البط يتصدر موائد الإفطار في دمياط

 قبل حلول رمضان بيوم أو يومين، تشهد أسواق دمياط حالة استنفار غير عادية، فالأسر الدمياطية تخرج بأكملها لشراء البط، وكأنه فرض لا يمكن التخلي عنه. يقف الباعة ينادون بأعلى أصواتهم: "البط المرجان.. البط السوداني.. مين ياخد؟"، بينما تتسابق النساء على اختيار أفضل البط، استعدادًا ليكون الطبق الرئيسي على مائدة أول يوم من الشهر الكريم.

و مع اقتراب موعد أذان المغرب في اليوم الأول، تنتشر في شوارع دمياط رائحة البط المحمَّر، التي تملأ الأجواء وتعلن أن الإفطار قد حان. بعد يومين من الاستعداد والتجهيز، تكون الأطباق قد استقرت أخيرًا على السفرة.

و في كل بيت دمياطي، يجتمع أفراد العائلة حول مائدة الإفطار، حيث يكون البط هو النجم بلا منازع.

تحضيرات تبدأ قبل الإفطار بيومين

 تقول الحاجة أم أشرف، وهي تضع بطة ضخمة في وعاء كبير استعدادًا لتنظيفها:
"لازم نجيب البط قبل رمضان بيومين، نسيبه في البيت يرتاح، ونتبّله كويس عشان الطعم يكون مظبوط.. دي عادة ورثناها من أمهاتنا، واللي ما يأكلش بط في أول يوم رمضان، كأنه ما صامش!"

و في كل بيت دمياطي، تبدأ النساء في تنظيف البط وتجهيزه، بعضهن يفضّلن حشوه بـ"المرتة" (البصل المتبل)، بينما البعض الآخر يضيف المكسرات والزبيب، ليكون جاهزًا للتسوية قبل أذان المغرب في أول أيام رمضان.

البط في الريف الدمياطي.. قصة تبدأ قبل رمضان بشهور

في القرى الدمياطية، تختلف العادات قليلًا، حيث تبدأ الأسر في تربية البط قبل رمضان بفترة طويلة، ليكون جاهزًا للأكل مع حلول الشهر الكريم.

 يوضح عارف البوهي، مدير التعليم الثانوي السابق:
"كل بيت في الريف عنده بط رمضان، سواء للأكل أو لإرسال "الموسم" للبنات المتزوجات.. وده جزء من تقاليدنا اللي ما نقدرش نغيرها."

"رغم الأسعار.. البط لازم يكون على السفرة"

ورغم أن أسعار البط وصلت إلى 600  جنيه للواحد، إلا أن الأسر الدمياطية لا تتخلى عن هذا التقليد.

 يقول محمد ابو المعاطي أبو المعاطي، أحد سكان دمياط:
"البط عندنا مش مجرد أكلة، ده طقس.. مهما غلي، لازم يكون موجود!"

البط الدمياطي.. سيد السفرة في اليوم الأول من رمضان

عندما يحل وقت الإفطار، تملأ رائحة البط المحمر البيوت، ومعها تأتي صينية "الأممة" الشهيرة، وهي رقائق الجلاش المنقوعة في مرقة البط والمارته، والتي تُقدم بجانب الأرز والقلقاس  والملوخية، ليكون الإفطار الأول في رمضان وجبة ملكية بكل المقاييس.

رمضان في دمياط يبدأ برائحة البط

وهكذا، لا يُمكن أن يمر أول يوم من رمضان في دمياط دون البط، فهو ليس مجرد وجبة، بل طقس متوارث، يبدأ من الأسواق قبل يومين، ويمتد إلى موائد الإفطار، ليحمل معه نكهة رمضان الحقيقية.

كميات ضخمة من البط.. و"اللقمة هنية"

بحسب تقديرات تجار الأسواق، تُستهلك آلاف البطّات في دمياط خلال اليوم الأول من رمضان، في عادة جماعية يشترك فيها الفقير والغني على حد سواء. يقول الحاج محمود، أحد بائعي البط:
"إحنا بنبيع البط طول السنة، لكن رمضان ليه حساب تاني.. اللي ما يشتريش بط في أول يوم رمضان، بيكون فاته نص الشهر!"

رمضان يبدأ برائحة البط في دمياط

وبعد الإفطار، تجتمع العائلات لتناول الشاي وتبادل الأحاديث عن لذة الأكل ورائحة البط التي ملأت البيوت. في دمياط، رمضان لا يبدأ إلا بهذه الوجبة، التي أصبحت جزءًا من الهوية الرمضانية للمحافظة، لتبقى ذكرى لا تُنسى على كل مائدة إفطار دمياطية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.