الديكتاتور الأسطورة الذي لا يعرفه عمرو موسي!

ثلاث سنوات من الحرب في بلاده تسببت في مشكلات عميقة سياسية واقتصادية واجتماعية مركبة.. شعب فقير يعاني معاناة مريرة من أجل لقمة العيش، واقتصاد متراجع للغاية، كل صادراته تصل في العام إلى ما يقارب الـ ٥٠ دولارًا!

يقرر، وهو ضابط جيش كبير، الإطاحة بكل القادة السياسيين في البلاد، ويفرض نظامًا جديدًا قمعيًا يلغي فيه الأحزاب وحرية الصحف، ويفصل المئات من كبار الموظفين من أعمالهم، ويصادر ممتلكات كبيرة ومتوسطة، ويصدر ما يشبه قرارات العزل السياسي، ويعتقل الآلاف ويعدم المئات، وتصفه الصحف الغربية بالديكتاتور الرهيب!

يغلق بلده على نفسها ويبدأ في توجيه الاقتصاد بخطة محددة، تعتمد على إنجاز من جملة واحدة: "التصنيع للتصدير".. ويبدأ في شق الطرق وفق مشروعات عملاقة رفضها البنك الدولي! يحدد عمل الشركات الرأسمالية في بلاده وفق أولويات الخطة، حتى غادر البلاد العديد من رجال الأعمال.. 

لكنه يستمر في توجيه الشركات وتوزيع الاقتصاد على من تبقى منها، ويقترض بضمانات حكومية ليشرك بعض أصحاب الشركات الكبيرة ويعتمد عليهم، ويبحث عن آخرين يشجعهم لتدور عجلة الاقتصاد، الذي دارت ماكينات صناعته وبدأت في توفير احتياجات محلية. 

وتهاجم الصناعات الوليدة، لكن بالصبر عليها وتطويرها انطلقت إلى جيرانه من الدول المحيطة، ثم إلى ما بعدها، ثم إلى العالم كله بماركات شهيرة جدًا تكاد لا تخلو من أي عاصمة بمنتجاتها الثقيلة، ولا من أي بيت بمنتجاتها الكهربائية والإلكترونية!

إنه الرئيس الكوري الجنوبي بارك هيه.. الذي انتهت مسيرته عام 1979، ولعدة أعوام هوجم الرجل الذي رفع صادرات بلاده إلي مليار دولار في عشر سنوات تقريبًا! وبعد توليه السلطة يزور مصر ليشهد كيف تقدمت بلادنا في عشر سنوات 1952- 1962، العام الذي تولى فيه السلطة!!

اليوم دار التاريخ دورته.. ولأنهم في كوريا بغير إخوان، وليس عندهم عمرو موسى ولا علياء المهدي ولا لميس جابر ولا يوسف زيدان ولا باقي الشلة.. التي لا ترى من تاريخ قائد ثورتها ومؤسس نظامها الجمهوري، والرجل الذي أعاد للفلاحين أرضهم، والعمال كرامتهم، واسترد لمصر كلها قناتها، وأطلق ثورتها الصناعية وشيد لها سدها العالي.. إلا أنه كان ديكتاتورًا! وكأننا كنا قبله وبعده في واحات من الديمقراطية!

كارثة أبو تلات والبحث عن المجرم الحقيقي!

ملف المتحدث الرسمي!

اليوم.. هناك.. لا أحد يذكر للرجل إلا أنه مؤسس كوريا الحديثة.. اختارته التايمز كواحد من أهم عشرة قادة في آسيا في القرن العشرين.. حكم بلاده بالحديد والنار في ظروف مضطربة وأجواء استثنائية ليؤسس سادس أكبر قوة اقتصادية في العالم، ويضعها على طريق التقدم والتحديث.. لم يُضف إلى جهده إلا شرطا واحدا.. أنهم أكملوا بعده ما بدأه!
سنحتاج بعض الوقت.. لتنظيف كل شيء في بلادنا.. من الشوارع إلى النخبة!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.