رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا لم تفعل وأنت مسئول ما تقوله الآن؟!

كلما سمعت مسئولا سابقا لدينا خاصة في المجال الاقتصادى يلح علي هذا السؤال: لماذا لم تفعل وأنت مسئول ما تقوله الآن وتطرحه من آراء وأفكار ومقترحات؟! ألم تكن لديك الفرصة سانحة لتنفيذ أفكارك ومقترحاتك وآرائك.. لماذا لم تغتنمها وتحول تلك الأفكار والمقترحات التى تراها صائبة إلى أعمال وأفعال؟!

 

ولا تفسير لدى لهذه الظاهرة سوى مجموعة من الاحتمالات.. إما أن تلك الأفكار والمقترحات التى يطرحها المسئولون السابقون لم يكونوا متحمسين لها من قبل ويتبنون غيرها من الأفكار التى تتناقض مع آرائهم لعدم ترك المنصب.. وإما أنهم تقاعسوا عن تنفيذ ما يرونه صحيحا من الأفكار والمقترحات وبالتالى يستحقون المحاسبة على ذلك!

 

أو أنهم أجبروا على تنفيذ سياسات لا يرون أنها صحيحة ولا يقتنعون بها بل يتبنون ما هو نقيضها من الآراء والأفكار، وهم هنا يستحقون اللوم لأنهم قبلوا على أنفسهم ذلك حتى يحتفظوا بمناصبهم.

 

وأيا كان التفسير فإن ذلك يلقى بظلاله على ما يقدمه الآن المسئول السابق من آراء وأفكار ومقترحات لحل المشاكل الحالية، خاصة المشاكل الاقتصادية.. وبالتالى يصعب على المرء تقبل هذه الأفكار والمقترحات التى يقول بها الآن ولم يقم بتنفيذها وهو في المنصب، وكان متاحا له تنفيذها أو ترك المنصب إذا وجد رفضا لها.

 

 

أنا أفهم بوضوح أن يسعى لو اختلف مع غيره من المسئولين وتعذر عليه تنفيذها أن يحترم نفسه ويترك منصبه طوعا.. أما أن يستمر في المنصب حتى يخرج منه بغير قراره وهو ينفذ سياسات لا يقتنع بها ثم يخرج علينا بأفكاره ومقترحاته فإننى يصعب على تقبل تلك الأفكار والمقترحات منه.. وأظن أن هذا ليس موقفى وحدى!.. فالمصداقية في صاحب الأفكار والآراء مهمة وضرورية دوما لتقبل هذه الأفكار والآراء والمقترحات.

الجريدة الرسمية