رئيس التحرير
عصام كامل

أيام عشناها (3)

18 حجم الخط

عايشت الإخوان المسلمين في ذروة أمجادهم، إبان سيطرتهم على النقابات المهنية، أداء أعضاء الجماعة في صفوف المعارضة وحماسهم الشديد تجاه قضايا المسلمين والعروبة في مختلف بقاع الأرض أبهر الشعب المصري.. صدقنا أنهم قومٌ يرجون رحمة الله، ويستهدفون خدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان.

كانت أرقامهم في أي انتخابات يخوضونها خارقة لكل التوقعات.. استحوذوا على معظم مقاعد مجالس النقابات، باستثناء حالات نادرة، مثل نقابة الصحفيين.. لكنهم كانوا لا ينافسون على مقاعد النقباء على الإطلاق.. سياسة ذكية، لا تثير الشكوك، وناجحة بامتياز.

أقنعوا الجميع، حتى في اتحاد طلاب الجامعات، بأنهم أصحاب الأيدي المتوضئة، والذمم النظيفة، والصفحات الناصعة. استمر نجاحهم لفترة طويلة، وظللت، مع الملايين، مخدوعا بهم وبنصاعة ذواتهم، ونجاعة أسلوبهم، إلى أن كانت الطامة الكبرى، بعد هوجة يناير 2011.. ثم استحواذهم على مقاليد الحكم، ومفاصل الدولة المصرية.

وقبلها بسنوات وفي نقابة أطباء مصر، أشرفت على إصدار المجلة الناطقة بلسان النقابة والأطباء.. واختبرت إخلاص قيادات النقابة، فاكتشفت أنهم ليسوا ملائكة، بل بشر، لا يهمهم سوى السيطرة على مفاصل النقابة، وكل مناحي الحياة فيها، تاركين للدكتور حمدي السيد، نقيب الأطباء، مجرد المظاهر.. 

وساعدهم هو بانشغاله بالكثير من المهام، فقد كان، رحمه الله، عضوا بمجلس الشعب، ورئيس لجنة الصحة به، وأستاذا لأمراض القلب بجامعة عين شمس، وعضو هيئة تدريس في عدة جامعات، وصاحب مستشفى لجراحة القلب، ومشرفا على العديد من رسائل الدكتوراه.. إلخ مما لا تسعفني به الذاكرة!!

كنت لا أراه في النقابة إلا نادرا، بينما السيطرة الفعلية للدكتور أسامة رسلان، سكرتير عام النقابة، والأستاذ بكلية طب عين شمس. كان من بين أعضاء مجلس النقابة عصام العريان، أمين الصندوق المساعد، واختاروه لهذا المنصب رغم شهرته الفائقة بين الصحفيين والإعلاميين؛ لأنه كان مفوها، ومتحدثا لبقا.. بل شديد اللباقة، وكان صديقا للصحفيين.. إلى أن اكتشفتُ أنه كان يظهر غير ما يبطن.. فقد صار من الصقور بعد استيلاء جماعته على الحكم!

نال العريان عضوية مجلس الشعب، واصطدم بضابط شرطة ذات مرة، وسبه، وأخرجه عن شعوره، فلم يكن من الضابط إلا أن صفعه على وجهه.. وثارت ثائرة الإخوان، وصعدوا الأمور في مجلس الشعب، وقدموا استجوابا لوزير الداخلية، إلا أن الدكتور رفعت المحجوب، رئيس المجلس، آنذاك، وصاحب المقولة الشهيرة المجلس سيد قراره، تمكن من احتواء الأمور، وضبط الإيقاع، وأجهض الاستجواب.

أعتقد أن عصام العريان قضى من عمره داخل الزنازين أكثر مما عاش خارجها، وقد سافرتُ بصحبته أكثر من مرة، وقتها، إلى نقابات فرعية، وكان شديد الاحترام لكل الناس.

ولكن اكتشفت أن أموال التبرعات المخصصة لمساعدة مسلمي البوسنة والهرسك، والروهينجا، والفلسطينيين في الأراضي المحتلة، تذهب إلى أهالي المعتقلين من أعضاء الجماعة. وكانوا يقيمون حفلات إفطار في شهر رمضان بأموال لجنة الإغاثة.

وكان التنسيق بين أعضاء مجالس النقابات من الإخوان على أعلى مستوى، وظهر ذلك بوضوح أثناء أزمة القانون رقم لسنة 1991، ودعمهم نقيب الصحفيين، إبراهيم نافع، رحمه الله، بقوة، إلى أن تم  إسقاط القانون.

كان الشيخ القرضاوي يعقد ندوات في نقابة الأطباء لجمع التبرعات من أجل إنقاذ المسلمين الذين يواجهون حرب إبادة في البوسنة والهرسك. وأذكر أني كنت أقوم بتغطية تلك الندوات، وأتأثر كثيرا بخطبه وعباراته الرنانة.. ولكن اكتشفنا جميعا حقيقتهم الإرهابية بعد أحداث يناير 2011 ثم وصولهم للحكم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية