من قصص القرآن الكريم.. يوسف عليه السلام، لهذه الأسباب غار منه إخوته وتآمروا للتخلص منه
في هذه السلسلة نستعرض مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة.
يوسف عليه السلام.. النبي الوحيد من أبناء يعقوب
يوسف، عليه السلام، هو أحد أبناء سيدنا يعقوب، عليه السلام، الإثنا عشر، والذين تنتهي إليهم أسباط بني إسرائيل، وكان سيدنا يوسف أعظمهم قدرًا، وقيل إنه النبي الوحيد من أبناء سيدنا يعقوب.
وجاءت القصة في القرآن الكريم في سورة كاملة، وذُكر اسم يوسف، عليه السلام، في القرآن الكريم ستًا وعشرين مرة، منها أربعًا وعشرين في سورة "يوسف"، وهي مدنية.
وقد حكى القرآن الكريم قصة يوسف الصديق عليه السلام، لتكون عبرة وعظة تسير عليها الأجيال وتتعلم منها الكثير من العظات.
سيدنا يوسف هو ابن النبي يعقوب ابن النبي إسحاق ابن النبي إبراهيم عليهم السلام، فهو من عائلة شرفها الله بالنبوة والرسالة، ولذلك سمي بـ"الكريم بن الكريم بن الكريم"، وهو من أنبياء بني إسرائيل الذين بعثهم الله لقومهم خاصة يدعونهم إلى الهدى والتوحيد، ويعلمونهم الكتاب والحكمة.
مولد يوسف
ولد يوسف عليه السلام وأخوته في الأرض المقدسة التي كانوا يقطنون فيها قبل أن يخرجوا مهاجرين إلى مصر، وقد ظل يوسف، عليه السلام، في مصر عندما مكن الله له في الأرض، ولكن نفسه وقلبه ظلا معلقين بالأرض المقدسة، فقيل بأنه أوصى بأن يدفن بعد موته فيها، ولذلك حمل يوشع بن نون تابوت يوسف، عليه السلام، من مصر إلى الأرض المقدسة، فقيل إنه دفن هناك في البلدة القديمة في نابلس.
تبدأ قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع الرؤيا التي رآها في منامه، فقد رأى أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر ساجدين له: "إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَٰٓأَبَتِ إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَٰجِدِينَ (4) قَالَ يَٰبُنَىَّ لَا تَقْصُصْ رُءْيَاكَ عَلَىٰٓ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا۟ لَكَ كَيْدًا إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ لِلْإِنسَٰنِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5) وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُۥ عَلَيْكَ وَعَلَىٰٓ ءَالِ يَعْقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَا عَلَىٰٓ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْحَٰقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ". (يوسف: 4 – 5).
حكى يوسف رؤياه لأبيه يعقوب، عليه السلام، الذي أمره بأن يكتمها عن أخوته حتى لا يضمروا له الشر والمكيدة، وقد تحققت تلك الرؤيا حينما جاء يعقوب عليه السلام مع أبنائه من الأرض المقدسة إلى فلسطين، ورفع يوسف أبويه على العرش وخروا له سجدًا.
نشأة سيدنا يوسف
ترعرع يوسف، عليه السلام، في بيت أبيه يعقوب، عليه السلام، يتنعم بمحبة أبيه وعطفه وحنانه، وكان يوسف منذ صغره يتصف بمكارم الأخلاق، وقد اجتمعت فيه كل صفات الحسن في الخُلق والشكل والهيئة منذ نعومة أظافره، فأحبه والده، وتعلق به قلبه من بين إخوته.
وقد زاد من قدره عند أبيه الرؤيا التي رآها في منامه، فقد عرف منها أبوه أنها دلالة على أنه سيكون من الأنبياء الصالحين ذوي الشأن في الدنيا والآخرة، تلك الرؤيا أخبر يوسف أباه أنه رأى فيها أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر جميعهم يسجدون له.
طلب يعقوب من ابنه الصالح ألا يقص تلك الرؤيا على إخوته؛ حتى لا تجلب له الكره والحقد والحسد، فالشيطان يتربص بالناس، ويجعل بينهم العداوة والبغضاء.
ومع ذلك فلم يستطع يعقوب إخفاء فرحته التي زادت من قدر محبته لهذا الصبي الذي بدت عليه ملامح النبوة، فما كان من إخوة يوسف إلا نزغ الشيطان في صدورهم، وأشعل نيران الحقد والحسد في قلوبهم، وباتوا فريسة للشيطان.
مؤامرة الإخوة
أخذ الإخوة يفكرون فيما بينهم ويخططون ويمكرون كيف يتخلصون من هذا الطفل -أخيهم الصغير- الذي استحوذ ببراءته وحسن أخلاقه على قلب أبيه، حتى أجمعوا أمرهم على أن يلقوه في بئر عميقة.
تنفيذ مؤامرة التخلص من يوسف
وبدأوا بالفعل في تنفيذ مخططهم، وطلبوا من أباهم أن يخرجوا جميعًا ليروحوا عن نفسهم.
وأمام إلحاحهم، وافق الوالد على إرسال يوسف مع إخوته لقضاء بعض الوقت في اللعب واللهو.
فخرج الإخوة بـ يوسف إلى مكان بعيد، وقد عقدوا العزم على تنفيذ خطتهم، ثم وصلوا إلى مكان فيه بئر عميق، فألقوا فيه أخاهم من غير شفقة ولا رحمة، ثم عادوا أدراجهم، وقد حملوا قميص يوسف معهم، ولوثوه ببعض الدماء؛ ليخفوا حقيقة ما جرى، وليدعوا، كاذبين، أن ذئبًا ضاريًا هاجم أخاهم على حين غفلة منهم، فأكله!
“وَجَاۤءُوۤ أَبَاهُمۡ عِشَاۤء یَبۡكُونَ. قَالُوا۟ یَـٰۤأَبَانَاۤ إِنَّا ذَهَبۡنَا نَسۡتَبِقُ وَتَرَكۡنَا یُوسُفَ عِندَ مَتَـٰعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئۡبُۖ وَمَاۤ أَنتَ بِمُؤۡمِن لَّنَا وَلَوۡ كُنَّا صَـٰدِقِینَ”. (يوسف ١٦-١٧).
وما أن سمع يعقوب بالقصة حتى شعر بأنهم قد دبروا أمرًا وأصابوا أخاهم بشر، ولكن ماذا عساه أن يفعل، والأدلة بين يديه لا تقوى على إدانة مرتكب الجريمة، فسلَّم أمره إلى الله، طالبًا منه الصبر على هذا المصاب الجلل.
وفي سورة "يوسف"، ينتقل المشهد القرآني ليخبرنا عن يوسف، وقد أصبح في أسفل البئر، وبينما هو على هذه الحالة، إذ بقافلة من قوافل التجار تمر من هناك، ثم تنزل قرب البئر قاصدة الاستراحة والتزود بالماء والطعام، وما إن يلقي بعض رجال القافلة حبل السقاية في البئر طلبًا للماء، حتى يتبين لهم أن غلامًا في البئر، فيفرح بذلك فرحًا شديدًا، ويخبر رفاقه بهذا البضاعة التي كسبها من غير تقدير ولا تدبير.
واستقر تجار القافلة على بيع الصبي الذي وجدوه، ومن ثم عرضوه للبيع على بعض المارة، فاشتراه بثمن زهيد! ويبدو أن الذي اشتراه كان صاحب جاه ومنصب ومكانة، وكان قبل ذلك صاحب توفيق؛ إذ أن شراءه لهذا الغلام سوف يجلب له الخير في المستقبل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

