رئيس التحرير
عصام كامل

فاروق حسني: صاحب برج الجدي حين يحب يقف على ذيله فى كبرياء

فاروق حسني
فاروق حسني

يتميز برج الجدى (22 ديسمبر / 21 يناير) حسب ما وصفته الصحفية حنان مفيد فى مجلة نصف الدنيا عام 2005 بأن تركيبته الشخصية الفطرية تشبه القوقعة، وبالطبع الكائن الذى يعيش بداخلها يتعامل بحذر شديد وحرص طاغ وبحكم طبيعته الصلبة لا يعيش إلا بين الصخور والأحجار والمرتفعات؛ فينتقل من مرتفع الى مرتفع حتى يصل إلى الهدف المنشود بكل إرادة وعزيمة.

ولأن الوزير الفنان فاروق حسنى من مواليد برج الجدى عام 1938 التقت به الصحفية حنان مفيد كنموذج لرجل برج الجدى فى حوار حول شخصيته وحياته،  سألته: هل أنت مسجون بداخلك منصب على عملك، خشن فى طبعك ومتحامل على نفسك مسافرا زاده كوكب زحل.. وحدة وسجن وروتينية تتغير دورتها كل ثمانى سنوات ــ كما زحل؟ 

قال: صحيح الرقم 8 له دلالة كبيرة عندى فقد تكرر فى حياتى أكثر من مرة، مثلا أنا قضيت فى باريس 8 سنوات وفى أيطاليا 8 سنوات أخرى، فى سنوات باريس واجهت نقلة كبيرة فى حياتى وكانت أثناء حرب الاستنزاف كان لى دور استخباراتى مهم اعتقدت على أساسها بأنى مناضل مصرى ولى دور مهم استمر حتى حرب أكتوبر.

تعرفت فى هذه المرحلة على رموز ثقافية كبيرة حيث كنت مديرا للمركزالثقافى المصرى هناك وأسست نفسى تماما فى هذه المرحلة ككيان فنى وفكرى من خلال لقائى بشخصيات مصرية كانت تتردد على المركز مثل يوسف شاهين، صلاح أبو سيف والدكتور لويس عوض وشادى عبد السلام وأحمد بهاء الدين وأعتبر مرحلة باريس مرحلة انتشار.

 

سألته حنان عن معلوماته عن برج الجدى فقال: معلوماتى المتواضعة أن الجدى طيب القلب رقيق المشاعر وحنون لكن خجله يمنعه من الإعلان عن نفسه، وهو أيضا صبور يحفر الجبل بأصابعه لا يكل ولا يمل.

وأضاف: كما يتمتع بالحكمة والتأمل والفلسفة إضافة إلى عقله الرشيد وعدم قبوله ظلم نفسه أو غيره.. وبالنسبة لى انسجم مع السرطان فهو صديقى اللدود الذى يجمع بيننا حوارات متناقضة، أما الأبراج الهوائية والنارية فهى تربكنى جدا.

سألته حنان: أنت تجمع بين شخصيتين.. الأولى لديها عزيمة وإصرار وطموح والثانية تشاؤمية يائسة تتوارى بعيدا فأيهما ينطبق عليك؟

قال: أنتمى إلى الشخصية الطموحة ولدى خيال خصب يجعلنى أفكر فى الأشياء البعيدة قبل القريبة وبطبيعتى متفائل إلا فى المرض، ففى بداية تولى وزارة الثقافة اكتشفت إصابتى بالروماتويد، ورغم أنه كان فى البدايات إلا أنى انزعجت جدا من فكرة إصابة يدى التى أرسم بها.. هنا تشاءمت وشعرت أن الدنيا سوداء أمام عينى.

وعلى الفور سافرت إلى باريس وقال لى الطبيب إنه مرض الرسامين الشائع مثل آلام الظهر والعنق عند الكتاب.

سألته: هل فاروق حسنى شخصية شكاية من نفسه ومن الآخرين؟

قال: أنا أشكو كثيرا ولكن حين أشعر أن حريتى سلبت منى، فأنا فى الأول والآخر رسام، والرسام داخله حر طليق اعتاد التنقل والجدى يهوى القفزات وقفزاته دائما سريعة وأهم هذه القفزات حين قفزت من منصب موظف بسيط إلى مدير قصر ثقافة بالإسكندرية، والغريب أنى أحسست بهذه القفزة قبل أن أصل إليها وبمرور الأيام حدث بالفعل.

اقرأ أيضا

ورش فنية متنوعة ومحاضرات تثقيفية بـ"ثقافة القاهرة"

 

وتكرر ثانية حين قرأت خبرا فى صحيفة صباحية عن ست منح لمديرى قصور الثقافة المصريين إلى فرنسا لتعلم أساليب إدارة قصور الثقافة ساعتها أحسست أنى أقرأ اسمى بين المرشحين، وبعد الترشح والسفر إلى باريس ذهبت إلى المركز المصرى فى إيطاليا وقلت فى بالى على سبيل المزاح سأعمل يوما مديرا لهذا المكان، والغريب أنه حدث بعد عام واحد، وهذا حدس يتمتع به مولود برج الجدى.

سألته حنان مفيد: ما هى صفات الجدى من وجهة نظر فاروق حسنى؟

قال: يحتفظ لنفسه بالمعلومات ولديه انطباع داخلى عن كل من يتعامل معهم وهذا الانطباع غير معلن لكنه واضح ومباشر ومسألة اقتحام الجدى غير قابل للمناقشة وأنا قادر على وضع متاريس يصعب اجتيازها.

الجريدة الرسمية