عتمة الشروق.. كهرباء بلا تنسيق!
أيُّ مفارقةٍ أشد قسوة من أن يُولد النهار في مدينةٍ الشروق عفيًّا مبهجًا بنور ربها، ثم تغرق في عتمة ليل بهيم لا ينتهي؟! هنا، حيث يفترض أن تُشرق الحياة، تقطع الكهرباء كل يومٍ وكأنها عقوبة جماعية، وكأنّ المدينة وناسها بلا قيمة في خرائط المسئولين.
تتسارع الجهات للتملص من مسئولية قطع الكهرباء في جو يوليو الخانق الحارق، كلٌّ يلقي باللوم على الآخر: شركة توزيع هنا، ومرفق هناك، ووعود بالتطوير لا تأتي أبدًا، فلا تخطيط ولا تنسيق، ولا إحساس بما يعنيه انقطاع التيار عن بيوتٍ تمتلئ بأطفالٍ ومرضى وكبار سن يعيشون على ضوء الشموع، يتحول البيت إلى كهف، والمدينة إلى جزيرةٍ من الظلام، بينما تظل المكاتب المكيفة تنعم بالنور والراحة.
الناس هنا لم يعودوا يطلبون المستحيل؛ فقط شبكة كهرباء تعرف معنى العدالة، وخطة تضع حدًا لهذا العبث، فكيف لمدينةٍ حديثة أن تُدار بعشوائيةٍ كهذه؟ كيف يُترك آلاف المواطنين الذين يدفعون فواتير كهرباء بمبالغ لا ترحم ثم يُتركون رهائن لدوامة الانقطاع المتكرر للتيار دون إرادةٍ جادة لتوزيع الأحمال وضبط الشبكات؟
في "الشروق 2"، صار الظلامُ عنوانًا، وصارت كلمةُ انقطاع جزءًا من اليوميات. والعار كلُّ العار أن نُترك في هذا العصر أسرى للشموع، بينما الحديث عن المدن الذكية يملأ الشاشات.. فهل من مسئولٍ يُنقذ الشروق من عتمتها، أم أن الشروق ستبقى اسمًا على غير مسمى، بما أنها مدينةٍ محرومة من نور الكهرباء؟
فهل صار انقطاع الكهرباء قدرًا مكتوبًا على سكانها، ومع كل عودة مفاجئة للتيار يتكرر المشهد نفسه؛ أجهزة منزلية تتلف، وحياة يومية تتعطل، واتصالات تنقطع بسبب كابلات تآكلت بفعل أعمال الحفر، فيما لا يجد الناس من يسمع صوتهم أو يشعر بمعاناتهم.
المشهد يتجاوز مجرد انقطاع التيار ليكشف عن خلل عميق في إدارة المرافق. طريق السويس الذي يشق المدينة مثال صارخ على العبث؛ رسوم تُحصَّل يوميًا، وطريق غارق في الظلام ليلًا، وأعمدة إنارة تضيء نهارًا وتطفأ حين يحل الليل، في صورة عبثية توحي بأن هناك من يتعمد إدارة الأشياء بالمقلوب.
ثلاث جهات تابعة لوزارة الكهرباء تمسك بخيوط الأزمة، لكن غياب التنسيق بينها جعل كل طرف يعمل وكأنه يعيش في جزيرة معزولة. الشركة المصرية لنقل الكهرباء مطالَبة بتوفير قطع غيار تتوافق مع المحولات القديمة أو تعديلها لتقبل بدائل جديدة، لأن ما هو متوافر الآن لا يصلح إلا كديكور.
أما شركة هندسة النظم فواجبها إعادة حساب الأحمال بعد أن تغير وجه المدينة واتسعت رقعتها وتضاعفت نسب البناء والكثافة السكانية. وأخيرًا تأتي شركة كهرباء القناة التي يقع على عاتقها توزيع الأحمال وتخفيف الضغط على الشبكة حتى لا يتحول الانقطاع اليومي إلى عتمة دائمة.
النتيجة أن الشروق، المدينة التي كان يُفترض أن تكون نموذجًا للحياة العصرية، أصبحت نموذجًا لمعاناة سكانها. الأسوأ أن أحدًا لا يقدم إجابة: هل ما يحدث عقوبة غير معلنة على نمو المدينة؟ أم أننا أمام عودة تدريجية إلى زمن الفوضى وانقطاع الكهرباء بوصفه قدرًا يوميًا؟ ما يجري اليوم ليس مجرد انقطاع تيار، بل انقطاع في الرؤية وغياب للمسئولية وتجاهل لحق المواطنين في خدمة أساسية تمس حياتهم وأمنهم.
الكرة في ملعب شركة الكهرباء..إ ذ أن جهاز الشروق ليس جهة اختصاص فيما يتعلق بانقطاع التيار.. فمتى تعود الكهرباء لطبيعتها في المدينة؟!
أرجو أن يسفر اجتماع أمس 27 من يوليو بين جهاز المدينة والشركات الثلاث ( القناة، الشركة المصرية، وهندسة نظم القوى الكهربية) عن تقديم حلول مستدامة ناجحة لانقطاع التيار الذي قامت شركة القناة بتنفيذ تخفيف للأحمال، ناهيك عن دراسة حلول مستقبلية قادرة على تلبية احتياجات المدينة في ظل ما تشهده من توسع عمراني وتحميل مناطق جديدة على المدينة الأصلية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
