رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

القومي للبحوث يستعرض أبرز الأمراض المرتبطة بالتغيرات المناخية: ظهور حالات سرطان المثانة في البحر الأحمر وسيناء.. وانتشار أمراض القرنية في القاهرة

باحث
باحث

عقد المركز القومي للبحوث اليوم الأحد صالونا علميا حول تأثير التغيرات المناخية على الصحة ودراسة تأثيرات التغيرات المناخية على الصحة العامة ورسم الخرائط الصحية للأمراض المعدية الحساسة للتغيرات المناخية واستراتيجية التكيف، جاء ذلك بحضور الدكتورة نعيمة القصير ممثل الصحة العالمية في مصر، والدكتور محمد هاشم رئيس المركز القومي للبحوث، والدكتور أشرف شعلان رئيس مركز التميز للتغيرات المناخية.

وأكدت الدكتورة أمل سعد حسين (مقرر محور الصحة)، وعضو المجلس الوطني للتغيرات المناخية، والعميد السابق لمعهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية أن المركز القومي للبحوث يتناول دراسة التأثيرات التغيرات المناخية على الصحة العامة ورسم الخرائط الصحية للأمراض المعدية الحساسة للتغيرات المناخية واستراتيجية التكيف من خلال الأبحاث والمشروعات البحثية التي تمت في معهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية بالتعاون مع هيئة الأرصاد المصرية بتمويل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والتعاون مع معهد ليزا بفرنسا.

وأوضحت انه تم إثبات حدوث التغيرات المناخية في بعض المحافظات المصرية وارتبط ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وكثافة الأمطار بالموقع الجغرافى للمحافظة وارتبط معدلات الاصابة بالاسهال بارتفاع درجات الحرارة وكثافة الأمطار واختلاف هذه العلاقة بين المحافظات وارتبط انتشار مرض البلهارسيا بارتفاع درجات الحرارة ونزوح بعض السكان إلى أماكن جديدة.

سرطان المثانة

كذلك تم نشر دراسة الاتجاه الزمني لمعدلات الإصابة بسرطان المثانة الناتج عن الاصابة بمرض البلهارسيا في مختلف المحافظات المصرية وعلاقته بالتغيرات المناخية خلال الفترة 1995-2005. 

حيث أظهرت النتائج أن متوسط درجة حرارة الهواء فى تزايد في جميع المحافظات وأن عدد أيام درجة الحرارة القصوى البالغة 45 درجة مئوية أو أكثر قد تم زيادتها في صعيد مصر. 

وانخفض نسب الإصابة بسرطان المثانة البلهارسى بشكل كبير في معظم المناطق الحضرية ومصر العليا والوجه البحري وذلك نتيجة الاجراءات الوقائية والعلاجية التى تقدمها وزارة الصحة والسكان للمجتمعات المصرية، بينما لم يكن هناك تغيير في النسب في المحافظات الحدودية

بل ظهرت حالات فى البحر الأحمر وسيناء وتم تفسير ظهور هذه الحالات بنزوح الفلاحين من أراضى الدلتا إلى المناطق الجديدة بحث عن زيادة الدخل نتيجة تآكل مساحات من الأراضى الزراعية لارتفاع سطح البحر وزيادة ملوحتها بسبب عوامل كثيرة، مما أثر بالسلب على جودة إنتاجيتها، ودفع بعض الاسر الى النزوح الى المناطق الحضرية او الحدودية للعمل كعمالة بناء بحث عن زيادة دخل الأسرة.

مرض التهاب القرنية

وأجريت دراسة أخرى لدراسة معدل انتشار مرض التهاب القرنية الفطري للعين في منطقة القاهرة الكبرى في مصر وارتباطه بالتغيرات المناخية خلال الفترة 1997-2007. وهو مرض يصيب القرنية ويصعب تشخيصه وقد يؤدى إلى فقط الإبصار إذا أهمل علاجه. حيث أثبتت التحليل الإحصائي ارتبط الارتفاع فى معدل الإصابات بشكل كبير بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة الجوية القصوى في منطقة القاهرة الكبرى، وتتوافق الزيادة المتوقعة في هذا الداء حتى عام 2030 مع الزيادات المتوقعة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ودرجة حرارة السطح من نماذج تغير المناخ في مصر، وذلك إذا لم يتم اتخاذ إجراءات للوقاية والتشخيص المبكر وخفض الانبعاثات.

كذلك أثبت العديد من الدراسات انه لا تزال الأمراض حيوانية المصدر والأمراض المنقولة بالنواقل (الحشرات وأهمها البعوض)، بالإضافة إلى الأمراض التي تنقلها الأغذية / المياه تشكل خطرًا على صحة الحيوانات والبشر ويرتبط انتشارها بالعوامل البيئية وتغير المناخ وصحة الحيوان بالإضافة إلى الأنشطة البشرية الأخرى.

ولقد تم نشر كتابين دوليا يسلط الكتاب الأول الضوء على أهم الأمراض المعدية المرتبطة بالتغيرات المناخية (فيروسات – بكتيريا –فطريات – طفيليات) وطرق انتشارها فى الوطن العربي وذكر أمثلة من مصر عن بعض هذه الأمراض. يسلط الكتاب الثانى الضوء على العلاقة بين التغيرات فى الطقس وصحة الإنسان مع التأكيد على أهمية توسيع نطاق البحوث البيئية لإجراء دراسات مستقبلية طويلة على مدى فترات زمنية طويلة لاستقصاء الآليات التي من خلالها يمكن أن يؤثر الطقس والتغير المناخي على صحة الإنسان.

أمراض الكبد الطفيلية

كذلك تم نشر دراسة مرجعية تتناول تأثير التغيرات المناخية على الأمراض الكبد الطفيلية فى أفريقيا، وأظهرت الأدلة أن تغير المناخ. بما في ذلك ارتفاع درجة الحرارة المحيطة، واضطراب هطول الأمطار، وسلامة المياه، والتغيرات البيئية، تؤدي إلى تغير في توسع انتشار وتكاثر نواقل العدوى من حشرات أو مستودعات العدوى من قواقع وسيطة وعبء العدوى الطفيلية في المناطق الموبوءة في إفريقيا. 

وأيضا هناك دراسة مرجعية أخرى تلقى الضوء على دور التغيرات المناخية على تغير الخريطة المرضية للمشاكل الصحية الكبدية من حيث الأمراض المعدية وانتشارها ودور التغيرات المناخية على الملوثات التى تسبب الأمراض الكبدية الغير معدية مثل سرطان الكبد والتسمم الكبدى.

بالإضافة إلى تقييم الأغشية الحيوية لتصريف الأحواض والغبار المتراكم على مرشحات تكييف الهواء والأرضيات فى المستشفيات العامة، لتحديد ما إذا كانت تشكل مصادر محتملة للميكروبات المحمول جوًا. تم عزل أنواع من البكتريا الممرضة وغير الممرضة التى وجدت بشكل شائع في مواقع مختلفة في المستشفيات وفي الأماكن العامة، بالإضافة إلى اكتشاف تواجد فطريات الاسبرجلس والبنسليوم من الأنواع الفطرية الشائعة في حالة الهواء والغبار وتراكم الغبار على فلاتر التكييف وأسطح الأرضيات يشكل مصادر مهمة للبكتيريا والفطريات المحمولة جوًا داخل هذه المستشفيات.

وطبعا زيادة استخدام المكيفات فى المستشفيات والأماكن العامة وحتى فى المنازل لارتفاع درجات الحرارة التى لم يعتدها الإنسان المصرى يحمل خطورة التعرض لهذه الميكروبات إذا لم يكن هناك صيانة دورية لأجهزة التكيفات وتنظيف بطريقة سليمة للفلاتر.

وأوضحت الدكتورة أمل سعد الدين أن هذه بعض المخرجات البحثية التي تظهر ارتباط التغيرات المناخية بالصحة العامة والتى تمت بمعهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية بالمركز القومى للبحوث، والتى تلقى الضوء على أهمية عمل خرائط توقعية للأمراض المرتبطة بالتغيرات المناخية لتوفير الوسائل الوقائية والعلاجية ونشر المعرفة والتدريب بين الكوادر الطبية والباحثين فى مجالات الصحة لإيجاد حلول للمشاكل الصحية المتوقعة مع التغيرات المناخية.

Advertisements
الجريدة الرسمية