من قصص القرآن الكريم، كيف نجا "هارون" من الذبح بأمر فرعون؟
نستعرض في السطور التالية مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة.
نجاة "هارون" من القتل، وحيلة الأم لإخفاء "موسى"
أمر ملك مصر بذبح كل مولود ذكر، فكيف نجا "هارون" من القتل؟!
هذا التساؤل أجب عنه غير واحد من المفسرين، فأوضحوا أن القبط شكوا إلى فرعون قلة عدد بني إسرائيل، بسبب قتل أبنائهم الذكور، وخشوا أن يتناقص العدد أكثر مع موت كبار السن وقتل الصغار، فيصيرون هم (السادة) من يقوم بالأعمال الشاقة التي كان يقوم بها بنو إسرائيل (العبيد)، فأمر فرعون بقتل الأبناء عاما، وأن يُتركوا عاما، فولد هارون، عليه السلام، في عام المسامحة عن قتل الأبناء، وبهذا نجا من الذبح.
أما موسى، عليه السلام، فقد وُلِد في عام قتلهم، فضاقت أمه به ذرعا، وأصيبت بالرعب من لحظة شعورها بأنها حملت به، ولم يكن يظهر عليها أعراض الحمل، فلما وضعت ألهمها الله، سبحانه، أن تصنع له تابوتا، فربطته في حبل، وكانت دارها متاخمة للنيل، فكانت ترضعه، فإذا خشيت من أحد وضعته في ذلك التابوت فأرسلته في البحر، وأمسكت طرف الحبل عندها، فإذا ذهبوا استرجعته إليها به.
ولا تخافي ولا تحزني
وفي ذلك، قال الله تعالى: "وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين. فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين. وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون" (القصص: 7 – 9).
وهذا إلهام وإرشاد من الله، عز وجل، لأم موسى، وليس هو بوحي نبوة; كما زعم ابن حزم، وغير واحد من المتكلمين، بل الصحيح ما حكاه أبو الحسن الأشعري عن مذهب أهل السنة والجماعة، ويروي السهيلي أن اسم أم موسى "ياوخ"، وقيل: "أياذخت".
أن لا تخافي ولا تحزني
ويعني هذا أنها أُرشدت إلى ذلك، وأُلقي في خلدها وروعها أن لا تخافي ولا تحزني، فإنه إن ذهب فإن الله سيرده إليك، وإن الله سيجعله نبيا مرسلا، يُعلي كلمته في الدنيا والآخرة، فكانت تصنع ما أُمرت به، فأرسلته ذات يوم، ونسيت أن تربط طرف الحبل عندها، فذهب مع النيل سابحا مع التيار، فمر على دار فرعون فالتقطه آل فرعون، وفي هذا يقول الله تعالى: "ليكون لهم عدوا وحزنا".
وأوضح المفسرون أن الجواري التقطنه من البحر في تابوت مغلق عليه، فلم يتجاسرن على فتحه، حتى وضعنه بين يدي امرأة فرعون; "آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد"، الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف، عليه السلام.
وأيضا قيل: إنها كانت من بني إسرائيل من سبط موسى. وقيل: بل كانت عمته.
قرة عين لي ولك
فلما فتحت التابوت، وكشفت الحجاب، رأت وجه الطفل يتلألأ بتلك الأنوار النبوية والجلالة الموسوية، فلما رأته ووقع نظرها عليه أحبته حبا شديدا، فلما جاء فرعون قال: ما هذا؟! وأمر بذبحه، فاستوهبته منه ودفعت عنه، وقالت: قرة عين لي ولك، فقال لها فرعون: أما لك فنعم، وأما لي فلا. أي: لا حاجة لي به. والبلاء موكل بالمنطق. وقولها: عسى أن ينفعنا وقد أنالها الله ما رجت من النفع; أما في الدنيا فهداها الله به، وأما في الآخرة فأسكنها جنته بسببه أو نتخذه ولدا وذلك لأنهما تبنياه; لأنه لم يكن يولد لهما ولد.
يقول الله سبحانه: "وهم لا يشعرون"، أي: لا يدرون ماذا يريد الله بهم، أن سخَّرهم لالتقاطه، من النقمة العظيمة بفرعون وجنوده.
وفي تفاسير أهل الكتاب أن الذي التقطت موسى وربته ابنة فرعون، وليس لامرأته ذكر إطلاقا. وهذا من أخطائهم في كتاب الله، عز وجل.
فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون
"وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين. وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون. وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون. فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون" (القصص: 10 – 13).
قال عدد من الصحابة: "وأصبح فؤاد أم موسى فارغا"، أي: من كل شيء من أمور الدنيا إلا من أمر موسى، "إن كادت لتبدي به"، أي: لتظهر أمره وتسأل عنه جهرة. "لولا أن ربطنا على قلبها"، أي: صبرناها وثبتناها لتكون من المؤمنين. "وقالت لأخته"، وهي ابنتها الكبيرة: "قصيه"، أي: اتبعي أثره واطلبي لي خبره، "فبصرت به عن جنب"، عن بعد.
"وهم لا يشعرون"، جعلت تنظر إليه وكأنها لا تريده.
وحرَّمنا عليه المراضع
ولما استقر موسى، عليه السلام، بدار فرعون، أرادوا أن يغذوه برضاعة، فلم يقبل ثديا ولا أخذ طعاما، فحاروا في أمره واجتهدوا في ذلك، أي على تغذيته بكل ممكن فلم يفعل، كما قال تعالى: "وحرمنا عليه المراضع من قبل"، فأرسلوه مع القوابل والنساء إلى السوق; لعلهم يجدون من يوافق رضاعته، فبينما هم وقوف به والناس عكوف عليه، إذ بصرت به أخته، فلم تظهر أنها تعرفه، بل قالت: "هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون".
فرددناه إلى أمه
فما قالت ذلك، قالوا لها: ما يدريك بنصحهم وشفقتهم عليه؟، فقالت: رغبة في صهر الملك، ورجاء منفعته. فأطلقوها وذهبوا معها إلى منزلهم، فأخذته أمه، فلما أرضعته التقم ثديها وأخذ يمتصه ويرتضعه، ففرحوا بذلك فرحا شديدا، وذهب البشير إلى آسية يعلمها بذلك، فاستدعتها إلى منزلها، وعرضت عليها أن تكون عندها، وأن تحسن إليها، فأبت عليها، وقالت: إن لي بعلا وأولادا، ولست أقدر على هذا إلا أن ترسليه معي.
فأرسلته معها، ورتبت لها رواتب، وأجرت عليها النفقات والكساوى والهبات، فرجعت به تحوزه إلى رحلها، وقد جمع الله شمله بشملها، قال الله تعالى: "فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن. ولتعلم أن وعد الله حق"، أي: كما وعدناها برده ورسالته، فهذا رده، وهو دليل على صدق البشارة برسالته ولكن أكثرهم لا يعلمون.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا




