيها سبع قباب. مستديرة تقوم القبة الكبرى في الوسط ويتوسط المحراب الجدار الجنوبي من الحرم، ويعد آية في الإبداع والفن، وعلى جانبي المحراب إطارات هندسية عريضة من الرخام الأبيض والأسود.

المنبر من المرمر، وأهم ما فيه قبة الخطيب المبنية على أربع دعائم رشيقة يعلو كل منها قوس مدبب تكتنفه زوايا مزخرفة تزين الجامع من بابه إلى محرابه.

 يضم المسجد من الناحية القبلية التربة الدرويشية التي دفن بها الوالي درويش باشا عام ۹۸۷ للهجرة، كما يحتوي من الناحية نفسها غرفًا للتدريس تعلوها قبة، ويستطيع الإنسان المرور عبر قنطرة تحتوي في أعلاها غرف التدريس إلى الأزقة الخلفية المجاورة للمسجد والمؤدية إلى منطقة القنوات.

والطراز المملوكي المسيطر على الشكل العام للمسجد يجعله مع جامع السيبائية نسيجًا متكاملًا، وفي داخله ألواح جميلة من القيشاني نسخها أسعد باشا العظم ليصنع مثلها في قصره، وأول من درّس في هذا الجامع الشيخ إسماعيل النابلسي ثم خلفه الحسن البوريني..

 

والمعروف أيضًا أن الوالي درويش باشا بنى حمام القيشاني وخان الحرمين. علمًا بأن البناءين يعودان إلى عهد السلاجقة، وكان الخان معروفًا باسم خان القوسين.

ويشتهر الجامع ببركة الماء التي تتوسط باحته، ورواقه الطويل المرفوع على أعمدة ومقنطرات مبنية بالحجر "الأبلق" الأبيض والأسود الذي يغلب على أساليب البناء الدمشقي، وقببه الكثيرة،  وكان الجامع مركزًا لتجمع قوافل الحج القادمة من حلب إلى دمشق باتجاه الحجاز، وأثر ذلك على صفة المنطقة المجاورة حيث غلب عليها الطابع الديني بسبب التأثير الروحي للحج.

 ورغم أن بناءه يقع خارج سور المدينة القديمة، إلا أن قيمته التاريخية الممتدة قرابة 500 عام، وطراز عمارته، أعطته أهمية كبرى، ويفضل معظم المصلين أداء الفروض في الجوامع التاريخية القديمة، لأنها تمنحهم شعورًا بالاستمرار مع مسيرة آبائهم وأجدادهم الذين كانوا يصلون فيها.

ويستقبل الجامع خلال شهر رمضان المبارك، مساهمات المتبرعين والجمعيات الخيرية، حيث يتردد المحتاجون على هذه الأمكنة القديمة، باعتبارها مصدر بركة وخير.
 

أريج دمشق arej dimashq - #B00094 سبيل جامع درويش باشا 1912 صورة نادرة لوحة السبيل القديمة ما زالت موجودة.. قبل ازالتها وتركيب لوحة داخلية على السبيل.. وهنا تكمن ندرة الصورة
جامع درويش باشا أو جامع الدرويشية وقصة بنائه

 

 

سبيل تربة درويش باشا

• يتألف من مجموعة أبنية «التربة والمدرسة والمكتبة والسبيل وسوق بازار»؛ وقد بدأ في إنشائها والي الشام العثماني درويش باشا رستم في نفس العام الذي تم تعيينه واليًا على الشام سنة 979 هجريةـ 1571 للميلاد وانتهى من بنائها في سنة 982 هجريةـ 1574 للميلاد.
• يقع في مدينة دمشق القديمة مجاورة لأسوارها الغربية، في منطقة قنوات جادة، على الضلع الغربي لجادة الدرويشية (شارع سعد زغلول) عند زاوية التقائها مع زقاق الدرويشية، شمالي جامع المدرسة السيبائية وجنوبي جامع درويش باشا.
• يحيط بالتربة سور لطيف من جهتها الرئيسية الشرقية، وهو مؤلّف من جزأين: الجزء الجنوبي معدني والجزء الشمالي منه حجري مبنيّ من مداميك الحجر الأبلق، وتـنصّفه كتلة المدخل الخارجي والسبيل، والذي يؤكدّ عليهما ارتفاع واجهتهما عن باقي الواجهة.
• السبيل موضوع في تجويف بعرض 1,80م ضمن عقد مدبب من الحجر الأبلق يعلوه شريط من الزخارف الهندسية، وقد احتوى على لوحة تعريفية تأريخية في ثلاثة أبيات من الشعر ما نصّها: "هذا سبيل بل سلسبيل، يشفي غليلا يشـفي عليلا، وزمزم الماء فيه يجري، لدى مقام حوى خليلا، أجزاه أجرًا فأرّخوه درويش باشا بنى سبيلا"
• يصب ماء السبيل في بركة شبه نصف دائرية من الحجر البازلتي الأسود، ولكن السبيل أُلغي وفُكّ جداره الخلفي وأضحى مسيّجًا بالقضبان المعدنية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية