رئيس التحرير
عصام كامل

سور السفارة البريطانية من الإزالة 1955 إلى التعرية 2025!

18 حجم الخط

أي ريح تهب على مصر هذه الأيام؟ خمسينية، ستينية على كل حال.. والقصة ببساطة وباختصار تقول: قاد أبناء الجيش العظيم بلدهم بعد ثورة يوليو في طريق التحديث.. شعب بين جوعى ومرضى.. عمال وفلاحون بلا أي حقوق.


نِسَب الأمراض المتوطنة والأميين والحفاة والعاطلين كارثية.. مؤسسات دولة حديثة لا توجد.. لا مخابرات عامة ولا دستورية عليا، نيابة إدارية ولا رقابة إدارية ولا مركزي للمحاسبات بشكله المعاصر، ولا تعبئة وإحصاء ولا تنظيم وإدارة ولا أي معاهد للقلب والكبد والأورام ولا أي مراكز بحثية مثل القومي للبحوث ولا للإسكان ولا للزراعة ولا أي شيء.. و.. ولا حتى كورنيش للنيل! أيوه.. الكورنيش الحالي لم يكن موجودًا.. أصلًا!


أحد أبناء الضباط الأحرار اختاره جمال عبد الناصر لوزارة تعادل التنمية المحلية اسمها الشئون البلدية والقروية، وقرر إنشاء كورنيش يكون متنفسًا يليق بالقاهرة ويستحقه المواطن المصري الذي حُرم طويلًا! كان السيد عبد اللطيف البغدادي!


انطلق العمل في عام 1955 من شبرا الخيمة إلى حلوان.. وعند جاردن سيتي اصطدم المشروع بمبنى السفارة البريطانية الذي كان يمتد إلى قرب مياه النيل!
 

تحاور رجال الثورة مع رجال السفارة.. وشرحوا لهم الموقف.. لكن العجرفة البريطانية كانت سيدة الموقف.. لم تزل تتعامل وكأن الملك موجود.. وكانوا يتدخلون معه في كل شيء.. وكل شيء يعني كل شيء..


قرر البغدادي إبلاغ جمال عبد الناصر بالتفاصيل.. طلب منه عبد الناصر الاستمرار في التنفيذ مهما بلغ الأمر.. وحرصًا على إلقاء التبعة على الإنجليز طلب من البغدادي إبلاغهم بمهلة 48 ساعة لتجهيز المكان للمعدات المصرية وللمهندسين المصريين!


لم تلتزم السفارة البريطانية في تحدٍّ واستفزاز.. لكن الأهم الرغبة في استطلاع قوة الإرادة المصرية وطريقة تعامل رجال الثورة مع التحديات!
 

وجاء الرد.. روايتان لحل الأزمة.. الأولى حلها بالقوة: المعدات المصرية تهدم سور السفارة وتقتلع أشجار الحديقة وتفسح الطريق للمعدات! الثانية خضوع الجانب البريطاني للتعليمات المصرية فور وصول المعدات وانتهائها قبل هدم السور!


هذه تعتبر أرضًا بريطانية كما يقول القانون الدولي؟! وكان الرد: أرض السفارة أرض بريطانية نعم.. لكن هذا بروز مخالف للطريق وتعدٍّ على أرض مصرية! في كل الأحوال أُزيل السور بطول كبير ومؤثر.. واستكملت مصر أعمالها متحدية الدولة الأعظم وقتها.. وكأنها أمريكا اليوم.. وانتهى الكورنيش في زمن قياسي!


اليوم.. تسحب مصر رجالها من حول السور نفسه الذي أُزيل عام 1955 وتتركه عاريًا إلا من أمن السفارة! وبعد عشرات السنين من تأمين مبالغ فيه.. وتعقيدات بلا معنى في حركة السكان ومعيشتهم!
وحتى لو مستحق، فأصحابه أولى به! عليهم حماية سفارتهم برجالهم!
 


الكرامة لا تتجزأ.. وإقرار مبدأ المعاملة بالمثل مبدأ قانوني وأخلاقي أيضًا، وحق أصيل لكل بلد تعتز بكرامتها وتحترم نفسها وقرارها مستقل.. بشرط أن تعتز بكرامتها وتحترم نفسها ويكون قرارها مستقلًا! ومصر اليوم -ولله الحمد- تعتز بكرامتها وتحترم نفسها وقرارها مستقل!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية