الالتهاب دفاع مناعي يتحول إلى خطر مزمن على الصحة
يُعد الالتهاب جانبًا أساسيًا من آليات دفاع الجسم المناعية، حيث يلعب دورًا حيويًا في مكافحة الإصابات والتعافي من الإصابات. يمكن أن يكون الالتهاب حادًا يستمر لفترة قصيرة أو مزمنًا يطول لأشهر أو سنوات، وقد تشمل أعراضه التورم، وارتفاع درجة الحرارة، والألم، وفقدان وظيفة العضو المصاب. ويعتمد العلاج على السبب الكامن وراءه.
كيف ينشأ الالتهاب؟
يطلق الجسم استجابة التهابية عندما يرسل خلايا متخصصة للدفاع ضد أي جسم غريب، مثل شوكة، أو مادة مهيجة، أو عامل ممرض. تشمل العوامل الممرضة البكتيريا والفيروسات والكائنات الحية الأخرى المسببة للعدوى، وفقًا لموقع “Medical News Today” الطبي

في بعض الأحيان، يرتكب الجسم خطأً ويشتبه في أن خلاياه أو أنسجته ضارة، مما يؤدي إلى رد فعل ينتج عنه أمراض المناعة الذاتية، مثل السكري من النوع الأول.
يعتقد الخبراء أن الالتهاب قد يساهم في مجموعة واسعة من الأمراض المزمنة، ومن أمثلتها متلازمة التمثيل الغذائي (الميتابوليك)، والتي تشمل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والسمنة. وغالبًا ما يكون لدى المصابين بهذه الحالات مستويات أعلى من مؤشرات الالتهاب في أجسامهم.
أنواع وأعراض الالتهاب
هناك نوعان رئيسيان للالتهاب، وهم: الحاد والمزمن.
1. الالتهاب الحاد
ينتج عن إصابة أو مرض، وتتمثل علاماته الخمس الرئيسية فيما يلي:
الألم: قد يكون مستمرًا أو يظهر فقط عند لمس المنطقة المصابة.
الاحمرار: يحدث نتيجة لزيادة تدفق الدم إلى الشعيرات الدموية في المنطقة.
فقدان الوظيفة: قد تظهر صعوبة في تحريك مفصل أو التنفس أو الإحساس بالشم، وما إلى ذلك.
التورم: يمكن أن يتطور ما يسمى بـ الوذمة نتيجة لتراكم السوائل.
الحرارة: قد تصبح المنطقة المصابة دافئة عند اللمس بسبب زيادة تدفق الدم.
لا تكون هذه العلامات الخمس موجودة دائمًا، ففي بعض الأحيان يكون الالتهاب "صامتًا" بدون أعراض واضحة. وقد يشعر الشخص أيضًا بالتعب والضيق العام وارتفاع في درجة الحرارة. تستمر أعراض الالتهاب الحاد بضعة أيام، بينما يستمر الالتهاب شبه الحاد من أسبوعين إلى ستة أسابيع.
2. الالتهاب المزمن
يمكن أن يستمر الالتهاب المزمن لأشهر أو سنوات، ويرتبط أو قد يرتبط بأمراض مختلفة، مثل:
- السكري.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- التهاب المفاصل وأمراض المفاصل الأخرى.
- الحساسية.
- مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
- الصدفية.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
تعتمد الأعراض على طبيعة المرض، ولكنها قد تشمل الألم والتعب.
قياس الالتهاب في الجسم
عندما يكون الالتهاب موجودًا، تكون مستويات مواد تُعرف باسم المؤشرات الحيوية (Biomarkers) أعلى من المعتاد. من أمثلة هذه المؤشرات البروتين التفاعلي C (CRP). إذا أراد الطبيب اختبار وجود الالتهاب، فقد يقيس مستويات هذا البروتين. تميل مستويات البروتين التفاعلي C إلى الارتفاع لدى كبار السن والمصابين بأمراض مثل السرطان والسمنة، وقد يحدث فرق في مستوياته حتى بسبب النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
الأسباب الرئيسية للالتهاب
يحدث الالتهاب عندما يؤدي عامل جسدي إلى تحفيز رد فعل مناعي. لا يعني الالتهاب بالضرورة وجود عدوى، ولكن العدوى يمكن أن تسببه.
أسباب الالتهاب الحاد
يمكن أن ينتج الالتهاب الحاد عن:
- التعرض لمادة، مثل لسعة نحلة أو الغبار.
- الإصابة.
- العدوى.
عندما يكتشف الجسم ضررًا أو عوامل ممرضة، يقوم الجهاز المناعي بتحفيز عدد من التفاعلات التي تؤدي إلى:
تراكم بروتينات البلازما في الأنسجة، مما يؤدي إلى تراكم السوائل وظهور التورم.
إطلاق نوع من خلايا الدم البيضاء تُسمى الخلايا المتعادلة (Neutrophils)، والتي تحتوي على جزيئات تساعد في مكافحة العوامل الممرضة.
توسع الأوعية الدموية الصغيرة لتمكين خلايا الدم البيضاء وبروتينات البلازما من الوصول إلى موقع الإصابة بسهولة أكبر.
يمكن أن تظهر علامات الالتهاب الحاد في غضون ساعات أو أيام. وتشمل العوامل والعدوى التي قد تؤدي إليه ما يلي:
- التهاب الشعب الهوائية الحاد، والتهاب الزائدة الدودية
- التهاب الحلق الناتج عن البرد أو الإنفلونزا.
- صدمة جسدية أو جرح.
أسباب الالتهاب المزمن
مكن أن يتطور الالتهاب المزمن إذا كان لدى الشخص:
الحساسية: يحدث الالتهاب عندما يستشعر الجسم شيئًا لا ينبغي أن يكون موجودًا، ويمكن أن تؤدي فرط الحساسية تجاه محفز خارجي إلى الإصابة بحساسية.
التعرض: يمكن أن يؤدي التعرض طويل الأمد ومنخفض المستوى لمادة مهيجة، مثل مادة كيميائية صناعية، إلى التهاب مزمن.
اضطرابات المناعة الذاتية: يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الأنسجة السليمة، كما يحدث في الصدفية.
أمراض الالتهاب الذاتي: يؤثر عامل وراثي على طريقة عمل الجهاز المناعي، كما في مرض بهجت.
الالتهاب الحاد المستمر: في بعض الحالات، قد لا يتعافى الشخص تمامًا من الالتهاب الحاد، مما قد يؤدي إلى التهاب مزمن.
تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالالتهاب المزمن ما يلي:
- التقدم في السن.
- السمنة.
- نظام غذائي غني بالدهون غير الصحية والسكر المضاف.
- التدخين.
- انخفاض الهرمونات الجنسية.
- الإجهاد (التوتر).
- مشاكل النوم.
وتشمل الأمراض المزمنة التي يربطها الأطباء بالالتهاب: الربو، قرحة المعدة المزمنة، السل، التهاب المفاصل الروماتويدي، التهاب اللثة، التهاب القولون التقرحي، ومرض كرون، التهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الكبد النشط.
في حين أن الالتهاب يلعب دورًا حيويًا في الشفاء، فإن الالتهاب المزمن قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض مختلفة، بما في ذلك بعض أنواع السرطان، وتصلب الشرايين، وحمى القش.
خيارات العلاج الشائعة للالتهاب
يعتمد علاج الالتهاب على سببه وشدته.
علاج الالتهاب الحاد
قد يصف الطبيب علاجًا لإزالة سبب الالتهاب، أو للتحكم في الأعراض، أو كليهما.
الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs): لا تزيل هذه الأدوية سبب الالتهاب، لكنها تساعد في تخفيف الألم والتورم والحمى. تعمل عن طريق مقاومة إنزيم يساهم في الالتهاب. تشمل الأمثلة نابروكسين وإيبوبروفين والأسبرين. يجب استخدامها على المدى الطويل فقط بناءً على توصية الطبيب، نظرًا لآثارها الجانبية المحتملة، كما أن الأسبرين غير مناسب للأطفال.
مسكنات الألم: يمكن لمسكنات الألم أن تخفف الألم ولكنه لا يقلل من الالتهاب، مما يسمح له بمواصلة دوره في الشفاء.
الكورتيكوستيرويدات: وهي نوع من الهرمونات الستيرويدية تؤثر على آليات مختلفة مرتبطة بالالتهاب. يمكن أن تساعد في علاج حالات مثل التهاب المفاصل والذئبة الحمامية والربو. قد يكون الاستخدام طويل الأمد لها ضارًا، ويجب استشارة الطبيب حول مخاطرها وفوائدها.
علاج الالتهاب المزمن
يعتمد علاج الأمراض التي تنطوي على التهاب طويل الأمد على الحالة. تعمل بعض الأدوية على قمع ردود الفعل المناعية للجسم، مما يمكن أن يخفف أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي والصدفية وتفاعلات المناعة الذاتية المماثلة. ومع ذلك، يمكن أن تجعل هذه الأدوية الجسم أقل قدرة على مكافحة العدوى في حال حدوثها.
كما يحتاج الأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة لمنع أجسادهم من رفض العضو الجديد، وعليهم أيضًا توخي المزيد من الحذر لتجنب التعرض للعدوى.
طرق طبيعية للمساعدة في العلاج
الأعشاب والمكملات الغذائية: تظهر بعض المكملات العشبية، مثل الزنجبيل، والكركم، والقنب، خصائص مضادة للالتهابات.
النظام الغذائي المضاد للالتهابات: تحتوي بعض الأطعمة على مغذيات قد تساعد في تقليل الالتهاب، ومنها: زيت الزيتون، والأطعمة الغنية بـ الألياف، والطماطم، والمكسرات مثل الجوز واللوز، والأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، والفواكه بما في ذلك التوت البري والبرتقال. النظام الغذائي وحده لا يتحكم في الالتهاب، ولكن اختيار الأطعمة المناسبة قد يساعد في منع تفاقمه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا


