د. أحمد خالد توفيق من عالمه الآخر: البشرية انحدرت إلى القاع.. إسرائيل إله الشر حول العالم.. أزمة العرب الأزلية تكمن في صراعاتهم الداخلية.. واختفاء الطبقة الوسطى يصنع مجتمعًا قلقًا متوترًا
- المتظاهر بالأهمية ليس أكثر تأثيرًا من أي إسكافى يحترم نفسە
- الناس لا تقدر على تقسيم الثروات منذ فجر التاريخ لذا اكتفت بتوزيع الفقر!
- الإيمان أن تؤمن بأنه لا شيء مستحيلا على الله.. فقط توكل عليه ولن تندم
- لو رُزقت بزوجة صالحة صرت سعيدًا ولو رُزقت بزوجة سيئة أصبحت فيلسوفًا
- كل ما يتعارض مع الدين أولًا والعلم ثانيًا هو خرافة
- لم أكتب ما يريده القراء بل كنت أكتب ما أريد أن يحبوه
- إذا لم تستطع أن تكون رامبو أو شوازنجر، فلتكن غاندي!
- كلنا محكوم علينا بالإعدام كأبطال كافكا
- اختفاء الطبقة الوسطى يصنع مجتمعًا قلقًا متوترًا غير مستقر
- نشطاء الفضاء الأزرق متأهبون على مدار الساعة للتعليق على مواضيع لا يعرفون عنها حرفًا
أخبرت مُضيفي الطبيب والكاتب أحمد خالد توفيق بأن حوارنا في العالم الآخر الذي انتقل إليه في مثل هذه الأيام قبل 7 سنوات بالتمام والكمال سوف يكون مختلفًا، مازحتُه قائلًا: "الحوار سوف يكون من المنهج، من كتبك التي ألهمتَ بها أجيالًا من الشباب الذين ظهروا في جنازتك؛ ما ألجم أهل الهوى والغرض والمرض، حيث استعرت صدورهم غلًّا، وقلوبهم حقدًا عليك يومئذ، وإجاباتك سوف تكون مقتضبة خاطفة، كما أننا سوف نتحاور في المناطق الآمنة تمامًا".
ابتسم صاحب الذكرى ابتسامة يملؤها الخجل ويسربلها الحياء، ولا تغيب عنها دهشة مستترة؛ بما ينبئ بموافقة ضمنية. بدا "توفيق" مهندمًا في بساطة، كما كان في حياته الأولى، وبدت الأجواء المحيطة مواتية جدًّا للغوص في أسرار وذكريات وكتابات اكتسبت من اسم صاحبها حظًّا موفورًا، وهو الخلود؛ حيث لا يزال الشباب يتداولونها ويقتبسونها ويتشاركونها على منصات الفضاء الأزرق، كما ترك تلاميذ يكملون المسيرة من بعده مثل: أحمد مراد ومحمد صادق وآخرين!
- أهلًا يا دكتور.. كل عام وحضرتك طيب وبخير!
أهلًا أهلًا.. شكرًا جزيلًا أنكم تذكرتموني ميتًا!
- مثلكم -بسيرتكم الطيبة وكتاباتكم المتميزة- لا تُنسوَن ولا تغيبون عن الذاكرة.
أشكرك.
- غادرتَنا جسدًا على حين غفلة؛ ما أفجع مُحبيك وقراءك..كيف ترى الموت؟
الموت أمر محسوم. كل الناس سوف يموتون ولو تحصَّنوا في بروج مشيدة. الموت دليل عملي على وجود الله. لا أحد معصوم من الموت. العدم قرين البشر. كتبت يومًا: "يوم نموت سيمحو النسيم الرقيق آثار أقدامنا على الرمال.. بعد ما يفنى النسيم، ترى مَن يخبر الأبدية أننا مشينا ها هنا مرة فى فجر الزمان؟ إننا نعطى أنفسنا أهمية أكثر من اللازم؛ لمجرد أننا نحن.. نتصور أن العالم لم يُخلق إلا ليحيط بنا، والأرض لم تُخلق إلا لنمشي عليها، والسماء لم توجد إلا لنجد ما نراە حين ننظر لأعلى". نحن تافهون جدًّا. لا أحد يصدق أنە سيموت على كل حال، وبالرغم من هذا فإننا نموت منذ بدء الخليقة وإلى الأبد. كلنا محكوم علينا بالإعدام كأبطال كافكا.
- هل مِتَّ كما كنت تخطط وتتمنى يا دكتور؟
"نصف ابتسامة": لم أكن أخاف الموت، بل كنت أخاف أن أموت قبل أن أحیا. كان الموت هو الصاحب الذي لم يفارق خيالي وفكري. كنت أتخيل كيف ستكون نهايتي. جميلٌ جدًّا ألا تعرف أنك تموت ولا تتوقع ذلك، فجأة أنت هناك. فجأة أنت هنا مع السر الأزلي، وتدخل عالم القبر والكفن وانتفاخ البطن وسقوط الأنف، ويخافك الأحياء. لكنه بلا شك أفضل من معاناة صعوبة التنفس أيامًا وأنت موصول بجهاز تنفس، أو الشلل عدة أشهر وتلويث الملاءات، أو السقوط تحت عجلات قطار أو ميكروباص مجنون.. كانت ميتة جيدة نظيفة برغم كل شيء!
- هذه المقدمة الفلسفية تقودنا حتمًا إلى رأيك في الفلسفة.
"مقاطعًا".. ما ذكرته ليس فلسفة ولا تفلسفًا، بل أظنه منطقًا سائدًا يحيط به الناس علمًا على السواء، أو يجب أن يحيطوا به علمًا وإدراكًا ويقينًا إن تغافلوا عنه؛ حتى تهدأ نفوسهم الأمَّارة بالسوء والريبة والقلق.. أمَّا الفلسفة -التي كنت أؤمن بها- فهي ألا تعيش الحياة حتى تفهمها بشكل أفضل.
- وإذا انتقلنا من الفلسفة إلى الفن.. فما قولك فيه وما علاقته بالجمال؟
الفن ليس هو الجمال بالضرورة، الفن هو الإنسانية الصادقة.
- وما وجهة نظرك في القراءة عمومًا؛ ولا سيما أنك كاتب ذو شعبية جارفة؟
تقصد كنت؟
- بل ما زلت، ووجود تلاميذ لك يعترفون بفضلك، وتداول كتاباتك، وترديد مقولاتك.. كل هذا عوامل تقود أنك ما زلت كاتبًا مؤثرًا رغم الرحيل!
أشكرك، أمَّا القراءة -بالنسبة لي- فقد كانت نوعًا رخيصًا من المخدرات، لا أفعل بها شيئًا سوى الغياب عن الوعي. في الماضي -تصور هذا- كانوا يقرأون من أجل اكتساب الوعي!
- يستحيل أن تكون القراءة عديمة الجدوى والتأثير.. هذا كلام مستغرب من شخص مثلك!
مقاطعًا: إنني أمزح فقط، لقد قرأت للعقاد: إن الجسم يغذيە "ما يشتهيە"، فاقرأ ما تحب تستفد!
- هل كانت الكتب هي عالمك الوحيد؟
لقد اعتدتُ أن أجد عالمى الحقيقي فى الكتب وفى أحلام اليقظة التي خاطبتُ من خلالها الجماهير بلسان فصيح, وتقربتُ لأجمل بنات الأرض قائلا شعرًا لا يقدر امرؤ القيس على نظمه. كنت فاكهة الحفلات, وعندما حاصرنى قُطاع الطريق مع فتاتى امتشقت سيفى وجندلتهم!!
- تُرى لماذا نجحت ككاتب، رغم بُعدك عن أضواء المدينة وتجمعات الأدباء وتربيطات المقاهي؟
"مبتسمَا": ربما لأنني لم ألتزم بالمعادلة الثابتة، وهي أن أكتب ما يريده القراء، ولكني كنت حريصًا على أن أكتب ما أريد أن يحبوه..هذه معادلة صعبة!
- لنبقَ في الإطار ذاته..هل يمكن أن تطلعنا رأيك في الثقافة، وهل تغير مثلًا بعد وفاتك؟
مبتسمًا: ليست الثقافة دينًا يوحد بين القلوب ويؤلفها، بل هي على الأرجح تفرقها؛ لأنها تُطلع المظلومين على هول الظلم الذين يعانونه، وتطلع المحظوظين على ما يمكن أن يفقدوه. إنها تجعلك عصبيًا حذرًا. واعلم أن الثقافة شيء والذكاء شيء و"النصاحة" شئ آخر!
- وبالنسبة للمعرفة.. كيف رأيتها، وهل هي مفتاح السعادة حتمًا؟
المعرفة ليست مفتاح السعادة في كل الأحيان كما يعتقد الفلاسفة، بل هي كرة نار تُحرق مَن يُمسك بها. هنا يقول "إيكاروس": "اقترب من الحقيقة أكثر من اللازم، فلم يتحمل واحترق وذاب جناحاه. هوى من حالقٍ ليغرق وسط أمواه محيط ثائر"!
- والحكمة يا دكتور؟
الحكمة تأتي لمن يبتغيها حقًّا، لمن يريدها حقًّا؛ بشرط أن يستحقها حقًّا. ودعني أذكرك هنا بمقولة أحمد الصافي النجفي: «إنا لفي زمن لفرط شذوذه/ من لا يُجن به فليس بعاقل»!
- مع تطور العلم..لماذا لم يعد البشر أكثر هدوءًا ومحبة وسلامًا؟
"ممتعضًا": تاريخ البشرية هو حشد من الحماقة والمصائب، فقط يتطور العلم، وتطور العلم لا يمد يد العون للأخلاق، لكنه يجعل الشر أكثر براعة وتعقيدًا، لقد انحدرت البشرية الى القاع، وحان الوقت كي تُمحى!
- كيف نوفق بين ثنائية الدين والعلم يا دكتور؟
كل ما يتعارض مع الدين أولًا والعلم ثانيًا هو خرافة. ولما كان العلم جنينًا حديث الولادة، فإن ما يتعارض مع العلم ويقرُّہ الدين ــ كالحسد والسحر الأسود مثلًا ــ هو احتمال موجود. كنت أومن بأن العلم قد عرف كل شيء؛ كنت ساذجًا بالطبع. مشكلة العلم في أنه يقضي على الخرافة الجميلة!
- ما رأيك في السجالات الدينية التي لا تهدأ وتيرتها حتى الآن؟
لا أحـد يتبع دينك؛ لأنك تضربه بالمدفع أو تقطع رأسـه، إنهـم يتبعـون دينك عندما يكتشفون أنـك رحيم.
- برأيك..يكون المرء شيطانًا أم ملاكًا للتعامل في هذه الحياة؟
كنت أومن طيلة حياتي أنه من الخير للمرء أن يكون شيطانًا في أفكاره ويتعامل كملاك، من أن يكون ملاكًا في أفكاره ويتعامل كشيطان. فقط يفعل القديسون في أحلامهم ما يفعله الخطاة في صحوهم. إذا لم تستطع أن تكون رامبو أو شوازنجر، فلتكن غاندي!
- وماذا عن ثنائية الشهرة والنجاح؟
الشهرة لا تعني بالضرورة النجاح، فقد يوجد أشخاص مشهورون دون أن تكون لهم أي بصمة نجاح، في الوقت الذي يوجد فيه أشخاص أصحاب نجاحات مهمة لكنهم ليسوا مشهورين.المنتجات والكتب الأكثر رواجًا لا تعني الجودة، وإلا أسدلنا الستار على أم كلثوم وقلنا: إن شعبان عبد الرحيم وأقرانه هم الأفضل. هذا غير حقيقي وخلط سخيف للأمور. شخصيًا رفضت في حياتي تطبيق قاعدة: "ما يطلبه المستمعون"، فلم أكن أكتب ما يريده القراء، ولكن ما أريد "أنا" أن يقرأه القراء. هذه هي الرسالة الحقيقية للكاتب. الجماهيرية المفرطة تؤذي الكاتب أحيانًا. شخصيًا..كنت أكتب للتسلية والاستمتاع الذاتي.
- بعيدًا عن الإجابات الكلاسيكية آو الآمنة.. برأيك كيف يجب أن تكون علاقة الإنسان بربه؟
أن تؤمن إيمانًا تامًا بأنه لا شيء مستحيلا عليه، فقط توكل على الله ولن تندم. عندما تدرك هذه الدرجة من الإيمان، فإنك سوف تهدأ نفسًا وعقلًا وفؤادًا.
- وكيف كنت ترى المرأة وما رأيك في الزواج؟
إن النساء دقيقات الملاحظة لكنهن مندفعات. كم من امرأة ورطت زوجها فى مشاجرة مع بطل مصارعة، ثم وقفت تولول وتصرخ بينما زوجها يتحول إلى "كفتة". أما بالنسبة للزواج، فإن الرجل يبحث عن فتاة مهذبة طيبة جمال وبنت ناس، وما إن يجد هذه الجوهرة حتى يكافئها بأن يهديها نفسه. أرفض أن تتنازل المرأة عن كرامتها، أن تجعل من نفسها مجرد سلعة تباع وتُشترى ويُستمتع بها على أي حال! إن الناس يجب ألا تتزوج إلا لكي تأتي للعالم بمن هو أفضل.. طفل أجمل منك، أفضل منك، أغنى منك، وكل ما سوى ذلك بؤس، فماجدوى أن يتزوج الشقاء من التعاسة؟ الهباب من الطين؟!
- هل لديك أقوال أخرى عن الزواج بعد الهباب والطين، وهل الأفضل أن يهجر الناس الزواج؟
"ضاحكًا": صدقني يا عزيزي.. الزواج خطوة مرعبة جدًا وجبارة تشبه الوثب فوق الهاوية، ولكن تزوج في كل الأحوال، فلو رُزقت بزوجة صالحة صرت سعيدًا، ولو رُزقت بزوجة سيئة صرت فيلسوفًا!!
- وماذا عن الحب وسيرة الحب وظلم الحب يا دكتور؟
"متهللًا": ما أجمل أن تحب ولا يشعر محبوبك بك. إن هذا يعطى الحياة صبغة رومانسية رائعة، ما كانت لتتحقق فى وجود حب متبادل ممل. الحب يأتي من دون دعوة، ويرحل من دون أن يطرده أحد. هذا هو الحب الذي كنت أعرفه وأومن به!
- يهمني في هذا السياق أيضًا أن أعرف رأيك في الصداقة؟
الصداقة الصادقة هي أن أراك جديرًا بأن أئتمنك على جزء من كرامتي.
- هذا يعني أنك كنت قليل الأصدقاء..أليس كذلك؟
"بعد صمت": أقر وأعترف بأنني كنت كثير المعارف قليل الأصدقاء. أحيانًا كنت أجد نفسي وحيد جدًّا، وأبحث عن أي حارس بناية أتبادل معه الحديث!
- هل كنت مشغولًا بكلام الناس وهمهماتهم حولك وعنك؟
يوشك مَن يُعير كلام الناس اهتمامًا أن يُجنَّ. الناس وحش مفترس لايرضى بشئ ولايقنعه شئ؛ لذلك فإن كلام الناس "لا بيقدم ولا بيأخر"، كما يغني المطرب اللبناني جورج وسوف.."ضحكة مجلجلة"!!
- كنت تنفر دائمًا من نقيصة الكذب..برأيك لماذا يكذب الناس؟
هناك أسباب عدة للكذب، أهمها هو الرغبة في جذب الاهتمام أو الظهور بمظهر العالم ببواطن الأمور. إن الناس سهلوا الخداع، وهم لا يرون إلا ما يريدون أن يروه!
- لقد عاصرت الثورة التكنولوجية ومنصات التواصل الاجتماعي ومن خلالها قد يختبر الكاتب شعبيته وتأثيره..كيف تعاملت مع هذا الأمر؟
تسعون بالمائة من معلقي الإنترنت يعلقون قبل أن يقرأوا المقال. هم متأهبون طيلة أربع وعشرين ساعة للتعليق على مواضيع لا يعرفون عنها حرفًا؛ لذا لم يكن الأمر بهذا القدر من الأهمية التي تتحدث بها.
- وهل يجيدون كتابة تعليقاتهم بلغة سليمة؟
بطبيعة الحال لا، مثل كثيرين ممن يحسبون أنفسهم على أهل الفكر والثقافة والعلم. دعنى هنا أذكر مقولة ابن حزم: "اعوجاج اللسان دلالة على اعوجاج الحال». تأمل الأخطاء اللغوية القاتلة وأخطاء الإملاء المضحكة في مواقع الإنترنت ونشرات الأخبار والمسلسلات التاريخية..أنتم تعيشون جاهلية ثقافية!
- لأنني كنت مشغولًا بإنجاز الحوار قبيل بدء انطلاق أولى مباريات الأهلي في كأس العالم للأندية..سألت مضيفي: هل ما زلت مشغولًا بمباريات كرة القدم؟
"ساخرًا": كنت أحب مباريات كرة القدم المعادة؛ حتى أقوم من البداية بتشجيع الفريق الذي سيفوز!
- يتحدث القوم اليوم عن اختفاء تدريجي للطبقة الوسطى؛ على خلفية تحولات اقتصادية حادة..ما رأيك؟
-الطبقة الوسطى تلعب في أي مجتمع دور قضبان الجرافيت في المفاعلات الذرية. إنها تُبطئ التفاعل، ولولاها لانفجر المفاعل. مجتمع بلا طبقة وسطى هو مجتمع قابل للانفجار. البشر لا يقدرون على توزيع الثروات منذ فجر التاريخ, لذا اكتفوا بأن يوزعوا الفقر!
- ثنائية الفقر والغنى.. كيف فككت شفرتها؟
الحقيقة هى أن الفقراء فى عالمنا هذا هم مصدر الثراء الرئيسى للأغنياء. إنهم يدفعون أكثر ويعانون أكثر ويموتون بلا ضوضاء!
- على ذِكر الطبقة الوسطى..كانت هناك طبقة أخرى مغايرة حذرت منها..هل تذكرها؟
أظن أنك تقصد طبقة المنافقين والمنتفعين وترزية القوانين في كل زمان ومكان. هذه الطبقة السميكة تدافع عن وجودها وعن ثرائها ونفوذها ومستقبل أولادها وجميع مكتسباتها، وهي على استعداد أن يزول الشعب كله مقابل أن تبقى هي.
- وما رأيك في أعضاء هذه الطبقة ونجومها؟
يتظاهرون بأنهم بشر!
- بل إنهم يرون أنفسهم أهم من كل البشر!!
لقد تعلمتُ أن المتظاهر بالأهمية ليس على أى قدر من الأهمية. على الأرجح ليس أكثر أهمية من أي إسكافى يحترم نفسە. المشكلة أننا ننظر إلى أنفسنا نظرة تقدير لا نستحقها، نحمل لذواتنا صورة لا حظ لها من الحقيقة. كلنا نتعالى على مَن هم أقل منا، ونشعر بأنهم بشكل ما مسئولون عما هم فيه!!
- في معركة الحق والباطل..هل ينتصر الحق دائمًا في النهاية؟
الظُلم ينتصر دائمًا في النهاية، والنهايات السعيدة استنفذتها السينما، فلم يعد باقيًا منها مايكفي لعالم الواقع. اعلم أن الشر سرمدي، الشر قديم، الشر ضروري كالخير. في المدينة الفاضلة يصاب الخير بالكساد! الشر ينتصر في كل مرة، ولكن لأنكم تريدون له أن ينتصر. في الطرقات يتوارى الخطر في المنعطفات، في السهول، في الأخاديد، وكل خورٍ منسي. شر الأكوان يمضي في موكب النصر مرتديًا أكاليل الغار كل يوم، بينما لا يبقينا أحياء سوى أملٍ واهٍ في أن ننتصر نحن يومًا. منذ الخليقة والضعفاء مهيضو الجناح، ومعدمو الحيلة، يشتهون نصرًا واحدًا، وكذا استمرت الحياة، خدعة تلو خدعة، جزرة تلو جزرة، ولولا الأمل الخافت لقطع كلٌّ منا حلقوم أخيه!
- إسرائيل تقتل الأطفال والحرث والنسل في قطاع غزة، وقبيل لقائنا ضربت إيران وسط خذلان عربي-إسلامي يا دكتور..هل تغير موقفك منها بعد موتك؟
موقفي لا يتغيرأبدًا، أنا أكره إسرائيل ولو طبّع العالم العربي كله معها، فأنا لن أكون الأخير؛ لأنني لن أفعل أبدًا. لو كانت إسرائيل دولة عادية بيننا وبينها خلاف لكانت في الأمر مساحة للاختلاف، لكن إسرائيل هزمتنا ومزقتنا وتقتل أطفالنا بلا توقف. لا تصالح على الدم حتى بدم. لا تصالح ولو قيل رأس برأس. أكل الرؤوس سواء؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟ أعيناە عينا أخيك؟ وهل تتساوى يد سيفها كان لك بيد سيفها أثكلك. ما أبلغ قول مظفر النواب: القدس عروس عروبتكم، فلماذا أدخلتم كل زناة الليل لغرفتها، ووقفتم تسترقون السمع لصرخات بكارتها، وطلبتم منها أن تصمت صونًا للعرض؟!
- ختامًا.. ترى ما مشكلة العرب الأبدية؟
مشكلة العرب الدائمة هي صراعاتهم الداخلية. إنهم يتجاهلون مع سبق الإصرار والترصد النصح الإلهي العظيم: “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
