استعادة القيم الإنسانية الرفيعة! (1)
ما أكثر ما يهتم المسلمون بشهر رمضان وما أكثر مظاهر الاحتفاء به.. لكن هل نطبق روح الصيام في حياتنا وسلوكنا.. هل تراحمنا وتواصلنا وتسامحنا وزهدنا في زينة الحياة ومباهجها.. هل رقت قلوبنا للفقراء والمساكين فأطعمنا وتصدقنا وتراحمنا وسددنا وقاربنا وتجاوزنا عن كل مسيء وبادرنا بالاعتذار لكل من طالته إساءة منا بقصد أو بغير قصد!
لقد جعل الله صيام نهار رمضان فريضة وقيام ليله تطوعًا، وأفاض علينا فيه بالنفحات والبركات؛ ففيه يُزاد رزق المؤمن، وتُصفد مردة الجن لتتهيأ للمؤمن فرصة التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة؛ بدءًا من تربية النفس ومجاهدتها لتفعل الخير وتتسابق إليه..
لتعم روح التكافل بين الناس وتأتلف القلوب بالمحبة، الأغنياء يدنون من الفقراء، فيتصدقون بفوائض أموالهم ويعود من فضل ظهر على من لا ظهر له.. وما أشد حاجتنا في هذه الأيام لإعلاء هذه الروح التي تبنى جسور الحب والتواصل والتماسك بين أفراد المجتمع.
والسؤال: هل يستوي من يدرك أن رمضان منحة ربانية وموسم للطاعات والتكافل والتراحم وصلة الأرحام.. ومن حوله إلى شهر ترفيهي يسرف خلاله في مباهج الدنيا وملذاتها غير عابيء بحرمته، ولا بما أراده الله لنا من وراء فريضة الصيام..
ومن أسف أن الفريق الأخير يتنامى باستمرار ويمني نفسه بزينة الدنيا وزخرفها، فيسهر الليالي في التهام ما لذ وطاب ومشاهدة مسلسلات وبرامج مقالب اجتاحت الشاشات وخطفت القلوب وفرغتها من روحانيات الشهر الفضيل.
هل يدرك الصائم أن صيامه ليس القصد منه الجوع والعطش، فماذا يفعل الله بذلك، إنما أراد الله من الصائم الغني أن يشعر بآلام الجائع الفقير، وأن يمنحه فرصة كي يتقرب إليه بإطعام الفقراء والمساكين وأن يصوم عن الحلال في نهار رمضان لكي يمضى خطوة أبعد من ذلك حين يقلع عن الإسراف والبذخ ومن ثم المحرمات من باب أولى!
هل يدرك كثير من الصائمين ما حكمة صومهم.. وهل يعقل أن نصوم النهار عن المباح ثم نفطر على غير المباح، وليس معقولا أن يكون الطعام في رمضان وجبتين فقط ثم يضاعف إنفاقنا على الطعام والشراب أضعاف الأشهر العادية..
حتى أن أرقام الإنفاق على الطعام في هذا الشهر الكريم تتجاوز عشرات المليارات، وبدلًا من أن تذهب فوائض أموالنا لسبل أكثر نفعًا كبناء مستشفى يعالج فيه الفقراء أو مدرسة تقدم لهم تعليما نافعا أو مصنع يوفر فرص عمال للمتعطلين منهم ينفقها البعض على الملذات وإقامة الموائد البازخة!
لماذا انحرفنا بالشهر الكريم عن غاياته المثلى وفرغناه من مضمونه الحقيقي الداعي للاعتدال والاقتصاد في الاستهلاك والحث على التوفير والادخار.. وبدلًا من أن نكون قلوبًا رهيفة تتصدق وتتراحم فيما بينها وتقتصد في الطعام والشراب.. صرنا قلوبًا غليظة تسرف وتبذر، وبطونًا تلتهم ما يصل إليها حتى صارت أوعية شر وبيتًا للداء والعلة وسببًا في الخمول والتراخي والكسل وضعف الإنتاج.
فهل توقف إسرافنا عند حدود الطعام والشراب أم تجاوزه إلى الإغراق في السهر على مشاهدة المسلسلات والأفلام والبرامج على اختلافها حتى صار صيامنا مجروحًا.. ونقاؤنا الروحي مشوشًا..
وليس مستغربًا في ظروف كهذه يشتد فيها الطلب على السلع والخدمات أن ترتفع الأسعار بمبرر ودون مبرر، وهو ما تضطر معه الحكومة لضخ موارد إضافية لدعم المتطلبات الزائدة مما يرهق ميزانية الدولة.. صدقوني إن رمضان أعظم ما يتصور كثيرون.. فهل نتخذه فرصة للمراجعة واستعادة البوصلة نحو القيم الإنسانية الرفيعة؟!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
