رئيس التحرير
عصام كامل

خطر الانفرادات فيس بوكية!


يوم بعد يوم.. بل وساعة بعد ساعة.. يتأكد للجميع بأن مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة "فيس بوك"، والذي يعتبر الأكثر انتشارا في مصر ما زال في مرحلة "المراهقة"، ويتم استخدامه بشكل خاطئ –عن قصد أو دون قصد–، لدرجة جعلت الكثيرين ممن يتابعون الأخبار لا يكلفون أنفسهم بالذهاب إلى المواقع الرسمية للتأكد من صحة أو خطأ خبر ما.


وبعد أن كنا في الماضي ننتظر قطار وجه بحري يصل في موعده إلى محافظات الصعيد لكي نقوم بشراء الصحف اليومية للاستمتاع بقراءة الأخبار والحوارات والتحقيقات والتقارير.. أصبحنا الآن نتناول الأخبار من مراهقي "فيس بوك" كوجبة "تيك أواي" دون التدقيق في صحة أو خطأ أخبار هؤلاء المراهقين.

وما يزيد من المأساة التي نعيشها هو إصرار كل من ينتمي لفئة مراهقي مواقع التواصل الاجتماعي على بث ما يريده من صور وأخبار على أنها انفرادات، والتي وصلت في الكثير من الأحيان إلى المتاجرة بالمرضى والموتى دون وجود أي ضوابط أخلاقية.. وهو ما ساهم بشكل كبير في تلقى الكثير من المعلومات الكاذبة في شتى المجالات.

فإذا كانت الدولة ما زالت تدرس وتدرس وتدرس وبعدها تفكر وتفكر وتفكر وبعدها تقرر وضع ضوابط قانونية على مراهقي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أصبحوا يملكون وظيفة بمقابل مادي من أجل نشر أخبار كاذبة وانفرادات وهمية.. وللأسف جزء كبير ممن نواياهم حسنة من متابعي هذه المواقع يسيرون في نفس الاتجاه دون أن يشعروا بسبب قلة الوعي.

ولذلك قبل انتظار أي تشريعات وقوانين تضبط هذه الحالة الغريبة المنتشرة على مواقع التواصل في مصر يجب أن تقوم الدولة بمبادرة أقوى من القوانين، والتي تتمثل في وضع مناهج لتوعية طلاب المدارس بهذا الخطر الجديد على المجتمع، وللتأكيد على الهدف الأساسي من استخدام هذه المواقع، خاصة وأن الصغار قد يسمعون للمعلمين في المدارس أكثر من أسرهم في المنازل.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية..
الجريدة الرسمية