رئيس التحرير
عصام كامل

برلمان بلا روح

أين ذهبت الأصوات التي كانت تزلزل القبة؟

18 حجم الخط

هل فكر أحدٌ من المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ أو البرلمان القادم سواء من الأحزاب أو المستقلين أن ينزل لأهل دائرته لاستطلاع رأيهم حول أداء البرلمان برمته في دورته الماضية، فضلا عن رضاهم علي أداء النواب في أخص وظائفهم: الرقابة علي الحكومة وتشريع القوانين، أو حتى حول جدوى وجود مجلس شيوخ في بلد يحتاج كل مليم لسداد ديونه والوفاء بالتزاماته، ناهيك عن مدى معرفة الناس بالمرشحين الجدد أو قبولهم للمرشحين القدامي؟!

 
لسان حال الناس يقول -في رأيي-: وفّروا تلك الملايين التي تُنفق هباءً على انتخابات لا يدري بها أحد، فما عاد الناس يشعرون أن هناك مجلسًا للشيوخ، ولا باتوا ينتظرون شيئًا من نواب لا يُرَون ولا يُسمَع لهم صوت. 

 

لقد تآكلت ثقة الشعب في البرلمان، بعدما تحوّل دوره من ممثلٍ للأمة إلي ظلٍ باهتٍ للحكومة، يبارك ما تقرره، ويُصادق علي ما تطرحه، حتى غابت عنه حرارة النقاش، واختفي صوت الاستجواب.
 

لقد انتهى زمن الكبار.. أولئك الذين كانت أسماؤهم وحدها تملأ المجلس هيبة، وتزلزل القبة حين يقفون مدافعين عن حقوق الناس، مُسائلين الوزراء، رافعين راية الرقابة الحقيقية والتشريع الجاد. أمثال الدكتور رفعت المحجوب، وفؤاد سراج الدين، وصوفي أبو طالب، وكمال أحمد وغيرهم ممن أدركوا أن السلطة التشريعية وُجدت لتكبح لا لتُصفق.


لقد نصّ الدستور المصري في مادته (101) علي أن «يتولى مجلس النواب سلطة التشريع، وإقرار السياسة العامة للدولة، والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والموازنة العامة، ويمارس الرقابة علي أعمال السلطة التنفيذية». لكن أين نحن من هذا النص؟ إن البرلمان الذي لا يراقب، يُفرغ الدستور من مضمونه، ويحوّله إلي وثيقة مُعطّلة لا تنبض بالحياة.


لقد تحوّل البرلمان إلي ممر آمن للمشروعات الحكومية، بلا روحٍ ولا اعتراض، وغابت عنه أدواته الأصيلة: طلبات الإحاطة، الاستجوابات، لجان تقصي الحقائق. لم يعد المواطن ينتظر من خلف الشاشات كلمة تُشعره أن هناك من يمثّله، أو من يُعبّر عن ألمه، أو حتى من يسأل سؤالًا واحدًا يخصّ معيشته أو كرامته.

ليس غريبًا، إذن، أن تعزف الجماهير عن الاهتمام بالانتخابات، وأن تمر الانتخابات دون أن تُحرّك فيهم شيئًا. فالمشاركة لا تُبنى بالنداءات، بل بالثقة. وإن لم يرَ الناس نائبًا يسأل من أجلهم، فلن يتحركوا من أجل أن يرفعوه إلي القبة.

 

إن البرلمانات تُصنع من ثقة الناس، لا من القوائم المغلقة، وإن لم تكن قبة البرلمان منبرًا للأمة، فلن تكون إلا قاعة صامتة، وإن ازدحمت بالمقاعد. ولن يستعيد البرلمان روحه إلا بعودة دوره: رقابةً حقيقية، وتشريعًا نابضًا من رحم الشارع، لا من دهاليز السلطة.


برلمان أتي دون انتخابات تنافسيّة شريفة. لا يمكن أن يكون برلمانا حقيقيا يعبر عن الناس. لكنه سيكون في خدمة الحكومة كما كان البرلمان الفايت.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية