رئيس التحرير
عصام كامل

عمود مرنبتاح يقف بجوار تمثال أبيه رمسيس الثاني بالمتحف المصري الكبير

فيتو

أقام أخصائي الترميم بالإدارة المركزية للترميم والمتحف المصري الكبير اليوم الأحد، عمود مرنبتاح، رابع ملوك الأسرة التاسعة عشر وابن الملك رمسيس الثاني، في البهو العظيم بالمتحف المصري الكبير ليكون معروضا بجوار تمثال أبيه الشهير المنقول من ميدان رمسيس.


واستقر عمود الملك مرنبتاح في مقر عرضه الدائم ببهو المتحف المصري الكبير، وهو رابع ملوك الأسرة التاسعة عشر وابن الملك رمسيس الثاني، الذي حكم مصر ما يقرب من عشرة سنوات في الفترة من عام ١٠١٣ ق م حتى عام ١٢٠٣ ق م.

وكان تم العثور على عمود مرنبتاح في منطقة المطرية داخل معبده بمدينة أون شرق عرب الحصن وهو مزين بنقوش من الحفر الغائر وكتابات باللغة الهيروغليفية توضح الألقاب الخاصة به، التي تخلد ذكراه وانتصاراته على القبائل الليبية التي قامت بالاعتداء على مصر من ناحية الشمال الشرقي وكان ذلك في العام الخامس من حكمه.

وجرى نقل العمود من موقعة الأصلي من منطقة المطرية إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي عام ٢٠٠٨، حيث كانت تحيط به المدينة السكنية وارتفاع منسوب المياه الجوفية تحته، لذلك تم اتخاذ القرار بنقله من هذا المكان لترميمه، وظل محفوظا بالقلعة قرابة العشر سنوات إلى أن قامت لجنة سيناريو العرض المتحفي بالمتحف المصري الكبير باختيار العمود لعرضه ببهو المتحف بجوار تمثال أبيه الملك رمسيس الثاني.

ويبلغ طول العمود ٥.٦٠ أمتار ووزنه ١٧ طنا وهو مصنوع من مادتي الجرانيت الوردي في البدن والحجر الرملي في القاعدة.

وقبل البدء في أعمال النقل قام فريق الترميم الأولى بكل الإجراءات اللازمة لأعمال الترميم الأولى للعمود وكذلك أعمال الاستلام من قبل المتخصصين، حيث قام فريق العمل بأعمال التنظيف الميكانيكي وإزالة الأتربة وتثبيت بعض القشور الضعيفة وإعداد تقرير مفصل عن حالة العمود على الطبيعة قبل أعمال التغليف التي استغرقت قرابة الثماني ساعات.

وجرى إعداد وتجهيز قاعدة خاصة مبطنة بألواح من الفوم الخالي من الحموضة لتثبيت العمود بأحزمة الربط لتأمينه كما تمت عملية النقل باستخدام معدات وأوناش القوات المسلحة المصرية وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل شرطة السياحة والآثار وشرطة النجدة.

ويعد عمود مرنبتاح هو واحد من آثار عديدة خلفها الملك تخليدا لذكرى انتصاره على الليبيين وشعوب البحر مثل نقوش مرنبتاح بالكرنك ولوحة المتحف المصري، وما يسمى بعمود القاهرة وغيرها من آثار أخرى خصصت لهذا الغرض.

ويحمل العمود نقوشا على الجزء السفلي منه التي تشير إلى الحرب التي شنها مرنبتاح على الليبيين و(الشاسو) إحدى قبائل شعوب البحر في السنة الخامسة من حكمه وانتصاره عليهم والغنائم التي حصدها المصريون من أسرى وماشية والسيوف والأقواس.

ومشروع المتحف المصري الكبير يقام على مساحة 117 فدانا، ليضم 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور التي شهدها التاريخ المصري، مقسمة إلى 50 ألف قطعة تستخدم بالعرض الدائم للمتحف منها 20 ألف قطعة ستعرض لأول مرة، إلى جانب 50 ألف قطعة أخرى موجودة بمخازن حديثة لاستخدامها في الدراسات الأثرية والمعارض المتغيرة.

وتبلغ مساحة قاعة الملك توت عنخ آمون -والتي تُعد القاعة الرئيسية للمتحف- 8200م2 بارتفاع 18م2 ومن المقرر أن يتم استخدامها لعرض مقتنياته والتي تم نقل نحو 90% منها للمتحف، وتم اختيار تصميم المتحف من خلال مسابقة عالمية كبرى روعي فيها أن يكون أقرب للشكل الهرمي.

وجار الانتهاء من أعمال التشطيبات النهائية والتجهيزات وفق أحدث التقنيات والمعايير العالمية، حيث يتكون المتحف من بهو كبير يستقر به تمثال الملك رمسيس الثاني كواجهة لاستقبال الزائرين، كما يضم أيضًا قاعة مؤتمرات وسينما حديثة و28 محلا تجاريا و10 مطاعم ليقدم خدمة متكاملة للسائح الأجنبي وللأسرة المصرية.
الجريدة الرسمية