حقائق وأوهام على هامش الطوفان!
سواء اختلفنا أو اتفقنا مع ما قامت به حماس في السابع من أكتوبر، فإن ما تلاه كان كاشفًا فاضحًا لحقيقةٍ مُرَّة ظلّت مستترة لعقود. لقد تهاوى أمام أعيننا ما يُسمى بالقانون الدولي، واتضح أن منظماته الكبرى ليست سوى واجهة عاجزة لا تقوى على ردع كيان غاصب ولا حماية مظلوم.
رأينا كيف يُلقى بالمواثيق والشرائع في مزبلة التاريخ إذا ما مسّت مصالح الغرب، ألم ترَ كيف حاصروا العراق، وخنقوه حتى الموت تحت الفصل السابع، ثم أذلوه بمهزلة النفط مقابل الغذاء؟! هو ذاته المجتمع الدولي الذي أدار ظهره عقودًا أمام احتلالٍ سافر وتهجيرٍ ممنهج لأصحاب الأرض، وأرسى قاعدة البقاء للأقوى لا لصاحب الحق.
أما السابع من أكتوبر فقد فضح أيضًا انحياز الغرب المطلق للعدو بلا شرط ونفاقه الممجوج، وكشف عن نية مبيتة لاستكمال المخطط: تفريغ الأرض من أهلها وتجريف ما تبقى من فلسطين، لتغدو ممهدة تمامًا لسلطان الكيان من البحر إلى النهر.
كما عرّى هشاشة الأمن القومي العربي؛ ضعفٌ لم يعرفه العرب منذ قرون، وانكفاء كل دولة على شواغلها ومصالحها الضيقة، وغياب أي فعل عربي مشترك. ولم يعد لنا قدرة على مقاومة إرادة واشنطن تل أبيب وأوروبا، وقد سُقنا جميعًا، طوعًا أو كرهًا، نحو العصر الإسرائيلي بكل تجلياته.
وهنا تثور أسئلة مريرة تتزاحم في عقل كل مهموم بقضايا وطنه وأمته: لماذا أوقفت إيران ضرباتها لإسرائيل وتراجعت عن خطابها الناري تاركة غزة وحدها؟ ولماذا دفعت دول الخليج تريليونات الدولارات لحماية مصالح الغرب دون أن تربطها بوقف المجازر في غزة، مع أنها تملك ما يكفي لفرض ذلك؟
وماذا فعل أردوغان، الذي يجيد الحرب الخطابية والمناورة السياسية ويحظى بحظوة استثنائية لدى ترامب، لوقف مجازر غزة؟ وهل خفّضت تركيا حجم تبادلها التجاري مع إسرائيل أم تضاعف في عزّ المذبحة؟
وماذا عن القوافل البرية للإمدادات الغذائية والتجارية العربية التي تعبر إلى الكيان وكأن شيئًا لم يكن؟
وأين يتجه العالم اليوم؟ هل ماتت إرادة الشعوب، وخمدت إرادة الدول العربية والإسلامية، حتى غدت عاجزة عن الفعل إلا في حدود الشجب والبيانات؟ والسؤال الأعظم: وماذا بعد؟
لطالما كنتم إذا اشتد البلاء نظرتم إلى مصر وانتظرتم منها الخلاص، لكن مصر المثقلة بجراحها لم تجد مشروع مارشال عربيًا يعينها؛ فانشغلت بنفسها. فلا تلوموها، بل لوموا أنفسكم. والله لو أن نصف ما قدمه أغنياء العرب لترامب قُدِّم لمصر، لكان للمشهد اليوم وجه آخر.
أما مصر فإن قدرها التاريخي أن تنافح وحدها عن أمتها، فعلتها مع التتار والمغول ومع الصليبيين وانتصرت، وفعلتها مع الصهيونية وانتصرت.. وهى حتما لم ولن تتخلى عن أشقائها في فلسطين التي هي حائط الصد الأول وعمق أمنها القومي من ناحية الشرق وشماله.. فلا تزايدوا على مصر ودورها فليس هناك مواطن مصري يرضي بالتجويع ولا بالتهجير ولا تصفية القضية!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
