كرامات السيد البدوي بين المأثور والمقبول شرعًا وعقلًا
أثار ما ورد في كتاب الجواهر السنية والكرامات الأحمدية موجة من الجدل في الأوساط الدينية والفكرية، وذلك بسبب احتوائه على روايات تتعلق بكرامات السيد البدوي، وُصفت من قِبل متخصصين بأنها تخالف الشرع ولا يقرها العقل.
الكتاب، الذي يُعد من أبرز كتب المديح الصوفي، يحتوي في بابه الثالث على عدد من القصص التي نسبها المؤلف إلى الإمام السيد البدوي، أحد أشهر أولياء مصر المدفون في طنطا، وأبرز أعلام التصوف في العالم الإسلامي. غير أن بعض تلك الروايات وُصفت بأنها منافية لتعاليم الشريعة الإسلامية وتتناقض مع أبسط قواعد المنطق والعقل.
من أبرز ما ورد في الكتاب: رواية تفيد بأن السيد البدوي ظهر لأحد المنتقدين من طلبة العلم وتبول عليه، وردّ على اعتراضهم بقوله: "ما يؤكل لحمه فبوله طاهر". وهي رواية اعتبرها باحثون مسيئة لصورة السيد البدوي، ومنافية لأخلاقيات التصوف الإسلامي، مؤكدين أنها لا يمكن أن تصدر عن أحد كبار الأولياء المعروفين بالزهد والورع والتواضع.
كما تضمن الكتاب رواية أخرى عن أن السيد البدوي كان يمكث أربعين يومًا دون طعام أو شراب أو نوم، وهي رواية وصفها متخصصون بأنها لا تتفق مع السنن الكونية ولا مع الطبيعة البشرية.. إذ تؤكد الدراسات العلمية أن جسم الإنسان لا يمكنه الاستمرار دون ماء لأكثر من أيام معدودة، فضلًا عن أن النوم ضرورة حيوية لاستمرار عمل الدماغ.
كذلك، وردت قصة عن إحياء السيد البدوي لطفل ميت بدعائه، وهي رواية أُشير إلى أنها تتجاوز حدود الكرامة، وتدخل في نطاق المعجزات التي لا تكون إلا للأنبياء، وبإذن الله تعالى وحده.
علماء: لا كرامة تخالف الشرع أو العقل
وعلق أحد الباحثين قائلًا: كرامة الأولياء ثابتة في العقيدة الإسلامية، لكن بشروط وضوابط، أهمها ألا تتعارض مع نصوص الشريعة ولا تخالف العقل الصريح. وما ورد من قصص غريبة في بعض كتب التراث الصوفي ينبغي تنقيحه وفهمه في سياقه، دون أن يُنسب إلى الأولياء ما لم يثبت شرعًا أو واقعًا.
وأضاف أن الولي الصالح لا يغيب عن الفرائض، ولا يعقل أن يمكث أربعين يومًا دون صلاة أو طعام أو نوم، لأن ذلك يتناقض مع الهدي النبوي ومع الفطرة الإنسانية التي خلق الله الناس عليها.
موقف السيد البدوي
تُجمع الروايات الموثوقة عن السيد أحمد البدوي أنه كان رجل عبادة وخشوع، وقد ورد عنه قوله: طريقتنا بنيت على كتاب الله وسنة رسوله، والصدق، والصفاء، وحسن الوفاء، وتحمل الأذى، وحفظ العهود.
كما كان يحث أتباعه على الالتزام بالصلوات الخمس جماعة، والإتيان بشروطها وآدابها وواجباتها. وتدل هذه التوجيهات على التزامه بالشريعة، وهو ما يُفند الروايات التي تصوره على خلاف ذلك.
دعوة إلى تنقية التراث
وفي هذا السياق، دعا عدد من المفكرين إلى مراجعة كتب التراث الصوفي، وتمييز الروايات الصحيحة من المكذوبة، مؤكدين أن النية الطيبة لا تبرر نشر الخرافة أو نسبة الأباطيل إلى الأولياء الصالحين.
وقال الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، في إحدى كلماته: إن كرامة السيد أحمد البدوي الكبرى أنه ربى رجالًا، وكون أبطالًا مجاهدين في سبيل الله، ومدرسته لا تزال قائمة، وتخرج المريدين والدعاة على مدار الأجيال.
في النهاية يبقى التصوف جزءًا أصيلًا من الهوية الإسلامية، لكن الحفاظ على نقائه يتطلب تجديد الخطاب الصوفي بما يتوافق مع الشريعة والعقل، ويعلي من مكانة الأولياء دون مغالاة أو خرافة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
