رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الناصر بين عمر التلمساني وعلياء المهدي!

18 حجم الخط

يقول الإرهابي عمر التلمساني عن السد العالي، وقد أصدر كتابه "قال الناس ولم أقل في عبد الناصر"، والكتاب كله جمع لبذاءات وأكاذيب لبعض كتاب الصحف القومية.. أيوه والله مقالات بالصحف القومية المصرية وليست إخوانجية، أو للدقة إلى جوارها جنبًا إلى جنب بما يعكس حجم الانحطاط الذي عومل به قائد ثورة البلاد ومحررها من الاحتلال، ومؤسس نظامها الجمهوري، ومؤمم قناتها، وباني سدها العالي، من صحف السبعينيات ومن السبعينات كلها، بل أعدّ التلمساني جزءًا ثانيًا منه..

يقول الزبون حرفيًا بعد أن تحدث طويلًا:
"لم يبقَ شر من الشرور لم يجلبه علينا هذا السد البغيض، الذي لم يُقم لمصلحة مصر، ولكن إرضاءً لغرور أجوف ملأ جوانب حاكم لم يُؤتَ من العلم والرحمة والوفاء للوطن والتقدير للعقيدة، لا قليلًا ولا كثيرًا... اهدموا السد قبل فوات الأوان"!

 

بينما تقول علياء المهدي، عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية السابقة، في تعليقها على تصريحات عمرو موسى التي هاجم فيها جمال عبد الناصر قبل أيام، في جملة اتهامات، نتوقف اليوم عند ما قالته عن السد والزراعة. فتقول -وبعد الاعتراف ببعض مزايا السد-:

"توقف تدفق طمي النيل الخصب القادم من بحيرة فيكتوريا وهضبة الحبشة في موسم الفيضان للأراضي الزراعية في كل وادي النيل والدلتا. فقد احتُجز كله خلف السد العالي ولم يدخل لشريان نهر النيل.. وهو ما أثّر سلبًا على إنتاجية الفدان الزراعي في معظم المحاصيل.. ناهيكم عن أن تفتيت الأرض الزراعية بسبب تحديد الملكية حال دون استخدام تكنولوجيا متطورة لا يسمح بها سوى إنتاج لمساحات كبيرة"!

 

مع السد كان تفتيت الأرض الزراعية.. كانت "لبانة" إعلام الإخوان فترة طويلة. ولكن اختصارًا نجمع ما يربط بين الرأيين إلى ما يقترب من التطابق. ولأن علياء المهدي – عميدة الاقتصاد والعلوم السياسية السابقة – لا تبحث في الأبحاث، ولا تطالع الكتب، ولا تراجع المراجع، ولا تمارس البحث العلمي فيما تكتب، ولم تقرأ مثلًا مذكرات سيد مرعي صهر السادات ووزير الزراعة الأسبق، ولا الانهيار بعد عبد الناصر لماذا؟! لعادل حسين، ولا أي شيء عن الزراعة في مصر، ولا اي شئ من تقارير دولية معتبرة  بل ردّدت كلام التلمساني وجماعته طوال النصف قرن الأخير، لذلك لا تعرف الآتي:

 

الجيل الذي تسلّم الأرض في عام ١٩٥٢ أغلبه كان على قيد الحياة عند رحيل عبد الناصر، وبالتالي فكرة تفتيت الأرض بالتوريث لم تبدأ. ولو بدأت، فقد قررت الدولة وضع الإصلاح الزراعي بعد إقراره نظام الدورة الزراعية، الذي ينظم الري والمحاصيل لمساحات كبيرة تصل إلى زمام قرى أو مدن بأكملها. وهو السر وراء إنشاء الجمعيات الزراعية (زي محسوبك عباس بك أو يوسف شعبان رئيس واحدة منهم في فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي). 

ولكن ماذا جرى لهذه الجمعيات؟! خد عندك:

زارت مصر عام ١٩٧٥ بعثة وُصفَت وقتها بأنها "عالية المستوى" مما سُمّي "هيئة التنمية الأمريكية"، التي أوصت بإلغاء الاتحاد التعاوني. فصدر في العام التالي ١٩٧٦ قرار بحل الاتحاد التعاوني، فتفككت ٥ آلاف جمعية تعاونية زراعية، وبدأ التفتيت الفعلي!

 

في العام السابق له مباشرة صدر القرار رقم ٦٩ لسنة ١٩٧٤ بإلغاء وصاية الدولة على الأرض غير المملوكة! بما يعني أن كل أرض يستأجرها الفلاح الصغير من الدولة ستعود للإقطاعي الذي أُخذت منه مرة أخرى!

ثم كان مسك الختام في هذه الفترة عندما أصدر الرئيس السادات القانون ١١٧ لسنة ١٩٧٦ بتحويل بنك الفلاحين، واسمه الشهير بنك التنمية والائتمان الزراعي، إلى بنك تجاري!! بما يعني نهاية عصر دعم الزراعة والمزارعين، ويكون الربح هو الهدف الأول والأخير!!

 

لماذا لا تُتعب علياء المهدي – عميدة كلية الاقتصاد... الخ – نفسها وتبحث وتفتش؟! وإذا كانت واحدة بالمكانة التي تولتها تعيش على الثقافة السمعية، فماذا يفعل البسطاء؟!

على كل حال.. للحديث بقية..

آه.. لحظة واحدة يا قراء.. لحظة لحظة.. أوعى حد يغيّر المقال.. كنت هنسى أقدّم لكم هذه الإحصائية عن أرقام الإنتاج الزراعي في ختام عهد جمال عبد الناصر.. والأهم أنها بعد ٦٧، اللي بيقولوا آثارها لليوم، حيث تقول الأرقام المعتبرة – مش من التلمساني وجماعته وفيسبوكهم –:

بلغ إنتاج القطن ٨.٧ مليون قنطار عام ٦٦/٦٧ وقفز إلى ١٠.٨ مليون قنطار عام ١٩٧٠، بمتوسط إنتاج للفدان ٦.٦ قنطار، بزيادة قدرها ٢٤٪ كأعلى عائد للمحصول في تاريخ البلاد!!

أما القمح فارتفع من ٨.٦ مليون أردب إلى ١٠.١ مليون.. بينما زاد إنتاج الذرة الشامية من ١٥.٢ مليون أردب عام ٦٦/٦٧ إلى ١٦.٩ مليون عام ٦٩/٧٠ بزيادة ١.٧ مليون أردب، حققت اكتفاءً ذاتيًا لمصر وقتها ولأول مرة!!

أما محصول قصب السكر فقد ارتفع من ٣.٤ مليون طن قصب سكر عام ٦٦/٦٧، أنتجت ٣٨٠ ألف طن سكر، إلى ٥ ملايين طن قصب سكر أنتجت ٥٤٦ ألف طن سكر عام ٦٩/٧٠ بنسبة زيادة بلغت ٤٠٪!

طب تصدّقوا.. والله اللي اختشوا ماتوا فعلًا! بس حتى لو ماتوا... للحديث بقية في الرد على الكتابات "المهدية"!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية