رئيس التحرير
عصام كامل

هل سقطت الهيبة الأمريكية.. جوًا؟!

التحرش العسكري الروسي بالطائرة الأمريكية المسيَّرة (MQ9 ) والتي سقطت في البحر الأسود.. هل هو بداية لسقوط هيبة سلاح الجو الأمريكي.. أم أنه استدراك أمريكى جديد لجرجرة موسكو إلى مستنقع أكثر استنزافًا وفداحة ودمارًا؟!


لم تكتف موسكو باعتراض الطائرة الأمريكية الأقوى عالميًا والأكثر حداثة وتقدمًا وتكلفة -40 مليون دولار-؛ بل إنها، كما قال سكرتير مجلس الأمن الروسي رئيس جهاز الأمن الفيدرالي السابق، نيكولاي باتروشيف، تسعى للحصول على حطامها لدراسته وكشف أسراره..

مواجهة أمريكية روسية

 

وهذا إن حدث فسيكون تحولًا كبيرًا لصالح الروس.. لكن ذلك لم يمنع السفير الروسى لدى أمريكا، أناتولي أنتونوف، بعد استدعائه من قبل الخارجية الأمريكية، من القول إن موسكو لا تريد مواجهة مع واشنطن!


اللافت هنا أن هذا الحادث هو الأول من نوعه؛ حيث وقع تماس مباشر بين الطائرات العسكرية الروسية والأمريكية منذ أن غزت موسكو أوكرانيا قبل أكثر من عام.


ورغم أن الجيش الأمريكي اعترف بأن مقاتلة روسية أسقطت طائرته المسيّرة بعد أن ألحقت أضرارًا بمروحيتها.. فإن ردود فعل واشنطن جاءت باهتة، واكتفت بوصف تصرفات روسيا بأنها متهورة وغير احترافية.. وكل ما فعلته الأولى أنها اتخذت -كما قال جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي- إجراءات لضمان عدم وقوع الطائرة في الأيدي الخطأ، مؤكدًا أنهم اتخذوا إجراءات لحماية حطامها لأنه ملك لبلاده، ولا نريد أن نرى أي شخص يضع يده عليها.


خسارة واشنطن بسقوط الطائرة ليست مادية بقدر ما هي خسارة للسمعة والهيبة العسكرية للقطب الأوحد.. وربما تفتح تلك الحادثة أبواب الجحيم ليس على الأطراف المتحاربة في أوكرانيا فحسب بل على العالم أجمع؛ ذلك أنها قد تكون بداية لمواجهات عسكرية مباشرة بين الروس والأمريكان.. وتلك المواجهات لو وقعت فستكون وبالًا وفتيلًا يشعل حربًا عالمية ثالثة لا يمكن لأحد أن يتوقع عاقبتها أو أو مدى تهور أطرافها إذا ما استخدم أحدهم السلاح النووي.

 


فهل يمكن اعتبار هذه الحادثة بداية العد التنازلي لغروب العصر الأمريكي.. خصوصًا إذا ما وضعنا في الاعتبار ذلك التقارب السعودي الإيراني بمباركة الصين المنافس الأقوى لأمريكا وحليف روسيا الحميم، وما يستتبعه ذلك من تغير موازين القوى في المنطقة لصالح خصوم واشنطن.. الأيام وحدها سوف تجيب عن هذه التساؤلات؟!

الجريدة الرسمية