أيام عشناها (1)
كان المرحوم صفوت الشريف من أشطر وزراء الإعلام في تاريخ مصر.. أقاويل كثيرة تتردد حوله، تتعلق بممارسات غريبة بدرت منه، وحروب كثيرة خاضها، ونجح فيها ضد مراكز قوى في الحكومات المختلفة، أيام مبارك بالذات.
ليس هذا هو ما أريد أن نتكلم بشأنه الآن.. ما يعنيني أنه كان كـ"اللعيب الحريف" في مجال الإعلام.. ابتكر مهمة المتحدث الرسمي بإسم الحكومة، وكان، بالطبع، يجيد استخدام الألفاظ، وتوظيف الكلمات، والمصطلحات، فيسلط الأضواء على من يريد، ويضخم من أدائه، ويحجبها عمن يرغب، بل ويقزم دوره!
لم تكن الفضائيات، ووسائل التواصل الاجتماعي قد انتشرت كما هي الآن.. وبالتالي كانت السيطرة على القنوات الموجودة، التابعة لماسبيرو، أكثر سهولة.
في يوم 24 فبراير من عام 1986 قبل المغرب بقليل، كنت في طريقي إلى مدرسة الليسية الفرنسية بباب اللوق، حيث كان لديَّ موعد لإجراء امتحان تحريري لوظيفة مهمة.. فوجئت بأن الشوارع مغلقة.. عدت، مضطرا، ماشيا على أقدامي إلى المنزل، وكان وقتها قريبا من الشارع الشهير "أحمد حلمي" في شبرا.
هرولت إلى الراديو؛ لأنه لم يكن معتادا أن يبث التليفزيون أحداثا على الهواء مباشرة بسهولة.عندما كانت تقع أحداث مهمة، كنا نبادر إلى إدارة مؤشر الراديو إلى إذاعة لندن، لكي نعرف التفاصيل الحقيقية بدون تذويق، لأن حكوماتنا لم تكن تقول الحقيقة إطلاقا.
وقتها كان المرحوم عمر بطيشة هو رئيس الإذاعة، فوجئ المصريون بأن بطيشة يتحدث على الهواء مباشرة، من إذاعة صوت العرب إلى وزير الإعلام، آنذاك، صفوت الشريف.
الوزير بدأ يروي ما حدث بالتفاصيل والأرقام لبطيشة، الذي يحاوره، ويسأل، والوزير يجيب. كانت سابقة لم يعتدها الشعب المصري.. أن مسئولا يتحدث إلى المستمعين، ويعلن الحقائق كاملة.. إنبهر الناس، وبدأوا يتجمعون ليسمعوا الإذاعة!
وقتها لم نكن نعلم أن ما يحدث هو حلقات مدبرة في سلسلة حروب بين مسئولي الحكومة، وقد نجحت أطراف في الإطاحة بوزير الداخلية، طيب الذكر، أحمد رشدي، رحمه الله.
والبداية كانت بشائعة، سرت كالنار في الهشيم، عن مد فترة التجنيد الإجبارى لجنود الأمن المركزى من 3 سنوات إلى 4 سنوات، وتخفيض مرتباتهم لصالح حملة تسديد ديون مصر، انتشرت الشائعة بسرعة رهيبة، ولم يستطع أحد وقفها.
علمنا، من خلال الإذاعة أيضا، أن رئيس الجمهورية، حسني مبارك، طلب من المشير عبد الحليم أبو غزالة، وزير الدفاع، وقتها، التدخل للسيطرة على الموقف، فأنقذ الأمور، وأعاد الهدوء والاستقرار، إلى أن توجه مبارك إلى مبنى التليفزيون على كورنيش النيل، وألقى كلمة، شرح فيها الموقف، وعاد جنود الأمن المركزي إلى مواقعهم.
هذا الحادث، اللغز، راح ضحيته اللواء أحمد رشدى وزير الداخلية الذى كان فى قمة نجاحه، آنذاك، بسبب مواجهاته الحاسمة ضد الفساد وتجار المخدرات. وإلى الآن، لا أحد يعرف مصدر تلك الشائعة، ومن المسئول عن صياغتها، وإطلاقها، وتسريبها.
كان ذلك اليوم من أخطر الأيام التي مرت بها مصر، وغيَّرت وجه تاريخها الحديث.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
