رئيس التحرير
عصام كامل

كفارة اليهود فرخة.. القصة الكاملة ليوم الغفران

فيتو

يحتفل اليهود هذه الأيام بـ"عيد الغفران"، أو كما يطلق عليه بالعبرية "يوم كيپبور"، هو يوم مقدس لديهم تصاب فيه دول الاحتلال بالشلل الكامل، حيث أنه مخصص للصلاة والصيام فقط.


العجل الذهبي

ويعتبر "يوم كيپبور" في الشريعة اليهودية يوم عطلة كاملة، يحظر فيه كل ما يحظر على اليهود في أيام السبت، أو الأعياد الرئيسية، مثل الشغل، إشعال النار، الكتابة بقلم، تشغيل السيارات وغيرها.

و عيد الغفران هو اليوم العاشر من شهر "تشريه"، المتمم لأيام التوبة العشرة، والتي تبدأ بيومي رأس السنة، أو كما يطلق عليه بالعبرية روش هاشناه، وحسب التراث اليهودي هذا اليوم هو الفرصة الأخيرة لتغيير المصير الشخصي، أو مصير العالم في السنة الآتية.

وبحسب التراث الحاخامي، فإن يوم الغفران هو اليوم الذي نزل فيه موسى من سيناء، للمرة الثانية، ومعه لوحا الشريعة، حيث أعلن أن الرب غفر لهم خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي، وعيد يوم الغفران هو العيد الذي يطلب فيه الشعب ككل الغفران من الإله.

ولذا، فإن الكاهن الأعظم كان يقدم في الماضي كبشين قربانًا للإله، وهو يرتدي رداءً أبيض (كعلامة الفرح)، وليس رداءه الذهبي المعتاد.

وكان الكاهن يذبح الكبش الأول في مذبح الهيكل، ثم ينثر دمه على قدس الأقداس.

أما الكبش الثاني، فكان يُلقَى من صخرة عالية في البرية لتهدئة عزازئيل، وليحمل ذنوب جماعة يسرائيل، ولا يزال بعض اليهود الأرثوذكس يضحون بديوك بعدد أفراد الأسرة بعد أن يُقرَأ عليها بعض التعاويذ.

الكاباروت

وهناك طقس "الكاباروت" –الكفارة- هو تقليد يقضي بتدوير دجاجة حية بحركة دائرية فوق رأس اليهودي المؤمن، مع الإعلان عن موت الدجاجة مقابل تكفير ذنوب المؤمن، وتمتعه بحياة جيدة وسعيدة بعد ذلك، تذبح الدجاجة، وتقدم للفقراء غالبا، أو تباع وتنقل الأموال للفقراء.

يثير هذا التقليد جدلا لأسباب مختلفة، إذ طوال سنوات دعم حاخامات ممارسة هذا التقليد وعارضه آخرون، هناك من يمارس هذا التقليد من خلال التبرع بالأموال للفقراء مباشرة، وهكذا يشارك في تقديم الحسنات، اتباع التقاليد بهذا الشكل يدعى التبرع بالأموال كجزء من الكاباروت.

يعارض ناشطون في منظمات حقوق الإنسان والحاخامات هذا التقليد، ويقولون إن ممارسته باستخدام الحيوانات قد يؤدي إلى ارتكاب مخالفة بحق الحيوانات.

وخلال الأسبوع الماضي، رفضت المحكمة العُليا في الاحتلال التماسا، قدمته حركة علمانية ضد ممارسة طقس «الكاباروت»، وطلب مقدمو الالتماس من المحكمة التدخل، والتأكد أن وزارة الزراعة والشرطة الإسرائيلية ستمنعان متابعة ممارسة هذا التقليد، وحتى أنهما سيعملان بشكل فعال ضد من يمارسه، من خلال التحقيق معه ومحاكمته.

صلاة الغفران

تستمر صلوات يوم الغفران التي يشارك فيها الحاخامات الإسرائيليون الكبار، وشخصيات عامة، ورجال دين مسئولون في العالم، 40 يوما لدى اليهود السفارديين، ونحو أسبوعين لدى اليهود الشكنازيين، ويشارك الكثيرون في هذه الصلوات من كل أنحاء البلاد والعالم.
تجرى الصلوات أثناء فترة الأيام العشرة المشار لها سابقا، والتي تحظى بأهمية كبيرة، لأنه وفق الديانة اليهودية يُكتب مصير الإنسان في عيد رأس السنة، ويحكم عليه في يوم الغفران، ويشارك في الصلوات يهود متدينون، حاريديون، محافِظون، وعلمانيون.

الدراجات الهوائية

ومع إصابة الحياة بالشلل، تنتشر الدراجات الهوائية بالشوارع، لا يعرف أحد متى بدأت هذه العادة في يوم الغفران، لأنها تخالف وصايا هذا اليوم المقدس بالنسبة لليهود، رغم هذا أصبحت هذه العادة شائعة جدا، لا سيّما في أوساط الأطفال، إلى درجة أن الشوارع الرئيسية في المدن تكتظ أكثر من الأيام العادية.

لا يهدف ركوب الدراجات الهوائية إلى الوصول إلى مكان معين، بل إلى التنقل بين راكبي الدراجات والالتقاء بالأصدقاء، والتمتع بأجواء هذا اليوم، وتحدث هذه اللقاءات بالقرب من الكنيس أحيانا، في الأماكن التي يزورها الوالدون لتأدية الصلاة.
الجريدة الرسمية