السادس من أكتوبر يوم العبور العظيم
ظل يوم السادس من أكتوبر عام 1973 يوما خالدا في قلوب المصريين وعقولهم، لأنه كان يوم النصر العظيم حين اقتحمت القوات المصرية قناة السويس وحطمت خط بارليف، بعد أن قام طيارونا البواسل بقصف مراكز القيادة والسيطرة التي أقامها العدو الإسرائيلي في قلب سيناء، وفتحوا الطريق إلى النصر الكبير والثأر من نكسة 67..
كانت ملحمة العبور عظيمة عبرت بها مصر الهزيمة بعد ست سنوات عجاف، كانت أرض سيناء الحبيبة محتلة من العدو الإسرائيلي الذي تمكن منها في غفلة من الزمن، وأقام خط بارليف الحصين ورفع أعلام إسرائيل على امتداد قناة السويس، وقواتنا متمركزة في خنادقها على الضفة الغربية للقناة..
وقد شاهدت هذا المشهد المهين بنفسي حين التحقت لأداء الخدمة العسكرية عقب تخرجي من كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الصحافة عام 72، وبعد انتهاء فترة التدريب العسكري بمركز التدريب بمنطقة المعادي، والذي يضم آلاف المجندين من خريجي الكليات المختلفة، تم توزيعنا على الجبهة في التشكيلات المتقدمة على جبهة قناة السويس..
وكان من نصيبي أن أكون مع ثلاثين من الزملاء المجندين من كليات مختلفة في اللواء الخامس مشاة بالفرقة 19، ووصلنا إليها بعد منتصف الليل بالقطار الحربي الذي نقلنا من محطة كوبري الليمون بميدان رمسيس، وكان القطار مليئا بالزملاء المجندين بمهماتنا، وكل مجموعة معها مندوب يصطحبها إلي موقعها..
وكان القطار يتوقف في مناطق معينة لتنزل منه كل مجموعة حسب توزيعها، واستمريت مع زملائي في القطار إلى مدينة السويس، وسرنا مع المندوب كل منا يحمل مهماته (المخلة) على كتفه، وسرنا في الصحراء في ظلام دامس حوالي نصف ساعة، وتوقف المندوب، وقال هنا مقر قيادة اللواء الخامس، ستقضون ما تبقى من الليل في هذا الخندق حتى الصباح..
وبالفعل غلبنا النوم من الإرهاق حتى الصباح، وكنا في منتصف شهر نوفمبر 1972، ووقفنا طابور الصباح في منطقة صحراوية لا زرع فيها ولا ماء، وحضر إلينا قائد اللواء العميد سيد الشافعي رحمه الله، ورحب بنا قائلا: أهلا بالأبطال، أنتم في اللواء الخامس، وهذا اللواء معروف لدى العدو الإسرائيلي بقوته..
وأشار إلى الصحراء الممتدة أمامنا وقال: هذه أرض سيناء الحبيبة والأشجار المحيطة بها على ضفاف قناة السويس، وتم توزيع المجموعة علي ثلاث كتائب المتمركزة علي قناة السويس مباشرة، وحين ذهبنا الي الكتائب كانت المفاجأة المأساوية التي هزتنا جميعا حين شاهدنا العلم الإسرائيلي يرفرف علي الضفة الشرقية للقناة، والجنود الإسرائيليون يتحركون بخيلاء المنتصرين، ونحن نشعر بالهزيمة والمهانة..
سالت دموعنا حزنا وألما، وطبعا كانت تلك الفترة التي قبل فيها الرئيس عبد الناصر مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار، وحكى لنا زملاؤنا القدامي في الكتيبة أن الطائرات الإسرائيلية كانت تظهر بين الحين والآخر في غارات جوية وتلقي قنابلها علي المواقع، واستشهد الكثير من الزملاء حتى وقف إطلاق النار.
كانت فترة صعبة حتى حانت ساعة الصفر، وظهر نسورنا الأبطال الساعة الثانية ظهر يوم السبت السادس من أكتوبر، وعبروا القناة على ارتفاع منخفض حتى لا يلتقطهم رادار العدو، وقصفوا مواقع في قلب سيناء، وإنطلق الضباط والجنود بأسلحتهم إلي الضفة الشرقية للقناة إلي أرض سيناء الحبيبة، بعد ست سنوات عجاف، ليتحقق النصر الكبير ونثأر لشهدائنا الأبرار..
ونذكرهم بالدعاء وهم شهداء في هذا اليوم الجميل الذي يظل في الذاكرة كأنه كان بالأمس القريب، وتظل مصر قوية عزيزة قادرة علي رد كيد الأعداء في كل مكان.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
