رئيس التحرير
عصام كامل

عاصمة الشباب الأفريقي محرومة من الخدمات.. أسوان تتزين لاستقبال زوارها وعشرات القرى بلا صرف صحي.. «أبو سمبل» مدينة عالمية محرومة من الصرف الصحي.. و47 مليون جنيه لتطوير «بلاد الدهب»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«شر البلية ما يضحك».. عبارة تلخص طبيعة الأوضاع داخل محافظة أسوان، ففي الوقت الذي تم فيه اختيارها مؤخرا لتكون عاصمة الشباب الأفريقى، وقبلها عاصمة الثقافة الأفريقية، تعاني عشرات القرى في المحافظة من حرمان واضح من الخدْمات الأساسية، ومنها الصرف الصحي ومياه الشرب، بالإضافة إلى الانقطاع المتكرر للتيار الكهربي.


الصرف الصحي
وتبرز قرى مدينة أبو سمبل السياحية بين أبرز القرى التي لم يصل إليها حتى الآن الصرف الصحى، رغم أن أبو سمبل ملتقى ومحط أنظار العالم بأكمله، ويفد إليها السائحون من مختلف الدول لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى مرتين كل عام، فضلا عن أنها بوابة مصر على حدودها الجنوبية ومنها إلى أفريقيا بأكملها ما يجعلها وبلا شك إحدى أهم المدن السياحية بجمهورية مصر العربية، ورغم أهميتها توجد بها مناطق تعانى من مشكلة مزمنة منذ 16 عامًا، حيث لا توجد شبكة للصرف الصحى، ويعتمد الأهالي على الصرف من خلال البيارات والطرنشات.

وتضم منطقة تقسيمات (2) ومنطقة تقسيمات (3) وقرية الزهور وقرية السلام وقرية عبد القادر وقرية العبابدة، مئات الأسر التي تعانى من عدم وجود شبكات صرف صحي، وما زالوا يعيشون على نظام البيارات والطرنشات ما يحملهم أعباء مادية ومعنوية، لأن قراهم محرومة من أبسط حقوقهم في حياة كريمة، وبالرغم من تَكرار شكواهم إلى المسئولين، لكن أحدا لا يستمع إليهم ويبقى الحال كما هو عليه.

وائل محمد مبروك من أهالي مدينة أبو سمبل السياحية يقول: إن الأهالي يعانون من مشكلات كبيرة في الخدْمات وسط تجاهل تام من المسئولين، موضحا أن مرفق مياه الشرب والصرف الصحي بالمدينة يقدم خدمة كسح ونزح البيارات والطرنشات للأهالي مقابل مبالغ مالية تسدد بموجب إيصالات سداد في خزينة المرفق، ولكنهم فوجئوا أن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي أقرت زيادة في قيمة مقابل خدمة الكسح من 30 إلى 50 جنيها للنقلة 3 أمتار مكعبة.

وأوضح أن ارتفاع سعر الخدمة أدى إلى غضب الأهالي، لأن الشركة ترفض تنفيذ شبكة الصرف الصحي لأسباب تتعلق بعدم توفير الميزانية الخاصة بالتنفيذ أو لخلافها مع المقاولين على أسعار التنفيذ، أو لعدم وجود تصميمات صحيحة للشبكة أو اختلاف المناسيب داخل المدينة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الأهالي ليس لهم ذنب في تحمل أخطاء غيرهم، والأسباب المعلنة لا تخص المواطنين لأنهم استلموا الأراضي من المجلس على أنها شاملة المرافق كهرباء، مياه، تليفونات، صرف، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك برغم وجود بعض المناطق داخل كردون المدينة (تقسيم 2، 3).

وأضاف أنه سبق وتم تخصيص واعتماد مبالغ مالية لتنفيذ شبكة الصرف الصحي لمناطق كردون المدينة بطول 2 كم لتشمل مناطق التقسيمات بالكامل، ولكن تم سحب هذه المخصصات المالية لتنفيذ شبكة صرف صحي في قريتي نلوا وأبو سمبل، وكذلك لتنفيذ مشروعات صرف صحي بمركز دراو ونصر النوبة، لافتا إلى أنه تم زيادة مقابل خدمة الصرف الصحي على فواتير المياه للمستفيدين من الخدمة بنسبة تتراوح بين 30% إلى 60% من قيمة استهلاك المياه، بمعنى أنه إذا كانت قيمة استهلاك المياه للمواطن هي 10 جنيهات، فإنه يضاف عليها 6 جنيهات مقابل خدمة الصرف الصحي، وأشار إلى أن المواطن غير المستفيد من خدمة الصرف الصحي الذي يقوم بكسح ونزح بيارات الصرف إذا كانت قيمة استهلاك المياه له 10 جنيهات فإنه يسدد 100 جنيه، فضلا عن أنه يتعرض إلى تحرير محاضر مخالفات بيئية ضده وتوقيع غرامات مالية تصل إلى عشرة آلاف جنيه في حالة عدم نزح البيارة.

مناشدة
وناشد أهالي مدينة أبو سمبل السياحية رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى والجهات المعنية التدخل لحل أزمتهم، وتوصيل شبكات الصرف الصحى في قرى المدينة السياحية، وإنقاذ المناطق المتضررة، مشيرين إلى أن للمشكلة بُعدا إنسانيا واجتماعيا خطيرا، فضلا عن العقارات المهددة بالانهيار نتيجة تسرب المياه أسفل المنازل، كما أن لها بُعدا بيئيا خطيرا يؤثر على صحة المواطنين نظرًا لانتشار الحشرات الزاحفة والطائرة ناقلات الأمراض كما أنها تسيء للمنظر العام لإحدى أهم المدن السياحية في مصر والعالم.

47 مليون جنيه
وفى الوقت الذي يطالب فيه أهالي أبو سمبل السياحية بتوفير حياة كريمة، قدمت وزارة التخطيط والمتابعة دعما باعتماد 47 مليون جنيه لتطوير مدينة أسوان، استعدادا لاستضافتها لملتقى الشباب العربى الإفريقى، وكلف اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان المسئولين بإعداد تقرير مختصر عن كل مشروع مستهدف، مع الإسراع بإنهاء إجراءات التعاقد، مع وضع خطة تنفيذية على مراحل تشمل قطاعات العمل طبقًا لتوقيتات زمنية محددة، مع ضرورة تحقيق الرقابة والمتابعة الصارمة أثناء التنفيذ وقبل تسليم الأعمال المستهدفة، مشيدًا بمبادرة وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى تحت قيادة الدكتورة هالة السعيد بتوجيه هذه الاستثمارات العاجلة لتصبح عاصمة الشباب الأفريقى في أبهى صورها من أجل استقبال زائريها من السائحين والزائرين.

كورنيش النيل
بجانب ذلك سيتم توجيه 15 مليون جنيه من هذا الدعم لتطوير كورنيش النيل بطول 3900 متر، وتشمل الأعمال تغيير الأرضيات والبلدورات مع البرجولات والمقاعد والأسوار بطول الكورنيش ولمداخل المراسى السياحية، مشيرًا إلى أن من ضمن الدعم المقدم من وزارة التخطيط سيخصص 10 ملايين جنيه لتغيير أرضيات السوق السياحى وتجميله بالشكل المطلوب وذلك بطول 2400 متر وبمسطح 36 ألف متر مسطح، مع تخصيص 22 مليون جنيه لرصف طريق السادات ومداخله الجانبية بطول 5 كم وبمتوسط عرض 22 مترا وهو الذي سيتوازى مع وضع خطة للتطوير والتجميل والتشجير.
الجريدة الرسمية