رئيس التحرير
عصام كامل

الوهم الكبير!

18 حجم الخط

تعيش الأسرة المصرية في وهم اسمه كليات القمة! فبعد إعلان نتيجة الثانوية العامة، وكعادة كل عام، تشخص الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر، ليس بسبب رسوب في مادة، أو مجموع منخفض لا يؤهل صاحبه للالتحاق بكلية مما يطلق عليها البعض الكليات الشعبية، بل بسبب درجة أو درجتين أو ثلاث تحول دون التحاق ذلك الطالب أو تلك الطالبة بما يسمى مجازا كليات القمة! 

أي قمة تلك المقصودة؟ وهل تضمن حينما يصل ابنك أو ابنتك لتلك القمة ألا يهوي إلى القاع وينهار مستقبله أو مستقبلها لأسباب عديدة، من بينها المكونات العقلية والنفسية والميول والرغبات والقدرة على التحصيل في مناهج تختلف تماما عما درسه الطالب في المرحلة الثانوية؟!                

حينما ظهرت نتيجة الثانوية العامة، فوجئنا بأسر تنهار وتهطل دموعها أنهارا بسبب أن ابنها لم يوفق في الحصول على المجموع الذي يؤهله لدخول كلية الطب! وكأن جميع خريجي الطب سيصبحون مثل الجراح العالمي الفذ مجدي يعقوب! 

وهذا طالب كاد يقدم على الانتحار لأنه لن يتمكن من الالتحاق بكلية الهندسة! وكأنه لو أصبح مهندسا، فسيحقق كل أحلامه وأحلام أسرته في الحياة وستنهال عليه الأموال من كل صوب وحدب! عشنا سنوات في وهم اسمه كليات القمة! 

انظر حولك لتجد أعظم العلماء والمفكرين والمخترعين، بل وكبار الأدباء والكتاب والصحفيين حول العالم، لم يتخرجوا من تلك الكليات المزعومة! 

يروي أن فتاتين كانتا مرتبطتين بصداقة قوية.. لا تفترقان أبدا، حصلت إحداهما على مجموع عال في الثانوية العامة فدونت رغبتها في استمارة مكتب التنسيق كلية الطب، أما الأخرى فاختارت الالتحاق بكلية الآداب، وفور ظهور نتيجة التنسيق، إذ بطالبة الطب تلغي صداقتها على مواقع التواصل الاجتماعي بأعز صديقة لها بحجة أنها أصبحت في كادر الأطباء! وأن علاقاتها ستقتصر فقط على زملاء وزميلات كليات الطب. 

ومرت السنون، وأصبحت طالبة الآداب معيدة بالكلية وسجلت لدرجة الماجستير، بينما صديقتها السابقة لا تزال متعثرة في الدراسة بكلية الطب ولم تتخرج بعد! 

وهكذا الحياة لا علاقة لها بالمؤهلات، بل بالعزيمة والإصرار على النجاح في أي مجال من المجالات.. عادات وتقاليد اجتماعية بالية ومفاهيم وأفكار عفى عليها الزمن ولم تعد صالحة في عصرنا الحاضر.. 

لكن الغالبية العظمى في مصر ومعظم الدول العربية لا تزال تعيش في وهم اسمه كليات القمة، وتندب حظها وتلطم خدودها إذا لم يلتحق ابنها أو بنتها بالطب أو الصيدلة أو الهندسة، ولو نظروا حولهم لرأوا الآلاف من خريجي تلك الكليات يعيشون في ضنك ولا يستطيعون مواجهة أعباء الحياة، بينما غيرهم رضوا بما قسم الله لهم وحققوا نجاحات هائلة. 

فالنجاح لا يرتبط بمعيار واحد بل هو عملية ديناميكية متشعبة الجوانب، ترتكز على همة الشخص وإصراره وإخلاصه وعزمه على تحقيق هدفه مهما كانت العوائق والصعاب.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية